الشارع الايطالي هذه الأيام لا هم له سوى الحديث عن المنتخب الوطني الايطالي وعن تأهله إلى نهائيات الأمم الأوربية والذي أصبح على المحك والتأهل لبطولة الأمم الأوربية أصبح مطلباً هاماً للجماهير وخاصة بعد الخروج المذل من نهائيات كأس العالم ليتعرض بعدها مدرب المنتخب السيد جيوفاني تراباتوني لهجوم من الصحافة الايطالية وخاصة صحيفة لاجزيتا ديلو سبورت والتي حمّلت تراباتوني المسؤولية الكاملة عن خروج المنتخب بسبب خططه العقيمة وتدريبه للمنتخب بعقلية السبعينيات والتي لا تجدي نفعا في الوقت الحاضر وطالبت برأسه وأذكر عندما لعب تراباتوني وللمرة الأولى بأربعة مدافعين وصفه الاعلام الايطالي بالخائن لانه ترك الأسلوب التقليدي الايطالي وهو الدفاع ثم الدفاع ثم الدفاع ثم التفكير بالهجوم بعد ذلك.
ومن أجل التعرف على تراباتوني عن قرب دعونا نستعرض مسيرته الرياضية كلاعب ثم مدرب فيما بعد.
بدأ تراباتوني رحلته الكروية في العام 1952مع نادي الميلان وظل لاعبا في صفوف الفريق حتى عام1971وحقق مع الميلان بطولتين أوربيتين الأولى كانت في عام 1963 وتحت قيادة المدرب الذهبي روكو وأقيمت المباراة على ملعب ويمبلي العريق في العاصمة الانجليزية لندن وكان كابتن الفريق في ذلك الوقت تشيزاري مالديني والد كابتن الميلان الحالي باولو مالديني وانتهت المباراة بفوز الميلان بهدفين مقابل هدف لبنفيكا سجل هدفي الميلان الهداف الاسطوري التفاني وسجل هدف بنفيكا ايزيبيو البرتغالي الجنسية من أصل موزمبيقي وشارك تراباتوني اساسيا في المباراة والبطولة الاخرى كانت عام 1969 أمام نادي اياكس الهولندي وعلى ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الاسبانية مدريد وانتهت المباراة بفوز ميلاني صريح بنتيجة 4-1 سجل للميلان براتي (هاتريك)، وأضاف الهدف الرابع اللاعب سورماني وشارك تراتباتوني اساسيا وكان مدرب الميلان هو نفسه المدرب الاسطوري روكو هذا من ناحية البطولات الأوربية اما من ناحية الاسكديتو فحدث ولا حرج هذه تقريبا مسيرته كلاعب.
أما مسيرته كمدرب فبدأ التدريب في عام 1973 وكان أول فريق دربه هو فريق الميلان واستمر معه حتى 1976 لينتقل بعدها لتدريب نادي اليوفي واستمر في تدريبه مدة عشرة مواسم وفي العام 1986 انتقل لتدريب فريق الانتر واستمر معه مدة خمسة مواسم وقاد الانتر لتحقيق آخر لقب اسكديتو في العام 1989 ومنذ ذلك الحين لم يحقق الانتر بطولة الدوري.
وفي العام 1991 عاد مرة أخرى لتدريب نادي اليوفي واستمر معه حتى العام 1994 ولم يحقق في هذه الفترة أي بطولة دوري لان فريق الميلان كان محتكرا للبطولة في هذه الاعوام تحت قيادة الداهية فابيلو كابيلو.
وفي العام 1995 انتقل تراباتوني لألمانيا وتحديداً لنادي بايرن ميونخ ومكث معه مدة عام واحد ليعود ادراجه ويدرب نادي كالياري والذي كان يلعب في صفوف الدرجة الاولى وفي العام 1996 اي بعد موسم واحد قضاه في تدريب نادي كالياري عاد مرة أخرى لألمانيا وللنادي البافاري بايرن ميونخ ليطل مع البافاري مدة عامين ليعود مرة ثانية للدوري الإيطالي ولكن هذه المرة مع الفيولا نادي فيرونتينا ودرب الفريق مدة عامين اي حتى العام 2000 وبعد استقالة مدرب المنتخب الايطالي دينو زوف بعد خسارته لنهائي الامم الاروبية امام فرنسا استلم تراباتوني زمام تدريب المنتخب الوطني الايطالي ولم يزل منذ ذلك الحين وحتى الان مدربا للمنتخب الإيطالي وفي جعبته 11 بطولة دوري جمعها من السنوات الطويلة في مجال التدريب.
وبعد كل هذا هل فعلا تراباتوني ليس أهلا لتدريب المنتخب الإيطالي وهل هو بالفعل يدرب المنتخب بعقلية الستينيات والسبعينيات الجواب ومن وجهة نظري الخاصة بالتأكيد سيكون بالنفي علة المنتخب تكمن في لاعبيه فتوتي روما غير توتي المنتخب فيري الانتر يختلف عن فيري المنتخب والقائمة تطول وفي النهاية ترابتاوني ليس مسؤولاً عن اضاعة فيري لتك الكرة امام المنتخب الكوري وليس مسؤولاً عن سماح باولومالديني للمهاجم الكوري بالارتقاء وحيدا للكرة العرضية التي سجل منها الهدف الذي اخرج الطليان من كأس العالم أتمنى التوفيق للمنتخب في مبارته امام منتخبي ويلز وصربيا والجبل الاسود فليس من مصلحتنا كمشاهدين أن نخسر منتخبا كبيرا كالمنتخب الإيطالي.
| 
