* موسكو - واس:
اهتمت وسائل الاعلام الروسية بالزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الى روسيا لليوم الثاني على التوالي ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما تم من توقيع اتفاقيات مهمة وفتح آفاق جديدة لعلاقات قوية بين مركزين كبيرين لهما وزنهما على الساحة العالمية. وقالت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تحت عنوان «موسكو تستقبل ولي عهد المملكة العربية السعودية» في مقال كتبه الخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط ايغور تيموفييف ان الاتحاد السوفيتي كان أول دولة أعلنت رسمياً الاعتراف بالمملكة العربية السعودية في 16 فبراير سنة 1926 وان المملكة العربية السعودية التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي افتتحت سفارتها في بلد مختلف في 2 يناير 1992 لان روسيا كانت قد خرجت من عباءة الاتحاد السوفيتي.
وبدا كثيرون في قطاع الاعمال بالبلدين متفائلين بعدما وقع في ختام زيارةرئيس الوزراء الروسي فيكتور تشيرنوميردين الى المملكة العربية السعودية في نوفمبر 1994 اتفاق حول التعاون الاقتصادي وآخر يدعو الى تشكيل لجنة التعاون الاقتصادي المشترك.
ونشرت صحيفة «ترود» مقالاً تحت عنوان «دفعة جديدة للشراكة الروسية السعودية» أشادت فيه بزيارة سمو ولي العهد الى روسيا، وقالت لن نبالغ إذا قلنا ان هذه الزيارة تمثل علامة شامخة على مسار العلاقات الروسية السعودية بعدما مثلت زيارة صاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في عام 2002 رمزا مهما حيث التقى بالرئيس بوتين وسلمه رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وتناولت الرسالة سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية. ونشط الجانبان جهدهما المبذول لتنسيق المواقف تمهيداً لتوقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي مما يعطي دفعة قوية لتطويرالعلاقات بين رجال الاعمال الروس والسعوديين.
وأضافت يعلق الجانبان أهمية كبيرة على الجمع بين الطاقات والقدرات العلمية والتقنية الروسية وبين الخبرة السعودية في ادارة الاعمال والاستثمارات السعودية، وأبدى الجانب الروسي استعداداً للمشاركة في مشروع استثمار حقول الغاز السعودية ومما يساعد على النهوض بالعلاقات الروسية السعودية تقارب أو تطابق مواقف الجانبين تجاه الكثير من القضايا الدولية والاقليمية وتجمع بينهما رغبة في تعزيز السلام والامن الدوليين وفقاً لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي العام. وأوضحت ان روسيا والمملكة العربية السعودية تدعوان الى اعادة نغمة التوازن الى العلاقات الدولية ومراعاة مصالح بلدان وشعوب العالم كافة وما من شك في انه من مصلحة البلدين ان يعتمد العالم نظاما متوازنا تتعدد أقطابه وان يكون هناك حوار لا صدام بين الحضارات.
وبينت ان روسيا والمملكة العربية السعودية تجدان لهما مصلحة في مكافحة الارهاب ودرء اخطار التطرف وكانت روسيا والمملكة العربية السعودية قد ادركتا خطورة هذه الظاهرة ودعت كل منهما الى تضافر الجهود الدولية لمكافحة الارهاب كما ان لهما مصلحة في احلال السلام والامن في الشرق الاوسط وفي منطقة الخليج ذلك لان استمرار النزاع العربي الاسرائيلي والتوتر في الخليج يمثل تهديداً لمصالح روسيا الاستراتيجية في المنطقة.
وينطبق ذلك على المملكة العربية السعودية أيضا، وأشارت الى ان اقامة السلام في الشرق الاوسط تصب في مصلحة روسيا والمملكة العربية السعودية على حد سواء نظراً لحرصهما على احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة حقه في اقامة دولته. وأضافت صحيفة «ترود» تعتبر روسيا والمملكة العربية السعودية أهم منتجين ومصدرين للنفط والغاز ومن مصلحتهما ان تتعاونا وتنسقا جهودهما في مجال صناعة النفط والغاز وهي عصب التنمية الاقتصادية وان التعاون من شأنه أيضا ان يكون له تأثير ايجابي على الاقتصاد العالمي ويفيدهما.
وأشارت الصحيفة الى ان موسكو اهتمت بمبادرة سمو ولي العهد الذي دعا لها الى انشاء امانة دائمة لمنتدى الطاقة الدولي في الرياض من شأنها ان تضمن التوازن بين مصالح مصدري ومستوردي النفط والغاز، وقالت من مصلحة البلدين ان يتطور التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني بينهما فروسيا تملك سوقاً واسعة وتسعى الى الاندماج في الدورة الاقتصادية العالمية واجتذاب الاستثمارات.
وينسحب ذلك على المملكة العربية السعودية التي تملك أيضا سوقاً واسعة وتفتح أبوابها أمام شركات الدول الاخرى. وأوضحت انه رغم مرور 12 عاماً على اعادة بناء العلاقات بين البلدين إلا أن هذه العلاقات لم تصل بعد الى مستواها المطلوب ونسبت الى دبلوماسيين وصحفيين قولهم ان من يحاول ربط ما يحدث في الشيشان بالمملكة العربية السعودية فهو يجهل موقف القيادة السعودية ولا يعرف حقيقة الاسلام خاصة ان الحكومة السعودية قد أعلنت أكثر من مرة ان ما يجري في الشيشان شأن داخلي يخص روسيا وأكدت انها لم تساعد ولا تساعد أي طرف له علاقة بالشيشان. وفي مجال المساعدات الانسانية التي تخص من اضطروا الى مغادرة ديارهم في جمهورية الشيشان واللجوء الى المناطق المجاورة فإنها تأتي بموجب الاتفاق بين الهلال الاحمر السعودي ووزارة الطوارئ الروسية والسلطات المختصة في جمهورية الانغوش، وتصل هذه المساعدات الى مخيم اللاجئين الذي انشأه الهلال الاحمر السعودي في جمهورية الانغوش.
أما صحيفة «كوميرسانت» فقد أكدت اهمية الزيارة وقالت وصل الأمير عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الى روسيا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام وهي أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى الى روسيا منذ 70 عاماً.
وبيّنت ان التقارب مع اكبر دولة نفطية يفسح المجال واسعا أمامها للتأثير على سوق النفط العالمية وهو ما يدفع روسيا الى اقامة علاقات وثيقة مع المملكة مشيرة الى ان التعاون بين روسيا والمملكة لن ينحصر في مجال النفط حيث كان الجانب السعودي قد ألمح في اجتماع اللجنة الوزارية الروسية السعودية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي في العام الماضي الى امكان استثمار بعض رجال الاعمال لاموال في روسيا ويبدي السعوديون اهتماما بما توصل اليه المهندسون الروس من اكتشافات في مجال التقنية العالية عامة إضافة الى ما يخص الصناعة النفطية.
|