قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحفل التكريمي الذي أقامه للأمير عبدالله بن عبدالعزيز «بأنه من المهم جداً بالنسبة لروسيا أن توقت ساعتها حسب توقيت المملكة» يظهر مدى نجاح وتميز زيارة ولي العهد لروسيا، فالرئيس بوتين الذي لمس وبشكل دقيق المدى البعيد للفوائد الجمة التي سيجنيها الشعبان السعودي والروسي من وجود علامة مميزة بين البلدين على كافة الأصعدة، والرئيس الروسي عندما أراد أن يضبط توقيت دولته على توقيت المملكة فإنما يعني بالطبع تنسيق الأعمال مع المملكة في شتى الأصعدة، وهو ما حققته الزيارة الناجحة للأمير عبدالله بن عبدالعزيز حيث أبرز البيان الختامي جملة نقاط أظهرت تفاهماً وتطابقاً في مواقف البلدين في العديد من القضايا المهمة، فبالنسبة للمواقف السياسية شدد البيان على تنسيق المواقف والرؤى، وبالذات تجاه القضية الفلسطينية واستثمار المكانة الدولية لروسيا كونها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وأظهرت الزيارة تطابق موقف البلدين في رفضهما الحازم لكل أشكال الإرهاب والتصدي له وتبادل المعلومات بشأن أنشطته ومحاصرة خلاياه لاجتثاث جذوره من أي مكان على ظهر المعمورة.
وقد فعلت الزيارة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، وقد شهدت منذ اليوم الأول توقيع العديد من الاتفاقيات التي لا بد أن تنشط التعاون بين البلدين في هذه المجالات وتضع آليات وأسساً لانطلاقها إلى آفاق أوسع وصولاً إلى تحقيق الشراكة بين بلدين يمتلكان القدرات والمكونات لتكوين قوة اقتصادية جبارة، خاصة في مجالات صناعة واستخراج وإنتاج الطاقة، سواء عبر تطوير حقول إنتاج النفط، أو استخراج وتطوير مجالات استثمار الغاز واستعماله في مجالات تحلية المياه وفي الصناعات التحويلية.
وكون المملكة الدولة الرائدة إسلامياً وقبلة المسلمين، وأن روسيا تحتضن ملايين المسلمين ولها اهتمامات بالشؤون الإسلامية لمجاورتها العديد من الدول الإسلامية التي كانت تشكل معها سابقاً الاتحاد السوفياتي، فإن فتح قناة تنسيق وتفاهم بين البلدين لا بد أن يخدم القضايا الإسلامية، خاصة إذا استقت روسيا معلوماتها وتعاملت مع القضايا الإسلامية عبر الدولة الأساسية والرئيسة في العالم الإسلامي.
عموماً وفي المحصلة النهائية وكما أوضح البيان الختامي، فإن زيارة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز زيارة ناجحة بكل المقاييس، وشكلت إضافة نوعية للمكانة الدولية للمملكة، وعززت حضورها على المسرح العالمي لصالح الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية.
|