تزوج بأخرى وكان مع زوجته الأولى في غاية الكرم وفي غاية الخير والسعادة، ثم قامت الاخرى بالاستيلاء عليه فكراً بطرق وحيل منوعة واستولت على امواله واخذ يهب لها ولأهلها في تلك الديار ويرحل ماله شيئاً فشيئاً حتى لم يبق معه الا النزر اليسير، وبدأت ترسم له الابتسامات والاحلام الورية والحياة السعيدة وتمنيه بعيشة السعداء وانجبت له بنين وبنات وعاش في غاية السعادة معها، ويوما من الايام طلبته زيارة لبلدها فزارت هي واهلها ثم مكثت هناك ان يسترجعها فسلكت سبيلاً ابليسياً قذراً لا يفكر فيه احد حيث انها زورت وثائق تطليقه لها ثم تقدمت وتزوجت بزوج آخر ليكون الرجل امام الامر الواقع وحين إذن ادرك ان الزواج بالاجنبية مصيبة المصائب وادرك ايضاً ان من حقه أن يطلب اولاده ليدرك البقية الباقية ثم ذهب يحتال يسلك كل السبل ويتقدم لمحكمة سعودية، فلا يجد مناصاً من أن المحاكم السعودية ليس لها ولاية على من كان خارج البلاد وهي منضبطة بتعاون تلك الدول مع المملكة او عدمه في حالات كثيرة والتنفيس حين يكون دولياً له عقباته وصعوباته البالغة، ولذلك بدأ هذا الرجل يحاول جاهداً أن يأخذ اولاده او يصحبهم معه في بلاده فتعسر ذلك عليه كثيراً واصبح المسكين كلما جمع قواه وجمع شيئاً من المال من اقاربه وبعض رفاقه انطلق مهرولاً لينفقه على اولاده في تلك البلاد مقابل ان يراهم ويعيش معهم ولو ساعات محدودة ولا ريب أن هذا المسلك وهذه الآلام دائماً سببها الزواج بالاجنبية التي يتأكد من خلالها سوء المسالك التي تعيشها بعض البلاد خاصةً ان هناك من يتزوج بامرأة كافرة ثم يزعم انها اسلمت وهذا عندها يختلف اختلافاً كثيراً، وكثير جداً ممن تزوج بنساء اجنبيات عندما يبلغ الخامسة والستين فانه يعض على اصابع الندم ويجد أن قراره كان خاطئاً او ان قراره كان سيئاً لا شك أن هناك زيجات اجنبية ناجحة بكل المقاييس لانها خصت بالارتباط الايماني الرباني والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وانها كانت عطاءً جميلاً اخاذاً ولكن تلك من الندرة بمكان فهي نادرة جداً كالدرة لا يستطيع ان يحصل عليها الغواص بسهولة الا بعد عناء وجهد وبعد أن يتعمق في البحر ويبحث عن صدف كثيرة عسى، ولعله وليت قدرته تمكنه من أن يصل الى درة يسعد بها ويكسب منها مالاً وفيراً، ولهذ نجد أن بعض الناس يبالغ في التحذير من الزواج من اجنبية حتى يوصله الى التحريم، وهذا خطأ كبير، نعم الزواج بالاجنبية خطأ ويجب التحذير منه وله مساوئه واضراره البالغة لكن لا يصل الامر الى تحريمه، الذين يصلون الى المحاكم مع زوجاتهم الاجنبية يعايشون مرارة لا يعلم مداها الا الله عز وجل بسبب كرههم الشديد وحركاتهم الانتقامية التي ربما يستعان فيها بآخرين، نسأل الله لنا ولكم السلامة.
ويبقى الأبناء ضحية للزواج بالاجنبية بكل المقاييس، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
|