Thursday 4th september,2003 11298العدد الخميس 7 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العمالة الأجنبية زاحمتهم في أكل عيشهم الوحيد العمالة الأجنبية زاحمتهم في أكل عيشهم الوحيد
أصحاب سيارات خط البلدة لـ « الجزيرة »: سياراتنا أكل الدهر عليها وشرب.. والنظام لا يسمح لنا بتجديدها

* الرياض- محمد الناهض:
تشكل سيارات خط البلدة مصدر رزق للكثير من العوائل والأسر. حيث يستفيد من دخلها عدد غير قليل من العاملين فيها ورغم أنها تمثل أولى بوادر السعودة حيث تم سعودتها منذ زمن بعيد، إلاّ أن هناك بعض العوائق والمشاكل أصبحت تمثل حجرة عثرة في وجه ملاكها أهمها هي منافسة الأجنبي من سائقي السيارات الخاصة وقدم سيارات الخط وتهالكها الشيء الذي جعل الركاب يتهربون من ركوبها ويفضلون سيارات الأجرة «الليموزين» عليها. «الجزيرة» من جانبها التقت بأصحاب السيارات للوقوف عن قرب على مشكلاتهم فماذا يقولون:
تعتبر سيارات خط البلدة إحدى خدمات النقل في داخل المدن الرئيسة في المملكة. وهي مصدر رزق لكثير من العوائل السعودية خاصة وأنها لا يحق قيادتها لغير السعوديين وهي أول بوادر السعودة في الأعمال الخاصة منذ زمن بعيد إلا أن هناك بعض العوائق في وجه أصحابها «الجزيرة» التقت بأصحاب السيارات لتتعرف على ذلك وقد كان لنا هذا اللقاء.
في البدء يقول هادي القحطاني أعمل على هذه السيارة منذ ما يقارب 32 عاماً ولم تواجهني مشاكل تذكر وهي مصدر رزقي الوحيد. إلاّ أنني أطمع بتغيير سيارتي إلى موديل حديث والنظام لا يسمح لي بذلك ولا أعرف ما هو السبب على الرغم من أن ذلك يخدم الجميع. الركاب بدؤوا يتهربون من سياراتنا بسبب قدمها فأتمنى أن تسمح لنا وزارة المواصلات بتحديث موديل سياراتنا ليصبح مظهرها حضارياً.
ومن جهته يؤكد لنا شيخ الحافلات حسين القحطاني أنهم يعانون من عدم التنظيم وليس هناك جهة مسؤولة عن تنظيم نشاطهم. وقال بأنهم يعتمدون على أنفسهم في ذلك. وأضاف: المرور تخلى عن عمله تجاهنا. ويضيف: لقد قمت بوضع الصبات الخرسانية من حسابي الخاص لتنظيم «الدور» في المواقف وأقوم بترتيب السائقين وكل ذلك من أجل دخل لا يتجاوز الخمسين ريالاً يومياً يمثل دخلي الوحيد فأنا أب أصرف على أسرة تتكون من سبعة عشر شخصاً بينهم اثنان معاقان. مشكلة أخرى يرويها حسين وهي النظرة الغريبة التي ينظر بها المجتمع لديهم حيث يقول: ليس كل من يقود سيارات خط البلدة مثل ما يتوقع العامة بأنهم جميعاً متخلفون ومتعاطو مخدرات فهناك أناس كبار في السن قد امتهنوا هذه المهنة قبل أن يدخل السائق الأجنبي إلى هذه البلدة ويصادر أرزاقها من أبنائها.
ويروي فالح القحطاني: معاناتهم مع مضايقة العامل الأجنبي لهم بسياراتهم الخاصة فيقول لقد رأيت أمام عيني سائق سيارة مرسيدس يقوم بإنزال صاحبة السيارة في أحد المحلات ويقوم بتحميل عدد من الركاب وهو من جنسية أجنبية ويضيف: مثل هذا المشهد يتكرر مراراً وليس بمقدوري لوحدي فعل شيء تجاهه.
أما سعيد الشهراني فيقول: لقد تخرجت من الثانوية العامة العام قبل الماضي ولم أجد وظيفة وليس لدي مصدر رزق عدا هذه السيارة التي يملكها والدي فطلبت منه أن يرتاح ويترك العمل فيها فهو كبير في السن وسوف أقوم أنا بالعمل بدلاً عنه. ولكن هناك بعض المشاكل تواجهنا من سائقي الخصوصي الأجانب فهم ينافسوننا. كما نريد أن نغير سياراتنا إلى سيارات جديدة والنظام يمنعنا من ذلك.
من جهة أخرى أجمع جميع السائقين بضرورة السماح لهم بنقل السيارات بأسمائهم لأنهم كما ذكروا بأن هذه السيارات ليست مسجلة باسم أصحابها وقالوا: فقد اشتريناها بأسعار غالية وهي بأسماء أصحابها الأوائل ومنهم من توفي ومنهم من لا يقدر أن يعمل عليها وسعر السيارة منهن على الرغم من قدم موديلها إلا أنه يتجاوز المائة ألف ريال فيما يضيف أبو أحمد (70عاماً) أنني أعمل هنا منذ أربعين عاماً وفي السنوات الأخيرة تناسى المرور أننا سعوديون بل إن معاملته للأجانب أفضل من معاملته لنا فلا نعرف منه إلا المخالفات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved