* الجزيرة - خاص:
يعد الوقف أحد الروافد الأساسية في المجتمع المسلم، بما يقوم به منذ القدم من تعاضد اجتماعي بناء، وما يساهم به في عمليات الخير، والجوانب الإنسانية.
ومما لاشك فيه أن للإعلام دوراً بارزاً في الارتقاء بالوعي بمسؤولية الأفراد والمؤسسات في مسألة الوقف، وضرورة المحافظة عليه وإنمائه.
وانطلاقاً من هذه المفاهيم، توجهت «الجزيرة» إلى سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بسؤال حول الدور الإعلامي في الوقف.. فأجاب:
إن للإعلام دوراً مهماً فعالاً في نشر الوعي بين الناس، واهتمامه بما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، ومن ذلك توعية القائمين على الوقف، ببيان اهميته، وفضله في جميع وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، سواء كان ذلك بتشجيع الناس على الوقف ابتداءً وإثباته وتوثيقه، او توعيتهم بالمحافظة عليه وتنميته بعد ثبوته، وذلك بتقديم البرامج الهادفة من محاضرات وندوات، وكتابة مقالات ونشرات واشرطة نافعة ونحوها، وتشجيع طلبة العلم، وتهيئة الوسائل اللازمة لإعداد ذلك، حتى ينتشر الوعي بين الناس بأهمية الوقف، وبيان فضله، وعظم اجره، ومكانته عند الله، وحتى يتبين لهم ثبوته بالكتاب والسنة، فيكون ذلك دافعاً لهم على المسابقة إلى الخيرات، والاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته من بعده - رضي الله عنهم - فتكثر بذلك موارد الخير، ومناهل العطاء التي يمتد نفعها أزمنة طويلة فيحصل للواقف الاجر والثواب، ويحصل للموقوف عليه الانتفاع، وتتحقق مصالح المجتمع المسلم واهدافه.
كما ينبغي أن تهدف تلك البرامج الإعلامية إلى توعية الناظر على الوقف بأن عليه واجباً عظيماً وأمانةً كبيرة نحو بذل كل ما يضمن استمرار العين الموقوفة من حفظها وعمارتها وصيانتها والقيام على مصالحها وتحصيل غلتها حتى يستمر نماؤها وتؤتي ثمارها التي يرجوها الواقف من وقفه كما انه مؤتمن على صرف غلة الوقف فيما اشترطه الواقف بأمانة وإخلاص لله سبحانه.
|