لماذا تعدُّ زيارة ولي العهد لروسيا تأريخية...؟!

منذ اليوم الأول لزيارة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى روسيا أخذت نتائجها الايجابية تتجسد على أرض الواقع لتؤكد ما قاله ولي العهد بعد لقائه الرئيس الروسي بوتين بأن هذه الزيارة تسجل يوماً تاريخياً ليس لروسيا والمملكة العربية السعودية فحسب،، بل للعالم أجمع. وقد وفق سموه في تأكيد هذه الحقيقة إذ إن تعاون الدولتين سيخدم البشرية جمعاء على صعيد التنسيق والتفاهم السياسي، فكون البلدان يمثلان محورين مهمين في اقليميهما فلا بد أن يؤدي التنسيق بينهما الى حل العديد من القضايا الدولية الشائكة ومنها القضية الفلسطينية والوضع في العراق ومشكلة الارهاب الدولي، ولقد أظهرت المباحثات بين الأمير عبدالله وبوتين ووزيري خارجية البلدين ان الرياض قد أفلحت في إعادة الاهتمام الروسي بقضايا الشرق الأوسط وخصوصاً القضية الفلسطينية وبالشكل الذي كانت عليه قبل تراجع موسكو إلى المقاعد الثانوية منذ تفكيك الاتحاد السوفياتي واضطلاع موسكو بدور فعال لحل هذه القضية الشيء الذي يعدُّ تطوراً إيجابياً لصالح العالم أجمع.
وفي المجال النفطي فلا شك أن التنسيق والتفاهم المنتظر بين الرياض وموسكو لا بد أن يسهم في استقرار الأوضاع في الأسواق البترولية العالمية ويحمي الدول المنتجة والمستهلكة على حدٍّ سواء من تقلبات هذه الأسواق التي تهز موازنات الدول النامية والمتقدمة معاً.
أما فيما يتعلق بالقضية التي تستحوذ على قمة الاهتمامات الدولية والمتمثلة في مواجهة الارهاب الدولي فسيؤدي تعاون البلدين الى تحقيق نجاحات كبيرة في محاصرة هذا الوباء.
هذا على صعيد القضايا الدولية، أما ما ستحققه الزيارة من نتائج إيجابية على صعيد العلاقات بين البلدين فإنها من كثرتها وتنوعها تحتاج إلى عدة مقالات لتوضيح الابعاد والفوائد العديدة التي سيجنيها الشعبان على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها التعاون في المجالات البترولية سواء على صعيد التسويق والانتاج أو على صعيد تطوير الصناعات والاستفادة التامة من مشتقات البترول وخاصة الغاز واستثماره في تشغيل مرافق أخرى وتفعيل صناعات أخرى وهو ما تضمنته اتفاقية التعاون التي تم التوقيع عليها في اليوم الأول من الزيارة والتي ستعززها الاتفاقيات الأخرى وخصوصاً اتفاقية التعاون العلمي والاتفاقية الاقتصادية، إذ ستعمل هذه الاتفاقيات مجتمعة على نقل العلاقات السعودية/ الروسية إلى مرحلة متقدمة هي أشبه ما تكون بالشراكة بين دولتين رائدتين ومحوريتين في السياسة الدولية وهو ما سينعكس إيجاباً على العلاقات الدولية أجمع وصولاً إلى تفاهم عالمي يخدم السلام الأممي.