* الطائف خاص ب (الجزيرة):
نفى مدير المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات في قيا بمحافظة الطائف الشيخ حمود بن جابر بن مبارك الحارثي ان تكون المكاتب الدعوية تأثرت بالحملات التي يشنها الأعداء على الإسلام مرجعا ذلك الى وضوح الهدف والمنهج الذي تقوم عليه هذه المكاتب في الدعوة الى الله وفق اصول ثابتة مستمدة من الكتاب والسنة، وعرضها بالأساليب والوسائل التي لا تترك ثغرة لأي حملة معادية.
وأكد فضيلته في هذا السياق تزايد اعداد معتنقي الإسلام في ظل وجود هذه الحملات المعادية وذلك بتوجه كثير من غير المسلمين نحو قراءة الكتب التي تتحدث عن الإسلام وأحكامه وآدابه واخلاقياته العالية التي تستهدف إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة.
وشدد الشيخ الحارثي في حديثه ل (الجزيرة) على أهمية الاستفادة من الثورة العالمية في تقنية الاتصال والإعلام في عرض الإسلام والدعوة إليه. وفيما يلي نص الحوار:
* إلى أي مدى تأثرت المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد بالحملات المعادية للإسلام والتي لحقت بما يسمى بالحرب ضد الإرهاب؟ وهل ثمة دور للمكاتب التعاونية في مواجهة هذه الحملات، وما هي أبرز ملامح وآليات هذا الدور؟
بما أن مكاتبنا التعاونية بحمد الله تقوم بواجبها بالحكمة والموعظة الحسنة والمنهج الواضح منهج السلف الصالح في الدعوة الى الله تعالى، وكذلك تقوم بجهود داخل بلادنا المباركة حفظها الله فلم نلحظ أي تأثير بحمد الله تعالى، ومنطلقات الدعوة في بلادنا وأصولها الثابتة وعرضها بالأساليب والوسائل والمناسبات لا يترك ثغرة لأي حملة معادية، ولعل دعوة الناس إلى أخذ الدين من نبعيْه الصافيين الكتاب والسنْة واللجوء إلى أهل العلم والحكمة والرأي بعد الله عند ظهور المستجدات والفتن والرجوع الى آرائهم وفتاواهم وعدم كثرة الخوض في المسائل المستجدة والنوازل إلا لذوي العلم كما قال تعالى: {(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) } كل ذلك بإذن الله عاصم من ضرر كل حملة معادية.
* من وجهة نظركم كيف يمكن الاستفادة من أبناء الجاليات غير الإسلامية الموجودة في المملكة في التعريف بحقيقة الإسلام في مجتمعاتها.. كجزء من استراتيجية المواجهة للحملات المعادية والمضللة؟
لاشك ان الجاليات غير الإسلامية الموجودة في المملكة تشكل كماً لا يستهان به، وفي نفس الوقت له علينا واجب متحتم وهو دعوتهم إلى الاسلام، وبذل الجهد في إخراجهم من الظلمات الى النور ومن جور الأديان إلى عدل وسماحة الإسلام وما يترتب على ذلك من خيري الدنيا والآخرة، وبدخولهم الإسلام تتبين لهم حقائق الدين ومبادئه ويكونوا خير سفراء للإسلام في بلادهم بغض النظر عن ما قد يتعرضون له من إيذاء مقابل اعتناقهم الإسلام الذي هو سنة من سنن الله، كما في قول الله تعالى: {الچم أّحّسٌبّ النَّاسٍ أّن يٍتًرّكٍوا أّن يّقٍولٍوا آمّنَّا وّهٍمً لا يٍفًتّنٍونّ} أما الذين لم يوفقوا للدخول في الاسلام ففي نظري أنهم سيكونون درعاً مواجها لحملات بلادهم المعادية، والمضللة ضد الإسلام إذا وجدوا المسلمين يمتثلون الإسلام في معاملاتهم وتعاملهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدين المعاملة) وهذا موضوع حري بالمؤسسات الدعوية أن تدعو إليه وتطرح أهميته وكونه ركيزة أساسية في عرض الدين ونقل الصورة الحقيقية للمسلم الحق، وليكن ذلك من خلال توعية أهل هذه البلاد بأهمية هذا الموضوع ليجد الوافدون المعاملة الحسنة والصدق والوفاء، ورفع الظلم، والسلوك الحسن الذي يظهر به أبناء هذه البلاد وبذلك يكونوا لهم قدوة حسنة.
* الانتقادات التي توجه لمناهج ومؤسسات العمل الدعوي والإغاثي في المملكة، كيف ترونها وما هي انعكاساتها على الرسالة الدعوية والخطاب الديني بالمكاتب التعاونية؟
انتقادات مغرضة ولكنها عديمة الضرر القوي في الداخل بإذن الله لكون أغلب أنشطة المكاتب التعاونية داخلية، لكننا نرى أن يكون الخطاب الديني العام موجهاً لجمع الكلمة وتوجيه جميع شرائح المجتمع للوقوف في وجه الحملات المغرضة ضد الدين والمقدسات والمناهج والمؤسسات الدعوية والإغاثية.
* اعتماد المكاتب التعاونية على الهبات والتبرعات كمصدر لتمويل مناشطها.. ألا يضر باستمرارية وكفاءة هذه المكاتب، وما هي اقتراحاتكم في هذا الشأن؟
تختلف المكاتب في مصادر تمويلها باختلاف مواقعها والمجتمع الذي تقع فيه، فالرياض مثلا مدينة اقتصادية يكثر فيها الموسرون وبذلك ترتفع ميزانية المكاتب الدعوية الموجودة فيها ويظهر ذلك على كثرة ناتجها ومناشطها، وعلى العكس المدن التي يكون غالب اهلها من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، فيقل بذلك ناتج المكاتب فيها وتقل مناشطها، وجل دعمها ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم حفظه الله ، والعمل الدعوي قائم على الاحتساب من أصله وبذلك يبعد الرياء وحب الظهور والتعلق بالوظيفة، وكما يقول تعالى على لسان كثير من أنبيائه {وّمّا أّسًأّلٍكٍمً عّلّيًهٌ مٌنً أّجًرُ إنً أّجًرٌيّ إلاَّ عّلّى" رّبٌَ العّالّمٌينّ} ومع هذا فانني أرى أن تتبنى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدة أمور لتساعد في تمويل المكاتب الدعوية منها:
1 تقديم مساعدة سنوية مقطوعة لكل مكتب مراعية في ذلك موقعه والمساحة الجغرافية التي يغطيها والجهود والمناشط المبذولة ونتائجها.
2 التعريف بأهمية ودور هذه المكاتب عبر كل القنوات الإعلامية من مقروء ومسموع ومرئي وحث الموسرين على دعمها.
3 إحياء دور الوقف لهذه المكاتب وبيان كونه مصدراً خيرياً مستمراً وصدقة جارية.
* ارتباط الدعوة بالعمل النافع لخدمة المسلمين من أبناء الجاليات الأجنبية الموجودة بالمملكة.. يدفعنا للتساؤل عن طبيعة الخدمات المقدمة من جانب المكتب التعاوني والعلاقة مع بقية المؤسسات المعنية بشؤون الأجانب والوافدين؟
تتوافر في بلادنا المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات الدعوية والنفعية من خلالها، والمكاتب الدعوية تقوم بهذا العمل كرحلات الحج والعمرة، وموائد إفطار الصائمين في رمضان، وكسوة العيد متعاونة في ذلك مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
* اختلاف اللغة وعدم إجادة كثير من أبناء الجاليات الوافدين للغة العربية، هل ثمة آليات للتغلب عليها سواء من ناحية تعليم اللغة العربية أو ترجمة الكتب الدعوية إلى لغات هذه الجاليات؟
تقوم المكاتب الدعوية بتوظيف المترجمين من أبناء الجاليات الإسلامية بلغاتهم المختلفة وفق ضوابط علمية تخصصية وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها بالإضافة الى ترجمة الكتب المفيدة الى اللغات المختلفة، أما تعليم اللغة العربية فلاشك فيه فائدة كبيرة إلا أن ذلك يحتاج إلى إمكانات مادية وطاقات بشرية مكلفة.
* ما هو موقع النساء من البرامج الدعوية للمكاتب التعاونية، وهل يتوافر لهذه المكاتب من يقمن بالدعوة في هذا الاتجاه؟
مازالت المكاتب التعاونية بحاجة ماسة إلى تفعيل البرامج النسائية وهي بحاجة أيضا إلى داعيات مؤهلات يقمن بهذه المهمة وعسى أن يكون للوزارة دور في تبني هذه الفكرة وتوظيف الداعيات أو المساهمة في توظيفهن من خريجات التخصصات الشرعية.
* تزايد عدد معتنقي الإسلام من أبناء الجاليات الوافدين الى المملكة، ماذا يعني في هذا التوقيت بالذات، وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء المسلمين الجدد وتأهيلهم للقيام بالدور الدعوي بين أبناء جلدتهم؟
تزايد عدد معتنقي الإسلام في هذا الوقت من أسبابه ما أفرزته الأحداث الأخيرة من توجه الناس وقراءاتهم عن الإسلام الذي وجد فراغاً روحياً لم تسده الديانات الباطلة، ولاشك أن الواجب العمل على تأهيل هؤلاء ليقوموا بالدعوة بين أبناء جلدتهم، ومن عاش الجاهلية فهو أشد تمسكاً بالإسلام إذا أسلم، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «إنما ينقض عرى الإسلام عروة عروة من عاش في الإسلام وما عرف الجاهلية».
|