أين لاعبونا من الاحتراف الخارجي..؟!

في السابق كنا نقول إن لاعبينا لا يقلون مستوى عن المغاربة أو التوانسة أو حتى المصريين، الذين احترفوا بالأندية الأوروبية ثم لم نلبث في الآونة الأخيرة أن سمعنا عن الإخوة الخليجيين مثل القطري «حسين ياسر» المحترف ببلجيكا وهناك أكثر من اسم مرشح للاحتراف، والعماني الحبسي بالدوري النرويجي حقيقة على لاعبينا النجوم المتميزين التعاقد مع مكاتب معتبرة لتسويقهم في الخارج وعمل أشرطة تبرز أبرز الأهداف واللقطات وما يلزم من معلومات.
حقيقة المطلوب في هذه الفترة التواجد ببلدان متوسطة المستوى مثل: «النمسا، اليونان، سويسرا، السويد» وغيرها حتى يستطيع لاعبونا إثبات وجودهم والاستفادة والإفادة والتعود على نظام الاحتراف على أصوله.
وفي مرحلة أخرى بعد فترة زمنية «يعتمد طولها أو قصرها على اجتهاد اللاعب» ينتقل لأندية كبيرة، إن استطاع إثبات وجوده، ولو ا نتقل منذ البداية لناد كبير وعريق في الغالب لن يجد له فرصة للعب ولأحبط مما ينعكس على نفسيته ومستواه، وربما وبدرجة أقل ينجح.
حقيقة أنني لأعجب من تعنت بعض الإدارات بأنديتنا العزيزة، والتي دائماً ما تقف في وجه كل عرض احترافي يقدم للاعبينا، فبدل ما تتاح لهم الفرص، توضع أمامهم العراقيل وتشترط المبالغ الطائلة التي تقف أمام طموح لاعبينا، مثل ما تعرض له «عبيد الدوسري» الذي قدم له أكثرمن عرض بفترات سابقة من «غلطة سراي» التركي، و«جنك» البلجيكي، ونواف التمياط من «روادا» الهولندي، ونواف هذا حالة خاصة.
فقيل إن «روادا» قدم عرضا أكثر من 3 ملايين دولار، وعرض استقبال 3 من ناشئي الهلال في فترة نهاية الموسم لتطوير مستواهم، إلا أن العرض المغري قوبل بالرفض، ماذا يريد الهلاليون أكثر من ذلك، فلو ذهب اللاعب ونجح لازداد سعره ولفتح المجال لغيره من اللاعبين السعوديين، إذا ما عرف الأوروبيون جدية اللاعبين السعوديين وتفانيهم وامكانياتهم، وكان يمكن للأندية تسهيل ذهاب نجومها للدوري الأوروبي بمبالغ معقولة وتخدم اللاعب وبالتالي الوطن، وبامكانها تعويض ذلك بوضع بنود بعقود لاعبيها، كأن يشترط النادي حصوله على نسبة 25% أو أكثر في حال بيع اللاعب لناد ثالث.. الخ وهكذا.
أهمية تطوير العمل الإداري
كذلك في أنديتنا بطء شديد باتخاذ القرارات، فرئيس النادي، يقول سأستشير أعضاء الشرف، وهذا موافق وهذا معترض وهذا ممتنع عن إبداء رأيه، وهذا موافقته مشروطة، وهذا يقول لماذا لم يستشيروني.. إلخ.
يعني رئيس ناد لا يستطيع اتخاذ قرار ثم هذه عملية طويلة عريضة، يجب على أعضاء شرف النادي إعطاء الثقة المطلقة لإدارة النادي، وإلا لم تم اختيار هذه الإدارة إذا كانت القرارات المصيرية ليست بيدها.
كذلك يجب انتخاب «5» مثلاً من أعضاء الشرف ليكونوا مجلسا تنفيذيا لأعضاء الشرف، وهم من يصوتون على القرارات المصيرية التي تتخذها الإدارة، مثل احتراف «نواف» مع أنني لا أرى أن هناك قرارات مصيرية لهذا الحد. فكما تحاسب الأندية الأجهزة الفنية، يجب محاسبة مجالس الإدارات، ولكن بعد انتهاء فترتها النظامية، أما إذا كان التدخل «عمال على بطال» لا يلزم للأندية إدارات في هذه الحالة.
قام الإخوة بالاتحاد القطري بتبني سياسة تهدف لتطوير الكرة لديهم، وهي من عدة نقاط، يهمني منها هنا تسهيل احتراف عدد من المواهب القطرية بعدد من الأندية الأوروبية المتوسطة المستوى للفائدة.
فائدة يابانية
أذكر هنا حادثة حصلت قبل سنوات وملخصها أن نادي كلياري الإيطالي كان يعاني من ضائقة مالية، فقام عدد من البنوك اليابانية بتقديم قروض مالية له مشروطة بضم النادي أحد نجوم اليابان، فضم النادي «ميورا» وحقق نجاحا بالدوري الإيطالي وأعطى سمعة طيبة للاعب الياباني، حتى إن الأندية الأوروبية تخطب ود نجوم الكرة اليابانية الآن.
سياسة الاحتراف أدت لتطوير الكرة في إفريقيا:
أذكر قبل سنوات قدم مدرب برازيلي للمغرب وأراد هذا المدرب منع احتراف المغاربة بالدوري الأوروبي بحجة عدم تفريغ الدوري المغربي من النجوم لينتج منتخبا قويا مع أن 95% من المنتخب المغربي هم من المحترفين في أعتى الأندية الفرنسية، والبرتغالية، والإسبانية، وبدرجة أقل انجلترا فما كان من الإخوة بالمغرب إلا أن قاموا بإلغاء عقد المدرب لعدم توافق نظرته مع نظرة الاتحاد، التي ترى فتح الباب على مصراعيه للاحتراف الخارجي.
ومن يقول ستخلوا البلد من النجوم، نقول له، بل هي فرصة لخروج أجيال جديدة من الشباب وفرصة للاعبين خسرناهم بسبب قلة المباريات التي يشاركون بها.