* موسكو - سعيد طانيوس - اف ب:
قال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لدى استقباله نظيره صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أمس الاربعاء ان موسكو والرياض تريدان التعاون بشكل وثيق لمكافحة التهديدات التي تواجهها الأسرة الدولية ولا سيما الإرهاب.
وشدد ايفانوف على ان المجتمع الدولي يواجه تهديدات عالمية مثل الإرهاب وعلينا التعاون بشكل وثيق لحل هذه المشاكل مشيراً الى الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في العالم العربي ولاسيما في إطار حل أزمات مثل مشكلة الشرق الاوسط والعراق.
واشار سعود الفيصل الى وجود «ثقة متبادلة» بين روسيا والسعودية وشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحكومة الروسية على استقبالهما الحار.
وفي مؤشر الى الاهمية التي توليها الرياض لهذه الزيارة يرافق الأمير عبدالله وفد حكومي رفيع المستوى يضم خصوصاً الى جانب وزير الخارجية، وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي ووزير المالية والاقتصاد إبراهيم العساف.
هذا وقد أقنع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نظيره الروسي ايغور ايفانوف أثناء محادثاته معه في موسكو أمس حول تسوية أزمة الشرق الأوسط والوضع في العراق تأييد روسيا لطلب الفلسطينيين انتداب قوة فصل دولية الى الاراضي الفلسطينية لحمايتها من الاعتداءات الاسرائيلية المتمادية عليها.
وأعلن وزير الخارجية الروسي عقب انتهاء محادثاته مع الأمير سعود الفيصل أن الاقتراح بشأن إدخال قوات فصل دولية إلى الأراضي الفلسطينية جدير بالاهتمام، وقال الوزير ايفانوف: إن إدخال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية جدير بالاهتمام وروسيا مستعدة لبحثه بشرط موافقة كل من طرفي النزاع على ذلك، إلا انه أضاف وفي الوقت نفسه فإن روسيا تعتقد بأن تنفيذ «خارطة الطريق» للتسوية السلمية ربما يعتبر السبيل الوحيد للخروج من وضع الأزمة الحالي ويوفر الفرصة لبلوغ تسوية الوضع التي تتجاوب مع مصالح الشعبين الإسرائيلي وكذلك الفلسطيني.
وأشار الأمير سعود الفيصل بدوره إلى أن إدخال القوات الدولية في الشرق الأوسط يعتبر المخرج الوحيد الممكن، وقال سموه: نحن نعتقد بأنه إذا ما قام المجتمع الدولي بأعمال نشيطة بهدف الضغط على إسرائيل من أجل أن توافق على نشر قوات الفصل الدولية فإن هذا سيكون افضل وسيلة لإيقاف العنف في المنطقة.
وكان ايفانوف قد أعلن لدى بدء مباحثاته مع نظيره الأمير سعود الفيصل أن المسؤولين بموسكو مهتمون بمواصلة المشاورات الفعالة مع قيادة المملكة العربية السعودية - البلاد التي تتمتع بمكانة كبيرة في المنطقة والعالم حول قضايا هامة مثل تسوية أزمة الشرق الأوسط والوضع في العراق.
وأضاف: إنني آمل في أن نتمكن اليوم من مواصلة تبادل الآراء حول هذه القضايا، وأكد ايفانوف ارتياح موسكو للمباحثات التي جرت في العشية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
وقال: إن هذه المباحثات والاتفاقات الموقعة في العشية تفتح صفحة جديدة في العلاقات بيننا. وأشار ايفانوف إلى أن روسيا تهتم بالتعاون مع المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي والآن يواجه المجتمع الدولي تهديدات وتحديات دولية خطيرة جدا ولاسيما قضية الإرهاب.
وأضاف: من المهم أن يتعاون الشركاء بشكل وثيق من أجل البحث عن حلول لهذه المشاكل، وأعلن وزير الخارجية الروسي في ختام مباحثاته مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل ان روسيا والمملكة العربية السعودية ستشكلان مجموعة عمل لمكافحة الإرهاب الدولي. وقال: ستتولى هذه المجموعة معالجة كافة القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي وتنسيق جهودنا في هذا المضمار.
وقال الأمير سعود الفيصل بدوره إن مجموعة العمل ستقوم ليس فقط بدراسة قضايا مكافحة الإرهاب بل وباتخاذ التدابير الفعالة من أجل القضاء على هذا الشر، وثمّن عاليا المباحثات التي جرت في العشية بين القيادتين الروسية والسعودية وقال إن المباحثات كانت هامة وتميزت بالصراحة المتبادلة والثقة، ويجب علينا الآن بصفتنا رجال دولة أن ننفذ الإرادة السياسية التي عبر عنها زعيما البلدين.
ووجه الأمير سعود الفيصل الدعوة إلى نظيره ايفانوف لزيارة المملكة، وكشف سموه في حديث مع الصحافيين بعد اختتام مباحثاته مع نظيره الروسي، على أن سمو ولي العهد الأمير عبدالله قدم في العشية في أثناء المأدبة الرسمية الدعوة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وأضاف: شعبنا يكن الاحترام العميق والمودة لروسيا، ومن جانبي أود دعوة ايغور ايفانوف لزيارة المملكة العربية السعودية. وذكر ايفانوف بدوره أن الوزيرين اتفقا في أثناء المباحثات على إقامة اتصال هاتفي دائم بينهما وقال: أما لقاؤنا القادم فسيتم في إطار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك.
|