Thursday 4th september,2003 11298العدد الخميس 7 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الإقتصاد في الإقتصاد
المنافسة العالمية
د/ سامي الغمري

قد يكون من الصعب دخول المنافسة العالمية بنفس أساليب العمل السابقة. فالاقتصاد العالمي يبدو اليوم مثل ساحة أولمبية تجري عليها سلسلة منفصلة من المنافسات الإنتاجية يشترك فيها المنتجون المحليون والدوليون في فرقة محترفة متعددة الجنسيات والثقافات والأعراف والظروف الاقتصادية المتباينة. لقد زالت الحواجز عبر الدول، وعما قريب سوف لا تكون هناك صناعات أو تقنيات محلية وطنية محدودة المعلم والموقع، كل ما ستبقى جذوره ممتدة داخل الحدود الوطنية هم الناس فقط. والصناعة السعودية لن تستمر ذات شخصية وطنية بحتة وستلبس رداء كل بلد تحل وتعرض فيه، حالها حال الصناعات الغربية التي تلبس رداء مستورديها وستتحول المؤسسات الاقتصادية العالمية المتعددة الجنسيات إلى شبكات إنتاج وتوزيع عالمية، ولن يبقى على حاله الثابت سوى الموارد البشرية والقوى العاملة الوطنية. وستأخذ ظاهرة التنافس شكلاً جديداً في عصر العالمية ذلك أن الشركات الإنتاجية تهاجر بحثا عن المواد الخام والموارد البشرية الرخيصة القابلة للتدريب والتطوير. وانعكست ظاهرة ما كان يعرف بهجرة العقول إلى حيث توجد العقول لتفوز بالعقول والعضلات معاً، لتحصل على العمالة الرخيصة في الجانبين المهاري والمعرفي.
وفي المستقبل المنظور فإن الشركات العالمية سوف تملك أكثر من مقر اداري رئيسي واحد، وتكسب أيضاً عملاء من مختلف الجنسيات حول العالم، يديرها مديرون يحملون أكثر من جواز سفر واحد، ويشغلها عمال لا يعرفون لغتها الأصلية وإن كانوا سيتعلمونها اللغة في موقع العمل لاحقاً.
ومن هنا فقد آن للمؤسسات الإنتاجية المحلية الأوان لأن تتزود بمهارات القدرة على جمع البيانات من مصادرها العالمية، وبمهارات ذات علاقة بالإنتاج ورأس المال والتقنية والموردين والتسهيلات المتاحة وفرص التسويق والموارد البشرية. وكلها معلومات مفيدة في متابعة وتحديث التحليلات المنتظمة عن الأسواق والمنافسين العالميين واتجاهات التجارة العالمية ويبدو أن اللعبة التجارية للألفية الثالثة تختلف شكلا ومضموناً عن ألعاب الساحة الأولمبية المعروفة، ذلك أنها لعبة لها نهاية مفتوحة لا تنتهي بوقت أو مكان وتتغير قواعدها باستمرار تبعاً لظروف المنتج والمستهلك. وعلى المؤسسة الإنتاجية المحلية أن تكون قادرة على تغيير استراتيجيتها وهيكلها التنظيمي ونظرتها للأسواق، خاصة في مناخ عالمي يتسم بتقلبات اقتصادية متواترة، وأنماط من العرض والطلب والاستهلاك دائمة التغير كثر فيه الثراء في الموارد والتقنية وأصبح التغيير جزءاً من حياة وكينونة الاقتصاد العالمي والعالمية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved