Friday 5th september,2003 11299العدد الجمعة 8 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
التسامح وتطهير القلب
حسن بن سعيد الأحمري (*)

طباع الناس تختلف باختلاف جبلة كل إنسان التي جبل عليها، فهناك من طبعه التحمل والصبر عندما يتعرض لموقف من المواقف الصعبة، وهناك من يكون ضعيف التحمل سريع الغضب والانفعال، وفي هذه الأثناء كثيراً ما يحصل بين الاخوان وبين الزملاء والاصدقاء من الحديث بدون قصد أو مبالاة مما يكون له أثر صدمة جارحة لدى السامع أو المستقبل لها فيؤدي ذلك إلى حفظها في الذاكرة.
وعندما يرى منهم صاحبه أو صديقه تعود به الذاكرة الى تلك الكلمة الجارحة التي قد تكون خرجت عفوية إما من غير قصد أو بسبب الغضب أو الاستفزاز من قلبه لأن المسلم طبعه العفو والصفح.. قال الله عز وجل في توجيه كريم لإزالة العداوة والبغضاء: )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) } وأثنى الله عز وجل على أمة من الأخيار فقال تعالى: {(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) } فإذا أمعن المسلم النظر في هذه الآية لوجدها اشتملت على أربعة قواعد عظيمة جليلة في التعامل مع الناس أولها أخذ العفو. والثانية الأمر بالعرف. والثالثة الإعراض عن الجاهلين. والرابعة الاستعاذة بالله من نزغ الشياطين، وقد ورد عن جعفر الصادق انه قال: «ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها»، ويروى أن خادماً لهارون الرشيد كان يصب على رأس هارون ماء دافئاً فسقط الابريق من يده على رأس هارون الرشيد فغضب منه هارون، فقال الخادم والكاظمين الغيظ قال كظمت غيظي قال والعافين عن الناس قال عفوت عنك قال والله يحب المحسنين قال اعتقتك لوجه الله، وفي ذات السياق عن الفاروق - رضي الله عنه - حين غضب على عبده فلما ذكره بالآية قال له نفس الكلام المتقدم، وسواء كانت عن عمر أو عن هارون، فالواجب على المسلم أن يطبق ما يتلوه أو يسمعه من كلام الله وكلام رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام في حق إخوانه من خلال التسامح والصفح وأن يطهر قلبه مرة كل يوم الضغائن والكره ليقابل من يراه بابتسامة وترحاب وسعة صدر، وكأن شيئا لم يكن، فالمؤمنون إخوة متحابون متصافون من ذا الذي لا يزل ولا يخطئ؟ وفي الصفح وعدم الحقد فتح للقلوب وكسب للنفوس وراحة للفكر، ويحضرني قصة الصحابي المشهورة الذي شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ثلاث مرات وذلك لأنه ينام وليس في قلبه غلّ على أحد.

(*) فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved