ليس كل من قال لا إله الا الله دخل الجنة.
*ذكرتم في أجوبة سابقة أن من قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبدالله ورسوله دخل الجنة»، ثم عقبتم على هذا أن هذا الحديث مقيد ليس على اطلاقه فليس كل من قال هذه الكلمة العظيمة دخل الجنة بل لا بد من رد الحقوق إلى أصحابها خاصة الغيبة والنميمة المترتب عليها سوء ما، ألا ترون أن المقيد ضعيف وأي شيء قيد هذه الكلمة كلمة التوحيد العظيمة، ولولا علمي برحابة صدركم وعدلكم ما بعثت هذه المكاشفة إليكم. لكني جرأني إلى هذا حسن فضلكم وطيب اطلالتكم.
محمد دالا محمد ولد هادي
مورتانيا «جمعية الأحناف»
- بل هذا يسرني وهو يُثري العلم ويجدد فقهه، والمرء كثير بإخوانه قليل بنفسه تجاوز الله تعالى عني وعنك بواسع فضله ومنته.
نعم كنتُ قد أجبتُ عن بعض الأسئلة على أن ليس كل من قال «لا إله إلا الله محمد رسول الله» دخل الجنة، فهذه كلمة التوحيد لكنها مُقيدة وليست على إطلاقها أبداً.
ولو كانت على إطلاقها لبطل كثير من النصوص الصحيحة في الكتاب والسنة ولو كانت كذلك على إطلاقها لقيل لكل من يظلم ويهضم الحقوق ويحسد ويغتاب ويبهت ويجور قل «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ولا يضرك ظلمك وحسدك وغيبتك وبهتانك وجورك ووشايتك التي يترتب عليها ظلم مادي أو معنوي لطرف آخر سوف أورد يا شيخ محمد دالا محمد ولد هادي ما جاء في ص366 إلى ص368 مما كتبه الشيخ الإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني في كتابه المشهور «نيل الأوطار» من جـ1 قال هناك: «408» وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً» رواه مسلم.
ثم جاء بالأحاديث ذات الأرقام الآتية «409، 410، 411، 412، 413، 414». ثم قال بعد ذلك: «وأقول قد أطبق أئمة المسلمين من السلف والخلف والأشعرية والمعتزلة وغيرهم أن: الأحاديث الواردة بأن من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة مُقيدة بعدم الإخلال بما أوجب الله من سائر الفرائض وعدم «فعل كبيرة من الكبائر» التي لم يتب فاعلها عنها، وأن مجرد الشهادة لا يكون موجباً لدخول الجنة فلا يكون حجة على المطلوب».. الخ.
ثم قال في ص368: «ومنها ما ثبت في الصحيح باللفظ: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، أ.هـ.
قلت: ومعلوم أن القتل نوعان الأول له ثلاث حالات:
1- العمد.
2- وشبه العمد.
3- الخطأ.
والنوع الثاني قد يجهله كثير من الناس وهو «القتل المعنوي» ولهذا النوع صور كثيرة منها مثلاً:
1- هضم الحق، أو الحقوق.
2- التفريق بين الرجل وولده في حال «ضعف» «أو مرض الزوج» ونحوه.
3- ما يكون من جراء الوشاية فيسبب هذا: ظلماً لغافل مسكين ينتصر بالله تعالى.
4- شهادة الزور المترتب عليها ضياع حق أو حقوق محددة أو مختلفة.
5- الحسد بطرقه المعروفة.
6- الجور في النظر بين شخص وآخر.
7- السرقة/ والحيل.
8- الإلصاق بما الآخر بريء منه بطرق غاية في «الذكاء والدهاء».
وهذا يا شيخ «محمد» لا ينفعه كلمة التوحيد ما لم ينظر من «قتله» قتلاً معنوياً قد يُسبب له مع الضرر مرضاً نفسياً طويلاً قد يموت بسببه كما أن القتل المعنوي قد يشترك فيه أكثر من أطراف عدة ضد طرف واحد، وإنما يحتاج الوقوف على هذا عقول عميقة أمينة نزيهة عادلة بريئة متجردة لتكشف حقيقة هذا النوع من القتل الخفي العجيب الذي قد يكون ضحيته مغموراً أو مشهوراً.
|