Thursday 4th september,2003 11298العدد الخميس 7 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

2-11-1390هـ الموافق 29-12-1970م العدد 325 2-11-1390هـ الموافق 29-12-1970م العدد 325
ملاحظات على برنامج الرياضة بالتلفزيون

كم هو جميل ما وصل اليه الانسان من تقدم ورقي!!.. وكم هي رائعة انجازاته.. فمن كان يتصور أن يأتي اليوم الذي يشاهد فيه احداث العالم البعيد المترامي وهو جالس في منزله يتابع ذلك على شاشة بيضاء صغيرة؟.. وهل مر بخاطرنا ونحن في غمرة الحياة بأننا سنتمكن من مشاهدة ما يقوم به الانسان من اعمال على سطح القمر ونحن في ارضنا هذه؟
تساؤلات يطول تعدادها لو اردنا. وأمثلة يصعب احصاؤها لو حاولنا. ولكن ما نخلص اليه من ذلك كله هو أن العلم قد خطا خطوات رائدة في شتى المجالات ومنها الاعلام.. وهو ما نحن بصدده الآن.
ومن الاعلام ككل سأتطرق في حديثي هذا الى الاعلام الرياضي ومنه اختار لمقال اليوم موضوعا هاما جدا، الا وهو التلفاز ودوره في هذا المجال.
ان الرياضة كميدان فسيح ومحك للشعوب والامم والابطال تحتاج الى وسائل اعلامية تواكبها في دربها الطويل. لذا فقد جند لها المختصون في شتى ارجاء المعمورة مختلف الوسائل الاعلامية من تلفاز وصحف ومجلات وافلام وندوات ومحاضرات ونشرات.. وغيرها الكثير من وسائل الاعلام حتى تنقل الينا الخبر من اقاصي الارض وتعود اليهم بأخبارنا، لكن هناك شرطا اساسيا - من عدة شروط اخرى - لابد من تحقيقه اولا كيما نصل إلى ما نصبو اليه من سعينا هذا والا نكون كمن يملك سلاحا ولا يجيد استعماله.
والان لنترك سائر وسائل الاعلام الرياضي جانبا ولنبحث في اهمها واكثرها جاذبية وجذبا للرياضيين الا وهو التلفاز.
وقبل أن ابدأ في حديثي هذا ارجو أن تكون كلماتي هذه لها وقع حسن وأن لا تؤول وتفسر بغير ما وضعت من اجله. ولتكن روحنا رياضية طالما اننا رياضيون.
من خلال اطلاعي على برنامج الرياضة والشباب في التلفزيون العربي السعودي الذي يعد في الرياض ثم يعرض في المنطقة الشرقية وجدت أن هذا الجزء الهام من وسائل الاعلام - واستطيع أن اقول عمودها الفقري ان صح التعبير - لا يفي بالغرض الذي وجد من اجله على الرغم من كل الجهود المشكورة التي تبذل من اجل ذلك، وسوف ادعم اقوالي بالبراهين ومأخذي بالامثلة كي تكون اكثر صراحة وتجاوبا. وعلى ذلك فسوف اعمد الى تلخيص اهم المآخذ على هذا البرنامج في فقرات مسلسلة كالتالي:
1- فقرات البرنامج جيدة في كمها وليست كذلك في ترتيبها، فبينما نحن نتابع خبرا محليا اذا بنا ننتقل الى خبر عالمي او فقرة من فلم وثائقي، ثم نعود للاخبار المحلية من جديد وهكذا.
2- الاشارات الفاصلة بين الفقرات طويلة وغير مناسبة لما يليها. فبينما يكون الخبر القادم عن المصارعة نشاهد أن الاشارة الفاصلة عن موضوع سباق الخيل!!! واذا كان الخبر عن كرة القدم نشاهد أن اشارة للتزلج على الجليد تتقدمه.. هذا بالاضافة الى طول مدة الاشارة التي قد تتغلب احيانا على زمن الفقرة نفسها.
3- تغطية اخبار المملكة غير متناسبة اذ ان 80% منها يتعلق بالمنطقتين الوسطى والغربية وما ندر للشرقية، فما هو السبب يا ترى؟ اهو ضعف الامكانات؟ ام قلة النشاط الرياضي بالشرقية؟ ام عدم وجود المراسلين؟
4- اللقاءات والندوات ضمن البرنامج - على - شتى انواعها - غالبا ما تكون طويلة وتأخذ معظم وقت البرنامج - على اهميتها طبعا -.
5- توقيت عرض البرنامج بالشرقية غير دقيق فكثيرا ما وجدنا شارة الاخبار تقطع علينا استمتاعنا وتفصلنا نصف ساعة عن بقية البرنامج فلم لا يضبط الوقت وتتخذ الاحتياطات؟
هذه بعض المآخذ وليست كلها، والسؤال الآن - او الاسئلة - التي تتراقص في خاطري هي:
ما اسبابب ذلك كله؟ مع وفرة الامكانات في المملكة ووجود المختصين؟ ثم ما سبب ضعف التغطية الاعلامية لبعض المناطق؟ اهو بعد المسافة؟ وهل هناك بعيد في وقتنا الحاضر؟؟
ان الاخبار الرياضية الهامة والاحداث العالمية تذاع بنفس اليوم او في اليوم التالي على ابعد تقدير، وربما بنشرة الاخبار المصورة اذا كان موعد برنامج الرياضة بعيدا احتراما للجماهير.. فمالي ارى اخبار المملكة المحلية تذاع بعد اسبوعين من حدوثها!!
والان وقبل ان اختم كلمتي- الصريحة - هذه لابد لي من شكر القائمين على ذلك البرنامج على الرغم من كل ما سلف ذكره.
فليس مهما ان نخطىء أو نتعثر، انما المهم ان نعمل ونتقبل النقد وبعدها لابد من النجاح. ولتكن الروح الرياضية رائدنا في هذا المجال ولنذكر قول جان جاك روسو «قد اختلف معك في الرأي ولكنني ادفع حياتي ثمنا كي اتيح لك الفرصة لسماع رأيك».
ختاما اقول: ان بغيتي من ذلك كله هو نهضة الرياضة في المملكة ولا شيء غير ذلك.. والله من وراء القصد.

مروان عرفات

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved