Thursday 4th september,2003 11298العدد الخميس 7 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الممثل البقمي يرد على الزميل اليوسف: الممثل البقمي يرد على الزميل اليوسف:
أجحفت بحق الآخرين ولم نستفد من التلفزيون

تعقيباً على ما نشرته «فن» الأيام الماضية حول مقال زميلنا «الهادئ» عبدالرحمن اليوسف الذي استفزه كما استفزنا جميعاً خروجنا «الدرامي» المضحك من مهرجان القاهرة وكتب مقالاً اشبه ما يكون بتعرية «الجرح» فقد وصلنا رد من الفنان والمنتج مهدي البقمي ويسرنا ان ننشره كاملاً:
لقد اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالرحمن اليوسف في الصفحة الفنية يوم الثلاثاء 21 جمادي الآخرة 1424هـ، بعنوان «بعد المشاركة الهزيلة في مهرجان القاهرة - الدرما السعودية ضعيفة وجوفاء وغير مقنعة فنياً».. وأحب أن أوضح له ولكم وللقراء مالاحظته في المقال وردي عليه:
أولاً: أحب ان اشكرك على اهتمامك وحرصك الشديد وغيرتك على أعمالنا المحلية، وطموحك ورغبتك أن تصبح أعمالنا المحلية غير هزيلة وقوية وليست بجوفاء ومقنعة فنياً، فهذا شيء يسعدنا جميعاً ويثلج صدورنا.
ثانياً: سأقوم بالتعليق والتعقيب على ما كتبته فأسمح لي بذلك.
1- ذكرت أن لدينا المال الذي نستطيع ان نحصل به على أفضل الأجهزة ونبني الاستديوهات الكبيرة «كما قلت» وتفتح المعاهد.. آمل منك أن توضح لي ما يلي:
أ- أين المال الذي تتحدث عنه؟!
ب- المعاهد الفنية مسؤولية من؟! هل افتتاحها من مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام؟! أم مسؤولية المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني؟ أم الغرفة التجارية؟ أو مكتب العمل والعمال او جمعية الثقافة والفنون؟ أو الجامعات؟!
ج- افتتاح الاستديوهات الكبيرة ايضاً مسؤولية من؟ التلفزيون مثلاً؟ التلفزيون لديه استديوهات ضخمة لم يتم الاستفادة منها لا من قبل التلفزيون ولا من قبل الشركات والمؤسسات، ثم ان ذلك يناقض كلامك عندما ذكرت بأن غياب البيئة السعودية في أعمالنا سبب من أسباب ضعفها، فكيف تطلب بناء استديوهات كبيرة؟
2- ذكرت بأنك تجلس مع المخرج الفلاني وتقول بأن القصص التي يكتبها الكاتب الفلاني غير مقنعة، وقلت بأن هذا الرجل وغيره لا يسمعوننا.. أحب ان اوضح لك يا أخي العزيز ان المخرج والكاتب ليسا مسؤولين عن القصة وجودتها فالمسؤول الأول هو المنتج الذي يجب ان يختار نصاً جيداً ثم التلفزيون الذي يجب ألا يجيز أي نص ما لم يكن مستوفياً شروط القصة والكتابة التلفزيونية، ثم ان الكاتب وهو بالطبع غير سعودي يكتب حبراً على ورق ويقدمه للمنتج، والمنتج للأسف الشديد لا يكلف نفسه ليقرأ النص، بل يقدم النص للتلفزيون فإن إعاده وبه ملاحظات أعاد النص للكاتب ليقوم بالتعديلات.
أما المخرج فإنه لا يستطيع التدخل في النص، حيث يرفض المنتج والكاتب بحجة ان التلفزيون قد أجازه بتقدير كذا!!
3- ذكرت أنه ليس لدينا وعي «كمنتجين» واستثنيت «الهدف، ليالي، جديرة، قبان»، وهذا طبعاً اجحاف بحق الآخرين، فهناك من قدم أعمالاً قوية تابعها الكثير من المشاهدين، وعلى سبيل المثال لا الحصر الفنان محمد حمزة وأشهر مسلسلاته «دموع الرجال، أصابع الزمن» وغيرها وكذلك الأخ طالب السعدون قدم عملاً حصل على تقدير امتياز بعد تنفيذه ونال خطاب شكر من وزير الثقافة والإعلام، مَنْ من الذين استثنيتهم حصل على تقدير ممتاز بعد تنفيذ العمل؟!
ان من استثنيتهم هم في الاصل مستثنون ولهم معاملة خاصة ووقت مميز لبث أعمالهم حتى وان كانت دون المستوى، ولهذا برزوا، ولهذا لماذا لا يفوز هؤلاء في هذه المهرجانات طالما ان لديهم وعيا كما قلت؟
4- ذكرت ان من أسباب تواضع العمل السعودي ان الممثل السعودي اصلاً غير معروف، وانا أخالفك الرأي، فنحن نشاهد أعمالاً أجنبية لا نعرف ممثليها وتشدنا هذه الأعمال لمتابعتها لان هذه الأعمال من بيئتهم 100% من الكاتب والسيناريست والفنيين والفنانين، ويصورون في بيئتهم اضافة الى المبالغ الخيالية التي تدفع على هذه الأعمال، لأن الأساس صحيح وهو «الكاتب، السيناريست، الفنيين والفنانين، إضافة الى التصوير في نفس البيئة» وهذا مستحيل عندنا.
5- ذكرت أن أغلب ممثلينا منذ ان بدأ التمثيل، وهو بشخصية واحدة، في هذه أوافقك الرأي، والسبب بالطبع هو ما يلي:
أ- أغلب فنانينا هواة لم يتعلموا ويدرسوا فن التمثيل في معهد او جامعة إنما هواة.
ب- لم يجدوا مخرجاً يقوم بتوجيههم، حيث اغلب المخرجين يريد ممثلاً جاهزاً.
ج- قلة مشاركة هؤلاء الفنانين سواء في الأعمال المحلية او العربية ليكتسبوا الخبرة ويتعلموا مِنْ مَنْ سبقوهم في هذا المجال.
د- لم يحاولوا تثقيف أنفسهم من خلال القراءة والإطلاع، ومشاهدة الأعمال القوية والأفلام الأجنبية.
6- ذكرت أن من أسباب تواضع العمل السعودي، هو عدم التعامل مع مسلسلاتنا بواقعية الأعمال الدرامية الأخرى في الوطن العربي، وذكرت الموسيقى التصويرية، الغناء، الشعر أحياناً - الإضاءة - الصوت..الخ.
أوافقك الرأي في ذلك، ولكن اود ان اوضح لك بعض الأسباب التي تجعل هذه الأمور متواجدة في أعمالنا وهي:
1- قد حاولت مع كثير من الموسيقيين والملحنين لدينا، ليتولوا مهمة الموسيقى التصويرية لأحد أعمالي التي انتجتها، وللأسف الشديد الكثير منهم اعتذر بحجة انه مشغول، والبعض منهم ابلغنا بأنه لم يكن قد عمل موسيقى تصويرية لأعمال درامية ولا يرغب الدخول في هذا المجال، ولم يوافق سوى ملحن واحد لا أرغب في ذكر اسمه، وموافقته بعد ان توسلنا اليه ورجوناه وتوسطنا، حيث لا اريد ان اخذ موسيقى عالمية، كنت ارغب ان يتميز المسلسل بموسيقى خاصة، وقد سلمناه النص قبل بدء التصوير حتى يقرأه ويصبح لديه تصور عام عن الموسيقى المطلوبة، وطلبنا منه حضور التصوير ليكون فكرة عن الموسيقى، هذا الموسيقي انشغل ولم نره إلا بعد ان انتهينا من المونتاج وهو ليس لديه أي فكرة عن المسلسل وأحداثه وما يحتاج الى موسيقى إلا من خلال ما أعطيناه من معلومات عامة، ولهذا قدم لنا مقطوعات موسيقية بسيطة، استخدمناها واضفنا اليها مما لدينا في الأرشيف، علماً بأن الاجر الذي تقاضاه يفوق المبلغ الذي سيأخذه موسيقي محترف في الموسيقى التصويرية ثلاث مرات.
2- لقد قدمت الكثير من الأعمال التلفزيونية جميعها لاقت صدى جيداً لدى المشاهدين أذكر منها الأعمال التالية:
أ- مسلسل بعضنا كذا جزأين «صور في السعودية».
ب- مسلسل «مطلع النور» وهو أول مسلسل بدوي يتم تصويره في السعودية، حيث كتبت النص من خلال بحث استمر عاماً كاملاً، حيث يتحدث عن فترة من فترات توطين البادية في عهد الملك عبدالعزيز، وقمت بتنفيذه في السعودية، وقد عانيت الكثير وخصوصاً توفير المواشي وبيوت الشعر القديمة والخيول، وقد كلفني هذا المسلسل، حيث اضفت فوق مبلغ التعميد أكثر من ثلاثمائة ألف ريال من جيبي الخاص عرض مرة واحدة ولقي صدى قوياً ومتابعين.. والحمد لله.. رغم عرضه في وقت غير مناسب.. لكنه شوهد.
ج- مسلسل «ورد وشوك» يعرض الان، في وقت مناسب، حيث الناس نيام والبقية في أعمالهم الساعة التاسعة والنصف صباحاً، هذا المسلسل اخذ تقدير جيد جداً قبل وبعد التفنيذ، وشارك فيه نخبة كبيرة من النجوم في الوطن العربي، والمصور قد صور مع نجدة انزور الكثير من الأعمال، وكذلك الفنيين الآخرين مثل «مهندس الصوت، الموسيقي» والمخرج له كثير من الأعمال التي حصلت على تقدير ممتاز وجيد جداً في كثير من القنوات العربية، كما أننا استخدمنا اجهزة رقمية مع اكسسوارات التصوير، مثل «الكرين، شاريوه، عدسات، فلاتر» وقد غنى مقدمة ونهاية المسلسل الفنان الأردني عمر العبدالله.
7- ذكرت أننا نصور في المزارع والصحراء والشوارع الفارغة، هل تعلم يا أخي العزيز انه عندما نصور في هذه الأماكن والشوارع الفارغة إنا نعاني الأمرين، من المضايقات والفضوليين، وأشخاص يتدخلون فيما لا يعنيهم، وسأذكر لك حدثاً حدث ذات مرة وانا اصور أمام برج الفيصلية، حيث كنت اريد ان ابرز المعالم الحضارية لبلدنا وكان هناك احد الممثلين المعروفين يؤدي دوره، حيث نريد تنفيذ مشهد واظهار جماليات في آن واحد، وكنا نصور يوم الخميس وكانت الساعة الثانية بعد الظهر، حيث اخترنا هذا الوقت لقلة الحركة المرورية وحتى لا نسبب ارباكاً للحركة المرورية، فوجئت بأن ارتداد حركة السير من برج الفيصلية حتى وزارة الداخلية، وحضرت سيارات الشرطة وسيارات المرور وغيرهم وتم ابلاغنا بالتحرك والا نعود، بالرغم من انه لدينا تصريح من وزارة الثقافة والإعلام، وسبب ارتداد الحركة المرورية هي من الفضوليين، أما الحدائق العامة فإنه لا يمكن التصوير بها إلا وهي خالية من الناس، فمتى ستكون خالية؟! فلا تقارن السعودية بمصر او الاردن او سوريا، او بعض دول الخليج.
8- قلت ان الممسكين بزمام الأمور الفنية عما يحدث لأعمالنا من ترد ان كنت تقصد نحن المنتجين، فأنا أخالفك الرأي لأننا لسنا في حماية جهة حكومية نستطيع التحرك من خلالها وفي حمايتها، ولكن سنبذل قصارى جهدنا حسب الامكانات المتاحة لنا للرقي بأعمالنا.
9- قلت: «ولا نغفل أبداً أمراً يعاني منه كثير من المنتجين، وهو غياب البيئة الفنية في المملكة.. الخ» هنا ناقضت نفسك فيما قلته سابقاً، بأنه ليس لدينا وعي، أعمالنا جوفاء، هزيلة، الخ.
هنا بدأت في الحقيقة تتلمس ما يعاني منه المنتج السعودي، بالإضافة الى ما ذكرته مثل «صعوبة التصوير، غياب العنصر النسائي وغيره».
10- ذكرت بأنه يجب التكاتف بين المنتجين - سعودة النصوص - توفير سيناريست جيد.. الخ: اسألك:
أ- نتكاتف على ماذا؟ وكيف ونحن نحفر في الصخر، ومن تلقاء أنفسنا وبمجهوداتنا الذاتية رغم ما نعانيه من معوقات وغيرها.
ب- السعودة وتعريب النصوص: لم يجعل الأعمال السعودة متدنية سوى سعودتها، لأنها في الأصل تكتب بطريقة تخالف عاداتنا وتقاليدنا وأحياناً يكون النص ضعيفاً فعند السعودية يضعف السيناريو والحوار من جراء الحذف والإضافة والتعديل، وهذا الأمر يجب ان تهتم به الجهات المعنية مثل «وزارة الثقافة والإعلام، الجامعات، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني» لايجاد دورات او دبلوم في فن كتابة السيناريو والحوار.
11- كررت في نهاية ما كتبت وقلت بأن المهم هو اختيار المشرف الجيد:
أقول لك بأن المشرف لا يستطيع ان يرفع من جودة العمل مهما كان محترفاً، ولكن كان الأفضل ان تقول: يجب على المنتج اختيار العناصر الفنية الجيدة المحترفة والفنانين الملائمين للأدوار، وقبل كل ذلك اختيار النص الجيد ذي الفكرة القوية.
12- أود ان اوضح لك أسباب ضعف الأعمال السعودية، وذلك من خلال تجربتي وهي:
أ- عدم وجود نصوص سعودية 100% وان وجدت فهي هزيلة لعدم وجود سيناريست محترف.
ب- عدم وجود فنيين محترفين في تنفيذ الأعمال الدرامية من السعوديين وان وجدوا فهم قِلّة.
ج- الكثير من ممثلينا لا يطورون أنفسهم بالقراءة والمشاهدة، حيث الأغلبية هواة لم يتعلموا القواعد الأساسية للتمثيل، وأغلبهم لا يعرف مصطلحات الكاميرا وأنواع الزوايا، ولا يفرقون بين الراكور والكاراكتر، وللأسف الشديد البعض منهم يحضر الى موقع وقد ترك النص في المنزل او فقده، ولا يدري ما هي المشاهد التي سيقوم بتصويرها فتجده يسأل «وش أقول».
د- صعوبة التصوير في البيئة السعودية، داخلياً وخارجياً.
هـ- ضيق الوقت، فالمدة التي تعطى لنا غير كافية، لعدم وجود بيئة مهيأة لتنفيذ هذه الأعمال.
و- قلة الممثلين المحترفين لدينا، وجميعهم ينشغل في أكثر من عمل في وقت واحد.
ذ- قلة المبالغ المعطاة من قبل التلفزيون لبعض الشركات، حيث المبلغ لا يغطي بسبب استقطاب نجوم وفنيين من خارج المملكة.
ح- حذف بعض المشاهد من قبل الرقابة دون الرجوع للشركة المنتجة، حيث لو طلب منا حذف مشاهد معينة لقمنا بإعادة ترتيب المونتاج، حيث يوجد لدينا اشرطة الاصل ونستطيع حذفها بطريقة سليمة بحيث لا يظهر للمشاهد أي ارتباك في تسلسل الحدث.
ط- عدم السماح لنا بتسويق الأعمال السعودية سوى للبعض، حيث هؤلاء مستثنون في كل شيء.
وفي الختام آمل تقبل ذلك بصدر رحب واتمنى نشره في الصفحة الفنية.. ولك مني جزيل الشكر والتقدير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved