Friday 5th september,2003 11299العدد الجمعة 8 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعم أفضاله حفظته والراغبين في حفظه.. تعم أفضاله حفظته والراغبين في حفظه..
القرآن.. علاج لكل مشاكل العصر للفرد والمجتمع

* الرياض - الجزيرة:
القرآن الكريم هو أقدس الحديث وأصدق الكلام، فيه شفاء للقلوب وصفاء للنفوس، ودواء لكل أمراض الإنسانية، تعاليمه هي طريق السعادة في الدنيا والآخرة، على مستوى الفرد والمجتمع، الخيرية هي صفة حفظته والمتطلعين الى حفظه، ومجلسه تحضره الملائكة ويذكر الله أهله فيمن عنده، اجر قراءة الحرف منه بعشر حسنات، وغيرها من الأفضال التي يحصل عليها القارئ للقرآن، ويبقى التساؤل المحير: هل يوجد من يهجر كل هذه المكارم والنعم بهجره لتلاوة القرآن وماهي النعم التي وعد الله بها العالم بالقرآن والمتعلم له، وماهو فضل الحث والتشجيع على حفظ القرآن وتلاوته وتدبر معانيه هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق.
الأجر على التلاوة
في البداية يؤكد فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح القصير إمام وخطيب جامع الأمير فيصل بن محمد بحي المغرزات بالرياض: أن القرآن هو معجزة الإسلام التي تكفل الله بحفظها من أي زيادة او تبديل أو نقصان وجعله المخرج من كل فتنة، والعصمة من كل ضلالة، والنجاة من كل هلكة، لا تزيغ به الأهواء، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يخلق من كثرة الرد، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجِر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. وليس أدل على فضل القرآن واثره في حافظه ومحفظه أن الله تعالى يأجر على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، ولو تدبر المرء القرآن، واتبع ما فيه من الهدى والبيان، وعمل بما فيه من الوصايا الفصيحة، والنصائح الصحيحة، لصار سعيداً في نفسه واهله، مسعداً لبلده ومجتمعه مصداقاً لقوله تعالى: {)يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57) قٍلً بٌفّضًلٌ اللهٌ وّبٌرّحًمّتٌهٌ فّبٌذّلٌكّ فّلًيّفًرّحٍوا هٍوّ خّيًرِ مٌَمَّا يّجًمّعٍونّ} . وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقال:« الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له اجران»، وقال:« اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأهله يوم القيامة»، وقال:« ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»، وقال:« إن الله يرفع بهذا الكتاب اقواماً ويضع آخرين». ويضيف الشيخ القصير وهناك الكثير من النصوص الصحيحة التي تحث على تعلم كتاب الله، والعناية به وتدبره وفهمه، والعمل به، وبيانه والدعوة إليه، ومذاكرته وتعليمه لمن لا يعلمه، فإنه تبيان لكل شيء، يهدي للتي هي اقوم وهذا ما يؤكد فضل تعلمه وتلاوته وتدبره وفهمه، والعمل به، والتخلق به، والدعوة إليه، وتعليمه لمن لا يعلمه، وللاسف فإن كثيراً من الناس انشغلوا عن تعلم القرآن، فالكبار انشغلوا عنه بجمع الحطام، واستبدلوه بالقيل والقال، ونحو ذلك من الكلام، الذي يفسد القلوب. والصغار انشغلوا عنه بالدراسة النظامية التي غالباً لا تعطي للقرآن ما يستحقه من الوقت والعناية، كغيره من العلوم التي هي من اختراع الإنسان وهذا مما اضعف أثر القرآن في النفوس، كما ضعف شأنه من بين الدروس فضاع وقت الناشئة في الشوارع واماكن اللهو، مما ادى الى جهلهم بالقرآن، وحرمانهم مما فيه من الهدى والبيان ولم يعد غريباً أن نجد شخصاً يحمل أعلى المؤهلات، ويشغل وظيفة كبيرة في المجتمعات ولا يحسن تلاوة ما يحتاج إليه منه في الصلاة، فضلاً على أن ينتفع بمواعظه وبيانه، بل أن هناك ممن هجروا استماعه والإصغاء إليه والإيمان به، ومنهم من هجر العمل به والوقوف عند حدوده من تحليل حلاله وتحريم حرامه، ومنهم من هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، ومنهم من هجر تدبره، ومعرفة ما اراد منه من تكلم به، ومنهم من هجر الاستشفاء به والتداوي به من جميع امراض القلوب والأبدان، فلم يبق منه عند هؤلاء الا رسمه، تزين بنسخه المكتبات، وتعلق آياته على الجدران والواجهات، وتصنع منه الحجب والتمائم وغيرها، مما تؤكل به أموال العوام، ويشغل عما فيه من الحكم والأحكام.
فضل القرآن الكريم
من جانبه حث فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغميجان إمام مسجد ام المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالرياض المسلمين على تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل بما جاء فيه من اوامر ونواهي امتثالاً لقول الحق - جل وعلا - {وّرّتٌَلٌ القرًآنّ تّرًتٌيلاْ }، فالقرآن كلام الله تعالى انزله على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - هداية للبشرية ودلالة لهم على الخير ليخرجهم به من الظلمات الى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وأوضح فضيلته أنه بتلاوة القرآن الكريم تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، وتقر الأعين، مصداقاً لقوله تعالى: { أّلا بٌذٌكًرٌ الله تّطًمّئٌنٍَ القٍلٍوبٍ} ، وبه يرتقي العبد في درجات الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم - «يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها»، مشيراً إلى أنه بالقرآن تزداد الحسنات وتحط السيئات، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا اقول «ألم» حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف»، فإذا علمت أن حروف القرآن الكريم تزيد على 250 الف حرف فكم من الحسنات ستكسب إذا داومت على تلاوته وختمه في كل وقت وحين، وخاصة في الأيام والاماكن الفاضلة كشهر رمضان أو المسجد الحرام. وذكر فضيلته أن من فضل القرآن الكريم انه شافع لاصحابه يوم تعز الشفاعة - يوم القيامة - ، وفي هذا اليوم العصيب يأتي القرآن منقذاً اهله التالين له بالليل والنهار العاملين به، يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - :« اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه»، ويقول - صلى الله عليه وسلم - «يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان او ظلتان سوداوان بينهما شرق «اي ضياء ونور» او كأنهما حزقان «اي فرقان او قطيعان» من طير صواف تحاجان عن صاحبهما»، ويقول - صلى الله عليه وسلم - :« الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام اي رب منعته الطعام والشراب فشفّعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفّعني فيه، قال: فيشفعان». ويجب الحذر من هجر القرآن، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «مثل الذي يقرأ القرآن والذي لا يقرؤه كمثل الحي والميت»، والقرآن حفظ للإنسان من الشرور والاشرار من شياطين الجن والإنس، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم «البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان قط» «ومن قرأ آية الكرسي حين يمسي ويصبح كانت له حرزاً من الشيطان». ويضيف الشيخ الغميجان ومن فضل القرآن في الدنيا أن مَنْ تلاه وتدبره افلح واجر، ومن هجره واعرض عنه خاب وخسر، وخير دليل على ذلك قوله - جل جلاله - :{ )إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (29) لٌيٍوّفٌَيّهٍمً أٍجٍورّهٍمً وّيّزٌيدّهٍم مٌَن فّضًلٌهٌ إنَّهٍ غّفٍورِ شّكٍورِ} كما انه خير طريق للمعرفة الصادقة ضرب الله فيه الأمثال ونوع فيه الحجج والبراهين ما يقع به الإقناع وتقوم الحجة، وأكثر فيه من ذكر قصص السابقين واخبار الأمم عظة واعتباراً بما يزيل الالتباس وتضمحل الشبه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الخيرية فيمن تعلم القرآن وقام بتعليمه للآخرين، قال عليه الصلاة والسلام:« خيركم من تعلم القرآن وعلمه». وأضاف الشيخ الغميجان عندما كان اهتمام المسلمين بهذا القرآن العظيم كبيراً شيدوا حضارة ما رأى التاريخ لها مثيلاً ودانت لهم الأمم وهم اقلها عَدَداً وأضعفها عُدداً ولكنه الإيمان الذي يصنع المعجزات ولن يكون لهذه الأمة نصر ولا عز ولا سؤدد الا إذا رجعت بصدق إلى كتاب ربها وسنة نبيها - صلى الله عليه وسلم - ولن يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به اولها. وها نحن نرى آثار الإعراض عن كتاب الله تعالى، والبعد عن دينه في نفوس الناس حزناً وضجراً وضيقاً وكآبة وفي عقولهم حيرة وتيهاً، وفي افكارهم انحرافاً وفي اعمالهم ضلالاً، وفي اخلاقهم سقوطاً وسفها، وفي علاقاتهم تصرماً وقطيعة، وها هم اليوم يكتوون بنار البعد عن الله وهجر القرآن تلاوة وعملاً وحكماً، فانتشر فيهم اليأس والإحباط والامراض النفسية والمخدرات التي كانت من نتائجها انحرافات سلوكية خطيرة واعتداءات على الآخرين، فكم سمعنا عن بائس قتل اباه او امه، وفاشل قتل زوجه واولاده، ويائس قتل نفسه، وناقم امطر الناس بوابل من الرصاص فأرداهم بين قتيل وجريح، فصاحت الناس ما هذه الحياة اين الامان وما علموا انه ذهب حينما ذهب الإيمان.
آداب عند التلاوة
اما فضيلة الشيخ محمد بن احمد السماعيل إمام وخطيب جامع الوسيطى بالاحساء فيقول: القرآن الكريم هو احسن الحديث، نزل به الروح الامين على قلب النبي الامي ذي الخلق العظيم - صلى الله عليه وسلم - ، ليكون هدى للناس وموعظة، ونوراً وشفاء، وتبصرة وبرهاناً مصداقاً لقوله - جل وعلا - : {يّ)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) }، وقال تعالى: {(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) }. ومن هذه الآيات المباركات يتضح بما لا مجال للشك فيه أن القرآن تزكية للنفوس، وتبصرة للعقول، وتوجيهاً إلى الخير، فهو نور وبركة وخير في الدنيا والآخرة وتلاوته تشرح الصدور. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضح فضل القرآن الكريم ومكانته وما يتحصل عليه قارئ القرآن من الثواب والأجر العظيم والمنزلة الرفيعة عند الله تعالى. فعن امامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول:« اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه» رواه مسلم. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر امثالها، لا اقول الم حرف، ولكن الف حرف، ولام حرف، وميم حرف». ويضيف الشيخ السماعيل أن المسلمين في كل عصر مطالبون باغتنام هذه الخيرية التي يتصف بها حفظة القرآن والراغبين في حفظه، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضوان الله عليهم - أسوة حسنة حيث فهموا هذه الحقيقة، فأقبلوا عليه يرتلون آياته، ويتلونه آناء الليل واطراف النهار، فكانت قلوبهم عند سماعه خاشعة، واعينهم دامعة، إذا سمعوا آية عذاب اشفقوا وتعوذوا، او مرت عليهم آية رحمة فرحوا واستبشروا، او آية تنزيه لله تعالى نزهوا وعظموا، او آية دعاء طلبوا وتضرعوا، وكان السامع منهم كالقارئ تعلوه السكينة والوقار. ولتلاوة القرآن الكريم والاستماع اليه آداب ينبغي مراعاتها اثناء التلاوة، وذلك بأن يكون القارئ على طهارة، وأن يكون نظيف الثوب والبدن، وأن يستقبل القبلة - إن امكن - وأن يستاك عند تلاوة القرآن الكريم ، وأن يتعوذ من الشيطان الرجيم، لقوله تعالى:{فّإذّا قّرّأًتّ پًقٍرًآنّ فّاسًتّعٌذً بٌاللَّهٌ مٌنّ پشَّيًطّانٌ پرَّجٌيمٌ } سورة النحل آية «98». كما ينبغي للقارئ أن يتأدب مع القرآن الكريم، بأن يقرأ بتدبر واستحضار قلب، ولا يعبث ولا يضحك، ولا يتكلم مع صاحبه، وأن يتحلى بأخلاق القرآن الكريم، فيتمثل اوامره ويجتنب نواهيه، فنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان خلقه القرآن، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوز أحدهم ما حفظ من آيات حتى يعمل بما جاء فيها من احكام. واذا مر القارئ بآية رحمة سأل الله من فضله، وإذا مر بآية وعيد استعاذ بالله من ذلك، وإذا مر بآية استغفار استغفر ربه، واذا مر بآية تسبيح سبح بحمد ربه، ويستحب ترديد الآيات للتدبر، فعن ابي ذر - رضي الله عنه - قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يردد هذه الآية: {إن تٍعّذٌَبًهٍمً فّإنَّهٍمً عٌبّادٍكّ وّإن تّغًفٌرً لّهٍمً فّإنَّكّ أّّنتّ العّزٌيزٍ الحّكٌيمٍ } حتى اصبح. وسيجد المسلم الذي يقرأ القرآن الكريم بتدبر، طمأنينة في قلبه، وراحة في نفسه، وسيتذوق اساليبه البلاغية، والبيانية، لانها من عزيز حكيم، شهد له فصحاء العرب بأن له لحلاوة، وان عليه لطلاوة وانه لمثمر اعلاه، مغدق اسفله، وانه ليعلو وما يعلى عليه. كما أن على المسلم أن يقرأ في يومه وليلته ما تيسر له من القرآن الكريم ليكون على اتصال مستمر بكتاب ربه - عز وجل - ، وأن يداوم على قراءته، ويعمل بمقتضاه ما دام على قيد الحياة، لينال السعادة في الدنيا، والفوز في الآخرة، وإن خير ما يقدمه الآباء والامهات، والمعلمون والمعلمات إلى أولادهم وطلابهم، هو تعليمهم كتاب الله تعالى، تعليماً جيداً وحثهم على قراءته، والإكثار من تلاوته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved