*في قريتنا الصغيرة النائية عشتُ شقياً كثير العبث حتى وصل عمري «20 عاماً» ثم تبصرتُ بسبب رفقة طيبة بعد افتتاح مركز صيفي في قريتنا لم يتجاوز عدد المشتركين فيه عن ثلاثين طالباً، قال أحد المشرفين: أنت فيك صفاتٌ جيدة وعالية حاول اكتشاف نفسك وعليك بسير العلماء ثم انتقل هذا المشرف عن هذا المركز فتحسرتُ عليه لكني اكتشفت نفسي فاكتشت أنني: شاعر قدير هكذا قالوا عني، بعد مرور عشرة أعوام كتبتُ في الصحف فنشروا ورحبوا ثم وظفت «شعري» في مسارات إبداعية هالت المحررين وشاركتُ في القاهرة، وبغداد، اكتشفت بعد جلسات مع نفسي أنني أحياناً، أسطو على مثل: «أمل دنقل» خاصة بعد مرضه واتجاه شعره نحو القيم والأخلاق والاعتراف بالخطيئة وغير دنقل واكتشفت كذلك أنني في مرحلة من عمري ما بين «25 حتى 40 سنة» انني كنت سبباً في إيذاء من يزاحمني والوشاية به وإلصاق التهم به بل غررت بأحد أبناء من كنت أظن أنه يضايقني، وهذا الأخير جنيت عليه ورحبت بكل من يستغلني تجاهه، أتساءل أنا ملتزم ومحافظ كيف أفعل هذا..؟ حقيقة لم أكن أقدر النتائج أبداً بل كنتُ أغتنم كل فرصة للإيذاء بسلوك عدم المواجهة.
ما هذا الذي أصنعه؟
يا شيخ أنا رهن تأنيب ضمير وعذاب مع أنني أبرر إساءتي لأرضي نفسي لكن لا ثم لا ماذا أفعل..؟
س.ص.ع.ك.. مكة.
- أنت مُلتزم ومُحافظ لا أشك في هذا ولا أتردد فيه لكنك ملتزم بعموم: الهداية، وعموم: العبادات ومن هنا ظننت أنك مسلم ملتزم التزاماً كاملاً بكل معنى الالتزام من وجوهه كافة وليتك صاحبت ذلك المشرف ولو كان عن طريق المراسلة.
أنت مُلتزم بحق ويحق لك أن تقول هذا فهذا فهمك وعلى أساسه انطلقت في الحياة تشعر وتكتب وتشارك وتعمل، ولما كنت تفقد فقه الالتزام و حقيقته، وتفقد «فقه الواقع» من خلال الجهل بمقتضى الشعور بالمسؤولية تجاه: الحياة والناس داخلك شعور بالمركزية لكنه شعور مريض بالحسد بسبب نقص مروع، فقدته مبكراً لأنك لم تلتزم إلا بعد عمر قارب الخامسة عشرة/ فبقي في/ اللاشعور/ «كامنا» صنارة العبث فسلطتها بذكاء ومكر بصالحك وفي صالحك وليكن ما يكون.
فكنت ملتزماً تفقد التقوى وتفقد فقه النص، وسرت في الحياة ترى أن الناس يعرفونك بل يشيرون إليك بالاعجاب لتروي نفسك بخطأ آخر من زجله كدت غيرك ومكرت به وضررته من الوشاية وغيرها.
فأنت ملتزم لكنه التزام حسن كعامة من يظن أنه كذلك ولا يهمه في الحياة بعد ذلك أن يتنازل أو قد يتنازل عن التزام بإغراءما مع تسلية النفس أنه ملتزم ما دام يصلي ويصوم و يصل الرحم ويعطف.. و..و..، وهذه نقطة يجب أن تقف أمامها كثيراً كثيراً لترى صورتك من خلالها مرات ومرات.
عالج حال من أسأت إليه في أهله أو ولده أو وظيفته أو حياته لا بد من هذا لا بد منه هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، فعملية السطو كثرة جداً بين الشعراء/ والروائيين/ والنقاد فإن كنت أخذت مقابلاً مادياً في حال سطوت فيها فلا يحل لك المال ولا أن تطبع ديواناً فيه سطو ما ولو عن طريق المعنى فانظر هذا جيداً وكن منه على بينة حاضرة دائمة.
ولكن أطمع أن أراك سيداً حراً شامخاً حينما يسجل التاريخ عباراته بعد سنين وسنين فإذا بك مجدداً حراً تفقه حقيقة الالتزام وحقيقة فقه الحياة وحقيقة تطبيق الإيمان على القول والسلوك من خلال تجديد فريد جليل في شعر أو رواية أو قصة أو نقد، فمثلك حري به أن يكون كذلك فاكتشف نفسك الآن.. الآن من جديد، تحرسك عين من لا ينام، ولا يشغله شأن عن شأن.
|