|
|
تستبد بما ليس لك، وتحق لنفسك ما لا تستحق، وتحل ما حرم عليك، مستعملاً مسؤليتك، ومستخدماً صلاحيتك، ومستغلاً منصبك، فهذا هو الغلول ولكنك لا تبالي به، ولا تكترث له، ولا تخشى سوء عواقبه، ولا تخاف مغبة نتائجه، فاحذر وتدارك نفسك، وتخلص مما أخذت فإن الغلول كبيرة من كبائر الذنوب، حذر الله منه، وأخبر بسوء مآل صاحبه فقال تعالى: {(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} نزلت هذه الآية يوم بدر حينما فقد المسلمون قطيفة حمراء، فزعم المنافقون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخذها، فأنزل الله تعالى هذه الآية منزهاً لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومخبراً بسوء عاقبة الغلول، وأن من غل شيئاً أتى به يوم القيامة، يأتي به مهما كان هذا الشيء، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال: «لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني! فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، فيقول: يا رسول الله: أغثني! فأقول: «لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول: يا رسول الله: أغثني، فأقول لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد ابلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد ابلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت أي ما لا روح فيه فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد ابلغتك». |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |