لديك صوت لا يسمعه سواك.. لا يفقه نجواه الا أنت.. ولا يعي مقاصده غيرك،والعلم الحديث يؤكد في الحقيقة انبعاث هذا الصوت من مكان ما في كيانك غير أنه لم يستطع حتى الآن تحديد مصدرانبعاثه بدقة، حيث تتعدد الأمكنة المفترضة لهذا الصوت متراوحة بين القلب والاحساس والضمير والعقل والروح وخلافها، وبالطبع فمن المتفق عليه انسانياً أن للقلب أنيناً وللضمير رنيناً وللغرائز طنيناً كما أن للعقل نوحاً وللروح بوحاً. وليس بحوزة شدو ترف قراءة كافة تفاصيل كتالوج صوتك الخافت هذا غوصاً أو ايغالا في متاهات دهاليز «الهو والأنا والذات العليا» فيك.. ومنك وإليك وحواليك وعليك، لهذا فستكتفي باستعراض آلية من آليات تفعيل أو بالأصح تشغيل هذا الصوت الذي يعرف علمياً بخدمة «النداء الداخلي:Internal Calling . فكما قلت لدى كل انسان صوت يبث ما يبث في أرجاء كيانه من الخير أو الشر، ففي حال صدح هذا الصوت بأنغام الحق فسوف يشدو الضمير عدلا ويغرد عقلانية ويرفرف رشداً وحكمة. أما في حال الشر فسوف لا شك تصمت في كيان هذاالإنسان ترانيم الحق ويجلجل نقيضها، بل سوف تعزف سيمفونية الألم ألحانها وتلقي أنانية الانسان فيه «عليه!» معلقة «أنا أنا فقط..!»، لتهرب أخيراً نفسه المطمئنةالراضية المرضية..
.. إذن هلا أطلقت العنان لصوت الانسان فيك.. صوت الحق والعدل ليصدح عالياً من على خشبة مسرح ذاتك بأنشودة الانسانية فيك حباً ومنحاً ..ورحمة وعدلا..
|