Thursday 4th september,2003 11298العدد الخميس 7 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المجلس الأعلى في دورته التاسعة عشرة يختتم أعماله ويصدر توصياته المجلس الأعلى في دورته التاسعة عشرة يختتم أعماله ويصدر توصياته
التأكيد على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وعلاقة المسلم بمجتمعه
مطالبة الحكومات والمنظمات الإسلامية بالاهتمام بكتاب الله ورصد الافتراءات عليه
مطالبة المجلس بدعم الهيئة العالمية للمرأة والأسرة المسلمة ومساندة برامجها

  * مكة المكرمة - واس:
أكد المجلس الاعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي حاجة المسلمين إلى تطبيق احكام الشريعة الإسلامية في حياتهم واثر ذلك في تحديد علاقة المسلم بمجتمعه وتوجيه سلوكه وانقياده لاحكام الإسلام وعدم الجنوح عن أحكامه.
وأوصى المجلس في دورته التاسعة عشرة التي اختتمت أعمالها يوم أمس الأول بمقر الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة بضرورة رجوع المسلمين إلى كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم في مواجهة التحديات التي برزت في حياتهم مؤكداً ان عدم تطبيق احكام الشريعة الإسلامية في حياة المسلمين سبب رئيسي في انحراف فئات من الاجيال.
وشدد على ان تطبيق الشريعة الإسلامية حفظ للامة ومنعة لشعوبها وحكامها وانه يعصم الاجيال من اتباع الهوى والفتنة في الدين.. وان تطبيق شريعة الله من مستلزمات الايمان بالله لقوله تعالى: { )فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) }.
ودعا المجلس علماء الأمة والمنظمات الإسلامية إلى التعاون في بيان المنهاج الدعوي الصحيح وتوجيه الدعاة إلى ضرورة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتخلق باخلاقه والانتباه إلى ما حذر منه سبحانه من الغلظة في اسلوب الدعوة وفقا لقوله تعالى: {وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ القّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ}.
وطالب الحكومات والمنظمات الإسلامية بالاهتمام بكتاب الله الكريم وتراجم معانيه وتوزيعه ورصد الافتراءات عليه ومعرفة الجهات التي تقوم بذلك والرد عليها ونشر الردود في وسائل الإعلام المختلفة.
كما دعا المجلس علماء الأمة وفقهاءها وأئمة المساجد وخطباءها لتبصير المسلمين بالمنهاج الصحيح الذي صار به المسلمون أمة الوسط والخير والعدل والمرحمة لقوله تعالى: {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى النَّاسٌ وّيّكٍونّ الرّسٍولٍ عّلّيًكٍمً شّهٌيدْا}.. حاثهم على التعاون مع المنظمات الإسلامية في تعريف الاجيال بحقيقة الدين وأحكامه.. واهتم المجلس برسالة المسجد وبين ان المسجد هو المؤسسة التي اهتم بها الإسلام وان من رسالته معالجة الشذوذ الذي قد يعلق باذهان الشباب في فهم قضايا الدين وتنزيلها على واقع الحياة.
وشكر المجلس الرابطة على عنايتها باعمار المساجد وأشاد بمشروع «بناء مسجد في كل عاصمة ليس فيها مسجد» مشدداً على ان اقامة المساجد لعبادة الله سبحانه وتعالى ولا يجوز معها اتخاذ المساجد لغرض لا صلة له برسالتها تبعا لقوله تعالى:{وّأّنَّ المّسّاجٌدّ لٌلَّهٌ فّلا تّدًعٍوا مّعّ اللهٌ أّحّدْا}.
ودعا المجلس الاعلى العالمي للمساجد إلى توثيق ملكية المساجد الموجودة خارج البلدان الإسلامية والاوقاف التابعة لها للحفاظ على حقوق المسلمين.. مشيداً بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ورعاية الحجاج والعمار والزوار الذين يؤمونهما طيلة أيام السنة للعبادة وذكر الله.
ودعا المجلس الائمة والخطباء إلى تقوية رسالة المسجد بتفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم من مصدره الاساس.. كتاب الله تعالى وسنةرسوله صلى الله عليه وسلم وحثهم على علاج امراض المجتمع وسد الثغرات التي ظهرت في بعض المجتمعات الإسلامية.
كما حث الائمة والخطباء والدعاة للقيام بمسؤولياتهم في محاربة الافساد في الارض ومحاربة الذين يحادون الله ورسوله وتحذير فئات الافساد الضالة مما شرعه الله من جزاء للمفسدين في الارض المحاربين لله ورسوله استجابة لقول الله عزوجل: { )إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) }.
وطالب المجلس الرابطة بوضع خطة دعوية لمعالجة مشكلة الغلو الناتج عن الجهل بالدين والفهم الخاطئ لاحكامه من خلال المساجد وما يقام فيها من ندوات ودروس وذلك لعون الائمة والخطباء والدعاة على اداء مسؤوليتهم.
كما دعا الرابطة والمنظمات الإسلامية إلى عقد المزيد من الدورات التدريبية لتأهيل الائمة والخطباء والدعاة لسد الحاجة لدى الاقليات المسلمة بالكفاءات المتخصصة من الائمة المؤهلين والخطباء المؤثرين والدعاة المتبصرين.. مؤكداً أهمية قيام الرابطة بالتنسيق بين المسؤولين عن المساجد والمراكز الإسلامية في الخارج وعقد الندوات لهم لتنظيم العمل والاستفادة من الانظمة التي تساعد في حصول الجاليات والاقليات المسلمة على الحقوق المدنية والدينية الكاملة، وخصص المجلس وقتا كافيا لمناقشة أوضاع المساجد التي تعرضت للعدوان وتحديد سبل الدفاع عنها مؤكدا الاهتمام الكبير للمسلمين بالمسجد الاقصى حيث استنكر العدوان المستمر عليه وندد باقتحامه الذي حدث مرات عديدة واستنكر سماح السلطات الإسرائيلية لليهود والسياح بدخول ساحاته، وحذر من خطورة ذلك لانه يشجع المتطرفين اليهود على التحرش بالمسلمين الذين يصلون فيه مما يؤدى إلى اراقة الدماء كما حصل في مرات سابقة.. معلنا رفض المسلمين قرار المحكمة الإسرائيلية التي حكمت بأن أرض المسجد الاقصى جزء من أرض إسرائيل ، ومدينا سيطرة السلطات الإسرائيلية على المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل بفلسطين وتقسيمه بين المسلمين واليهود.
كما طالب المجلس المحكمة الهندية التي تنظر في شأن المسجد البابري بانصاف المسلمين واعادة المسجد اليهم، واستنكر المجلس التشويه المتعاظم الذي يتعرض له جامع قرطبة والذي يدعى حاليا «المسجد.. الكاتدرائية» حيث تقوم الهيئة المشرفة على المسجد بمسح معالمه ووضع معالم نصرانية والسماح للنصارى بالصلاة فيه بينما يمنع المسلمون من الصلاة فيه أفرادا أو جماعات مطالبا منظمة اليونسكو ان تقوم بمسؤولياتها تجاه مسجد قرطبة اسوة بما تقوم به تجاه المعالم الحضارية الاخرى التي تحت اشرافها والتي اعترفت بها «ملكا للانسانية جمعاء».
وأوصى المجلس الرابطة وغيرها من الهيئات والمنظمات الإسلامية بتزويد المساجد والمؤسسات التعليمية في أفغانستان بالمصاحف والكتب الدينية المناسبة.
كما استعرض المجلس اوضاع الثقافة والتعليم الإسلامي في الأمة الإسلامية وأوصى بدعم معاهد التعليم الإسلامي القائمة واستنكار التدخل الاجنبي في قضايا التعليم الشرعي في البلدان الإسلامية والتأكيد على ان المسلمين هم وحدهم المسؤولون عن مناهج التعليم في جامعاتهم ومدارسهم، والسعي لدى الحكومات غير المسلمة كي تسهل تدريس الدين الإسلامي واللغة العربية للمواطنين المسلمين فيها وابراز الحقائق التاريخية التي تتعلق بالمسلمين في المناهج التعليمية، والاخذ بمنهاج التجديد النافع في الفكر وتلقي المعرفة ومواجهة ما يجد في الحياة من قضايا بما يتفق مع الشريعة الإسلامية مشيراً إلى ان المستجدات التي حدثت في العالم تستدعي الاهتمام بفقه الجهاد وفقه النوازل وفقه الاولويات وفقه البيئة وفقه الاقليات المسلمة وغيرها من القضايا الملحة التي لا يجوز اغفالها لحاجة الأمة اليها، وحماية المجتمعات المسلمة من المفاسد التي لا يقرها الشرع الحنيف ولا سيما الاسرة والمرأة والطفل داعيا إلى تشجيع الجمعيات النسائية والاسرية ذات البرامج الإسلامية ورفض البرامج التي تعرضها بعض مؤتمرات الامم المتحدة التي تتعارض مع رسالات الله للبشر وخاتمتها رسالة الإسلام، وطالب المجلس بدعم الهيئة العالمية للمرأة والاسرة المسلمة التابعة لرابطةالعالم الإسلامي ومساندة برامجها التي تسعى إلى تنشيط رسالة المرأة المسلمة والاستفادة من جهودها في مواجهة التحديات الاجتماعية.
وأكد المجلس ان قضية فلسطين والقدس قضية المسلمين جميعا وان الحركة الصهيونية حركة استعمارية استيطانية وليس لها أدنى حق في احتلال أرض فلسطين ورفض ما أعلنته حكومة إسرائيل بأن أراضي الضفة الغربية وغزة جزء من إسرائيل ولا تعد أراضي محتلة بهدف ديمومة احتلالها، وطالب بالتنسيق مع المنظمات الإسلامية والدولية لفضح الاعتداءات الإسرائيلية ودعم شكاوى السلطة الفلسطينية المرفوعة للهيئات الدولية بشأن قتل النساء والاطفال وتخريب بيوت المواطنين والاعتداء على مساجدهم وهدم بعضها مما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة.
كما استنكر عمليات توطين المهاجرين اليهود وزرع المستوطنات الإسرائيلية التي انشئت في الأراضي المحتلة ومنها أراضي مدينة القدس داعيا إلى دعم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتنبيه المجتمع الدولي إلى خطورة القدرة النووية لإسرائيل ورفضها الانصياع للقرارات الدولية ومهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وما يعني ذلك من خطورة على السلام في العالم بأسره والمنطقة الإسلامية بخاصة.
وفيما يتعلق باوضاع المسلمين في العراق أهاب المجلس بالشعب العراقي المسلم للعمل المشترك بين جميع فئاته لاشاعة روح التعاون والتفاهم ونبذ روح التعصب الطائفي المذموم والحذر من التفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. مطالبا بضرورة الاسراع في اقامة سلطة وطنية عراقية تمثل الفئات الوطنية تمثيلا حقيقيا.
كما دعا الامانة العامة للرابطة لمد يد العون ومساعدة الشعب العراقي وحث هيئة الاغاثة الإسلامية العالمية ومنظمات الاغاثة الاخرى على مساعدة الشعب العراقي.
وفيما يخص الخلاف القائم بين جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومة الفلبينية دعا المجلس كلا الطرفين إلى استخدام الوسائل السلمية لحل النزاع القائم بينهما حقنا للدماء وسعيا إلى احلال الامن والسلام في جنوب الفلبين وذلك عن طريق الالتزام بوقف اطلاق النار والعودة إلى المفاوضات.. داعيا الرابطة للقيام بجهد لانجاح الوسائل السلمية لحل النزاع القائم بين جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومة الفلبينية في حال رغبة الطرفين في ذلك.
وفيما يتعلق بأوضاع المسلمين في آسيا الوسطى حذر المجلس من الجهات المعادية للاسلام التي تعمل بين المسلمين لاخراجهم عن دينهم مستغلة جهلهم والفراغ الذي حدث بعد تراجع الشيوعية.. ودعا إلى بعث المزيدمن الدعاة المؤهلين لتبصير مسلمي جمهوريات آسيا الوسطى بأمور دينهم وربطهم بثقافتهم الإسلامية وعقيدتهم ليتمكنوا من التصدي لحملات التضليل مطالبا الدول الإسلامية بتوثيق علاقاتها بهذه الجمهوريات مما يعين على تواصل شعوبها مع الأمة.
كما أوصى المجلس حكومة ما ينمار بمنع الاعتداءات على المسلمين ومعاقبة المعتدين وتعويض المسلمين عما لحقهم من الاضرار وحث منظمة المؤتمر الإسلامي على تكوين لجنة اتصال للعمل على حل قضيتهم.
وأوصى المجلس بدعم إدارات الافتاء والمشيخات الإسلامية في دول أوروبا الشرقية ماديا ومعنويا حتى تقوم بواجبها الإسلامي في خدمة المسلمين والدفاع عن حقوقهم واقامة ملتقيات وندوات إسلامية في عواصم دول أوروبا الشرقية من اجل توضيح احكام الإسلام حاثا منظمة المؤتمر الإسلامي إلى السعى لدى حكومات دول أوروبا الشرقية لاعادة المساجد والاوقاف التي صادرتها الحكومات الشيوعية السابقة للمسلمين.
ودعا المجلس إلى تنفيذ قرار الامم المتحدة بشأن البحث عن القتلة الصرب من مجرمي حروب البلقان والقبض عليهم ومحاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها في كل من البوسنة والهرسك وكوسوفا.. مطالبا هيئة الامم المتحدة بانصاف ذوي ضحايا الحرب وحمل صربيا على تعويضهم عما لحقهم من أضرار.
ودعا المجلس الدول والمنظمات الإسلامية إلى مطالبة مختلف الدول بمعاملة الاقليات المسلمة بالعدل ومساواتهم في المعاملة بمواطنيهم من اتباع الديانات الاخرى دون تمييز مع عدم التدخل في شؤون المرأة المسلمة وحجابها الشرعي.
وأوصى الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بالتنسيق مع الهيئات الإسلامية والدولية بمتابعة انتهاكات حقوق المسلمين في البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة.
كما دعا المجلس هيئة الامم المتحدة إلى العمل على تنفيذ قراراتها بشأن جامو وكشمير واتخاذ الاجراء الذي يقتضيه منح شعب جامو وكشمير حق تقرير مصيره.. مناشدا منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وغيرهما من المنظمات والهيئات الإسلامية إلى متابعة أوضاع شعب كشمير وتقديم المساعدة السياسية والانسانية له من خلال المؤسسات الدولية المعنية وفي مقدمتها هيئة الامم المتحدة وأشاد المجلس بقيام الرابطة بانشاء هيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية ودعاها إلى الاسراع في تنفيذ مشروعها في ذلك.
كما دعا المجلس إلى تقوية الاعلام الإسلامي لمواجهة التحديات وانشاء قنوات إسلامية فضائية بعدد من اللغات العالمية.. مطالبا الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بدعوة فريق من رجال الاعمال المسلمين القادرين على تمويل انشاء قناة فضائية متخصصة في الدعوة إلى الإسلام بلغات متعددة وتكوين شركة قوية وقادرة في هذا المجال، وانشاء دائرة رصد على شبكة الانترنت في رابطة العالم الإسلامي تقوم بنسخ ما ينشر على صفحات الانترنت العربية والاجنبية من افتراءات على الإسلام وتكوين اللجان الخاصة بذلك في المنظمات الإسلامية.
ورأى المجلس ان تتولى الرابطة من خلال لجنتها أعمال التنسيق بين لجان متابعة الانترنت في المنظمات الإسلامية وتصنيفها واعداد الردود الموضوعية عليها ونشرها في وسائل الاعلام المتنوعة وتزويد المنظمات الرسمية والشعبية بذلك.
كما دعا المؤسسات الاعلامية التي تملكها الدول والمؤسسات الإسلامية إلى التعاون مع الرابطة والمنظمات الإسلامية الاخرى في مجالات الدفاع عن الإسلام، وأوصى المجلس بالمزيد من التعاون بين العلماء المسلمين ومؤسسات الاعلام الإسلامي لا سيما المحطات الفضائية التلفزيونية لمعالجة التحديات الداخلية والخارجية وفي مقدمتها الارهاب والتطرف والانحراف الفكرى والغلو في الدين.
كما أوصى رابطة العالم الإسلامي بدعوة مسؤولي المحطات الفضائية ومسؤولي المؤسسات الاعلامية الكبرى للمشاركة في وضع البرنامج العملي للتنسيق والتعاون المقترح من خلال ندوة علمية تنفذها الهيئة الإسلامية العالمية للاعلام المنبثقة من الرابطة.
وأيد المجلس التوصيات التي أصدرها مؤتمر مكة المكرمة الثالث الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في شهر ذي الحجة 1423هـ بعنوان «العلاقات الدولية بين الإسلام والحضارة المعاصرة» مؤكدا أهمية استمرار الحوار مع الاخرين للوصول إلى الحق وعبادة الله وحده وفقا لقوله تعالى:{(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) }.
مبينا ان السلام هو الاصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم وان العدل مع غير المسلمين وعدم ظلمهم في السلم والحرب امر واجب على المسلمين، وأكد المجلس ان الحوار بين الحضارات نافذة مفتوحة للتعريف بالإسلام.. داعيا المنظمات والمؤسسات الإسلامية إلى المشاركة في مجالات الحوار الحضاري في مختلف المناسبات والتعاون مع الاخرين لمكافحة الشرور والموبقات التي تجتاح العالم المعاصر ومنها الالحاد، وعلى ضرورة التصدي لحملات الانتقاص من الحضارة الإسلامية من خلال اقامة مراكز حضارية في العواصم العالمية والتوسع في اقامة منتديات مشتركة بين المنظمات الإسلامية والدولية والجامعات والمراكز الثقافية والاكاديمية لاشاعة قيم الحوار والتعاون المفيد، والعمل على ايجاد مراكز للبحث الاستراتيجي لجمع المعلومات عما يجد في الساحة العالمية واستقراء المستقبل والتخطيط المبكر ومتابعة النتائج وتصحيح المسار حتى لا تكون تصرفات الأمة ردود فعل لمجريات الاحداث.
وفيما يخص الدفاع عن الإسلام في الساحة الدولية دعا المجلس الاعلى العالمي للمساجد المؤسسات الرسمية والشعبية الإسلامية للقيام بمواجهة الحملة الظالمة على الإسلام والمسلمين بكل ما يلزمها من اتصالات سياسية وثقافية وجهد إعلامي من خلال تضافر الجهود الرسمية والشعبية في الدفاع عن الإسلام ومقدساته وتصحيح صورته المغلوطة لدى بعض الشعوب والاستفادة من وسائل الاعلام الحديثة في الدفاع عن الإسلام مثل القنوات الفضائية وشبكة المعلومات «الانترنت» واعداد البرامج المتنوعة بهذا الشأن، والاستمرار في عقد ندوات حوار الحضارات مع القيادات الاعلامية والثقافية والدينية والاكاديمية في الغرب مثنيا على جهود رابطة العالم الإسلامي في هذا المجال.
وأدان المجلس أعمال الارهاب مؤكداً ان الإسلام يحرم الظلم والقتل والعدوان واراقة الدماء والافساد في الارض نافيا بذلك صلة الإسلام والمسلمين بالارهاب ومؤيدا جهود الرابطة وغيرها في محاربته.
وبين ان قادة الأمة الإسلامية طالبوا في وقت مبكر في مؤتمرات القمة الإسلامية بجهد دولي مشترك لمكافحة الارهاب من خلال هيئة الامم المتحدة مستنكرا وصف المسلمين بالارهابيين والمتطرفين ونحو ذلك مما يدل على جهل بحقيقة الإسلام وسوء نية تجاهه.
وأكد ان صورة الإسلام عند من يصفه بذلك مأخوذة من المراجع التي تحرص على تقديم الصورة المشوهة والمبتورة للاسلام.. داعيا هؤلاء إلى التعرف على الإسلام من مراجعه الصحيحة، وشدد المجلس على ضرورة الحفاظ على شباب الأمة ووقايتهم من مخاطر المخدرات والمسكرات والتدخين ومناشدة المسؤولين والمنظمات الإسلامية بذل أقصى الجهود لوقاية الشباب من هذه الآفات الاجتماعية الخطيرة.
واستنكر المجلس الحملة الاعلامية ضد المملكة العربية السعودية ومواقفها الإسلامية الحكيمة واعتبر هذه الحملة جزءا من الحملة المعادية للاسلام مؤكدا تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية في سياستها المنبعثة من روح الإسلام الرامية إلى تحقيق التعاون والتآلف بين مختلف الشعوب.
وفي ختام توصياته قرر المجلس رفع برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تقديرا لرعايته الدورة التاسعة عشرة للمجلس وعرفانا بجهوده المشهودة في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما رفع برقيتي شكر مماثلتين لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الإسلامية على جهودهما في دعم العمل الإسلامي.
ووجه برقية شكر لصاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة على مساندته لرابطة العالم الإسلامي.
كما شكر المجلس الامانة العامة للرابطة وأمانة المجلس الاعلى العالمي للمساجد على ما قاموا به من جهد لانجاح هذه الدورة وتسهيل مهمة الاعضاء في ذلك ودعوا الله للمسؤولين عنها والعاملين فيها بحسن الاجر والمثوبة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved