إعداد: علي العبد الله
فنان عالمي ينتقد الفكر الصهيوني؟
* تعتبر السينما واحدة من الطرق الإعلامية الدعائية الناجحة المستخدمة في التأثير على العقول البشرية بمختلف اشكالها ومهما تعددت ثقافاتها فانها تجتمع على لغة سينمائية واحدة فبالامكان تقديم العديد من الرسائل السياسية والدينية والثقافية عبر الافلام السينمائية.
* ومنذ اكتشاف السينما ادركت العديد من الدول الغربية مدى خطورتها مما جعل الاوغاد الدوليون وعلى رأسهم الصهاينة يستغلونها لخدمة اهدافهم لجعل العالم يتعاطى مع اليهود.ش
وكان لهم ذلك في عام 1899م عندما قام المخرج الفرنسي جورج ميلس بعرض فيلم «قضية دريفوس» وبيَّن كيف يتم اضطهاد اليهود الاوروبيين ليأتي بعده مباشرة فيلم «الماعز تبحث عن الحشائش» الذي تناول قصة عائلة يهودية تذهب الى الوطن الموعود وتطالب بالعدالة وحقها في العيش حرة بفلسطين.
* وقد ازدادت الدعاية الصهيونية باقتراب موعد الاحتلال الفلسطيني واضعة نصب عينيها استراتيجية متكاملة تعتمد على التخطيط الدعائي المنظم وذلك لاظهار الصورة المشرقة عن اسرائيل كدولة ومجتمع.
* وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قام اليهود بتكثيف الحملة الدعائية عبر السينما من اجل كسب تعاطف الرأي العام الدولي وظهر هذا واضحا في مجموعة من الافلام منها «الوعد الكبير» وكذلك فيلم «أين أبي» الذي جسد قصة طفل يهودي يبحث عن ابيه الذي لا يجده لكن يجد وطنه وهو فلسطين.
* ولقد ابدى العديد من الفنانين استياءهم الشديد من هذه السيطرة المخيفة من قبل اليهود على السينما الامريكية ومنهم الممثل العالمي «مارلون براندو» عندما ذكر ان اليهود هم سادة هوليود وهم الذين حقروا الجميع دون استثناء.
* ولم تقف السيطرة اليهودية على هذا الحد، بل امتدت لتشمل بعض الاقطار العربية لتصوير افلامها ورحبت العديد من الدول العربية بهذه الفكرة ترحيبا يفوق ذاك الترحيب الذي نالته القوات الانجلو امريكية اثناء غزو العراق فلقد صوِّر بتونس فيلم «الاطفال يسألون لماذا الحروب؟ ولماذا لا نعيش بسلام» الا انه كان يحمل في طياته معاني عديدة وهي عدم تجاوب العرب على وجه التحديد مع السلام.
* واشتملت الافلام الاسرائيلية على عدة انواع منها ما هو وثائقي ومنها ما هو سياحي وبعضها افلام تجسس وكذلك افلام اقتبست من قصص عالمية.
أسباب ضعف السينما العربية
* لم تستطع السينما العربية مقارعة نظيرتها الصهيونية ولم تفلح حتى بالتصدي لها او محاولة دحض التهم الملقاة على العرب، بل واصلت سباتها العميق وأعطت الصهاينة الحرية الكاملة في اللعبة الدعائية على المستوى العالمي وتعاني السينما العربية في غيبوبة طويلة بالاضافة الى امراض مزمنة منها:
1- الاعتماد الكامل على المليودراما وذلك بتضخيم الاحداث والضغط على الاعصاب بإثارة امور لا علاقة لها بالتفاصيل المنطقية التي تخاطب العقل ويندرج ضمن هذه المليودراما العديد من الجوانب اهمها:
أ- الإفراط في الصدف المفتعلة.
ب - عدم وجود روابط تسلسل درامي واضح بين المشاهد.
ج - المبالغة والتهويل الى درجة التضخم سواء في الحزن او الفرح.
2- عدم تقديم افكار انسانية سامية فيها قيم ثابتة وخالدة.
3- عدم وجود الكوادر الفنية المتخصصة اكاديمياً مما يجعل المستوى التقني للسينما العربية دون المستوى المطلوب.
4- انتشار الافلام الشعبية الهابطة التي تسيء للذوق العام دون رقيب ولا حسيب.
5- عدم توفر الدعم الانتاجي الذي يساعد على ظهور الفيلم بأفضل حالاته من جميع النواحي.
6- عدم وجود كتاب وممثلين محترفين للفن.
هذه بعض المشاكل التي تعانيها السينما العربية والدراما.
هل من الممكن أن نتصدى للسينما الصهيونية؟
* لا يوجد امر مستحيل ابدا فمن الممكن للسينما العربية على الرغم من وجود الامراض المذكورة سابقا ان تتصدى للصهيونية بل بامكانها ان تنجح وبتفوق بأن ترسم صورة ذهنية مغايرة تماما للصورة الموجودة في اذهان المجتمعات الغربية بشأن الاسلام والعرب. ولكن يجب ان تبدأ بوضع استراتيجية واضحة لها مستندة على عناصر عديدة اهمها:
1- الاستناد الى منطق فكري واضح ومترابط.
2- توظيف مجموعة من العلوم المتكاملة لخدمة السينما.
3- التركيز على حق العرب المشروع في فلسطين المحتلة.
* ومن هذا المنطلق ممكن للاعلام العربي ان يواجه التحديات من حوله بوسائل سينمائية تكنولوجية متطورة وحديثة فبإمكانه جعل المواطن العربي المسلم في صورة انسان حضاري متفهم بعيدا عن الصفات غير الحضارية بشرط ان يكون هذا بشكل منطقي عقلاني ومقنع.
* ويجب ان يتم ابراز الجانب السلبي للحكومة الاسرائيلية وذلك بوصف المجازر غير الانسانية التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها بحق الابرياء من شيوخ ونساء واطفال وذلك من اجل كسب تعاطف الرأي العام الغربي بطريقة ذكية.
* ويجب عدم إغفال نقطة حساسة ومهمة وهي تحسين صورة الدين الاسلامي الذي نال الكثير من النقد والتشويه على ايدي الصهاينة ولا ننكر وجود اناس متخلفين بتفاوت هذا الدين لاهداف خبيثة تقبع داخل نفوسهم المريضة لذا علينا عدم الافراط في وضع المسلمين بشكل مثالي لأن هذا الامر قد يسيء لنا ولا يخدمنا كثيرا، فالاحداث الحالية لا تعكس اطلاقا هذا الواقع ومن هذا المنطلق وجب علينا توخي الحذر عند طرح هذه المسائل الحساسة والمهمة.
اقتراحات لتطوير السينما العربية:
* إنشاء صندوق للسينما العربية لدعمها تحت اشراف احد الجهات المختصة.
* القيام بإرسال بعثات للنماذج من اجل تحسين وضع الكوادر الفنية الموهوبة.
* تشجيع المواهب وحديثي التخرج وخصوصا في صقل الاعلام.
* تسهيل عملية القروض لصالح المؤسسات الانتاجية والتقليل من نسبة الفوائد.
* التحرر من كل عقد النقص، والانفتاح على العالم بشكل كبير.
المراجع:
الإعلام العربي
السينما الصهيونية
|