* بريدة خاص بـ «الجزيرة»:
طالب فضيلة الداعية في مركز الدعوة والإرشادالشيخ عبدالعزيز بن أحمد المشيقح بمدينة بريدة في منطقة القصيم دول العالم الإسلامي بإنشاء عدد من القنوات الفضائية الإسلامية، وإلباسها اللباس الإسلامي الأنيق، وأن يتولاها من هم على منهج سلفي معروف، ويكون فيها برامج مباشرة وحية، ونقل أخبار المسلمين في أنحاء العالم بواقعية ومصداقية، كما تشتمل برامجها على مسابقات علمية.
وحذر فضيلته من تأثير وسائل الإعلام، والفضائيات على أبناء المسلمين، قائلاً: إنه في خضم هذا الزخم الإعلامي الذي غزا كل بيت من البيوت، إما عن طريق القنوات الفضائية، أو الإنترنت الذي أصبح في كل بيت، وهذه الوسائل قد سلطت على أبناء المسلمين بالخصوص، لإبعادهم عن دينهم، وما ييسر فيها من الأمور المخالفة للآداب الشرعية، والفطر الأخلاقية، فإن فيها آثاراً سلبية عظيمة على الفرد المسلم، وستظهر أثارها مستقبلاً حين يظهر لنا جيل قد تربى عليها، وسيجر علينا من الويلات ان لم ننتبه له، ونحاول أن نحول وجهة هذه الوسائل من الباطل إلى الحق، وذلك بتكثيف الجهود في إنشاء المواقع المفيدة على الإنترنت، وحجب ما لا فائدة منه.
جاء ذلك في حديث لفضيلته عن الدعوة إلى الله وواقعها في عصرنا الحاضر، والكيفية التي يمكن من خلالها الاستفادة من معطيات العصر وتطوراتها وتسخيرها لنشر الدين الإسلامي.
وقال الشيخ المشيقح: الحمد لله الذي شرف هذه الأمة بأشرف رسالة، وجعل فيها الخيرية بقوله جل وعلا : {(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) }، وتتحق هذه الخيرية بالالتزام بجانب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك بالأمر بالمعروف وهو الدعوة إلى فعل الفضائل ، وبالنهي عن المنكر وهي الدعوة إلى ترك الرذائل ، ولا سيما ان هذه الخيرية يكمل بها الحسن والبهاء، وتكون كالوسام على صدور الدعاة إلى الله جل وعلا ، حيث قال سبحانه: {(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) }.
وأبرز فضيلته ان القيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، من أشرف المهمات، وهي أمر عظيم، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : {إنَّا سّنٍلًقٌي عّلّيًكّ قّوًلاْ ثّقٌيلاْ}، وهذا القول الثقيل هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فإن ثقلها يكون على النفس عظيم بترك الملذات، والمشتبهات، وتفريغ الأوقات لطلب العلم النافع، والبحث عن المنهج السلفي الصحيح، وخصوصاً في هذا الزمان الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح وللأسف الشديد ان هناك أناساً يدعون الانتماء للمنهج السلفي الصحيح، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، فالتزامهم بذلك كلامياً وليس فعلياً، وهم لا يخفون على من له أدنى بصيرة بكلام السلف الصالح، وعلم بالمناهج الدخيلة علينا.
ونوّه فضيلته باعتناء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنهج السلف الصالح، وهي الرائدة فيه، وعلى رأس هرمها معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، مشيراً إلى أن من عنايتها بذلك ان اهتمت بكتب السلف تحقيقاً وطباعة ونشراً، وكرست الجهد لإظهار البرامج المسموعة والمرئية والمقروءة، على أعلى المستويات، وإن مزاحمة البرامج الإرشادية لغيرها من البرامج، واختيار أحسن الأوقات لها، لهو دليل على وعي المسؤولين عن ذلك، وهذا دليل على توجه المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى لزوم هذا المنهج الذي قامت عليه هذه البلاد، وما زالت تصدره إلى العالم الإسلامي، نسأل الله ان ينفع بالجهود، وان يكللها بالنجاح وهذا هو الواجب على الدعاة إلى الله تعالى في كل أنحاء العالم الإسلامي.
وحث الشيخ المشيقح كل مسلم ان يدعو إلى الله تعالى على حسب علمه وقدرته، وذلك زكاة الانتماء لهذا الدين الإسلامي الحنيف، الذي ذكر الله ان منهج النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الله، وأصحابه، كما في قوله تعالى في سورة يوسف: {قٍلً هّذٌهٌ سّبٌيلٌي أّدًعٍو إلّى اللّهٌ عّلّى" بّصٌيرّةُ أّنّا و اتَّبّعّنٌي}، وإذا كان ذلك فإن على المسلمين عموماً التحرك بالدعوة إلى الله تعالى في أنحاء العالم كافة، وكل على قدر علمه واستطاعته.
واستعرض الداعية المشيقح بعضاً من ضوابط الدعوة إلى الله تعالى، وصفات الداعية، ومنها ان تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وان تكون موافقة لما في الكتاب والسنة بعيدة عن الخرافة والبدعة، كما يجب موافقة الجهة ذات العلاقة بتنظيم البرامج الدعوية.
وقال: يجب على الداعية ان يخلص النية لله سبحانه وتعالى، بأن لا يريد من دعوته أي حظ من حظوظ الدنيا، وان يكون صاحب علم، وهو من أهم أسلحة الداعية إلى الله تعالى، فبه يرد البدعة، ويصحح الخطأ، ويكون قدوة حسنة في نفسه أولاً بصدق الالتزام بكل ما يدعو إليه، فلا بد ان تظهر عليه إمارات الالتزام بالعلم الذي يحمله، والتحلي بالآداب الشرعية في الظاهر والباطن، والحرص على تبليغ العلم الذي تعلمه، ويتحين الفرص المناسبة في الأماكن والمجتمعات التي تستدعي التحدث فيها، وان يزين علمه وعمله بلزوم منهج السلف الصالح، في الطلب والبحث، ونشر العلم.
|