لم يفاجئني التفاعل الكبير الذي حظيت به الوثيقة التي طرحتها في مقالي السابق (المرأة السعودية.. والتحديات) والذي نشر يوم الأحد 26 جمادى الآخرة الموافق 24 أغسطس 2003م بجريدة الجزيرة.
ولم يفاجئني اصرار القراء رجالاً ونساء على سرعة تفعيل تلك (الوثيقة التي كانت موجهة من المرأة السعودية المثقفة إلى الإدارة الأمريكية).
وما نشر في الإنترنت وفي أهم المنتديات من المطالبة بدعم الوثيقة وبمساعدتي في تحقيقها والرغبة في تقديم كافة الدعم المادي والمعنوي للوثيقة لتحقيقها وتفعيلها وبشكل سريع إنما يدل على صدق إيمان رجال ونساء هذا البلد وعلى صدق ولائهم لأولي الأمر وعلى إخلاصهم لبلادهم واستعدادهم لتقديم الغالي والنفيس من أجلها..
ولذلك أطالب بطرح الوثيقة في مجلس الشورى لتفعيلها بشكل سريع وجدي، لتتشرف كل امرأة سعودية ولا سيما المثقفة بوضع توقيعها عليها لترفع إلى الإدارة الأمريكية.
وأرجو اعتماد كافة النقاط التي طرحتها في تلك الوثيقة داخل المقال وأخذها بعين الاعتبار لتكون نقاطاً أساسية في الوثيقة فتلك (حقائق ووقائع وثوابت لا يمكن اختصارها أو تجاهل أي منها).
إن النساء في الغرب لا يمثلن أي قدوة لنا، إننا نشعر بالشفقة عليهن لاستغلالهن من قبل البعض أسوأ استغلال كسلعة رخيصة تباع وتشترى ويروج لها أيضاً.. فما يصدر سنوياً عن اليونسكو ومنظمات حقوق المرأة في العالم من احصائيات متزايدة عن أوضاعهن المأساوية والمتردية لهو دليل عن فشل تلك المنظمات وعن عجز تلك القوانين الوضعية في تلك البلاد من تحقيق حماية للمرأة أو أن تصونها عن الاستغلال وتضمن حقوقها وتحقق لها ولو الحد الأدنى من الحماية والحياة الكريمة.
ونتمنى أن تستطيع الحكومات والهيئات والمؤسسات في الغرب وأمريكا أن تحقق حماية للمرأة وتصونها من الذل والاستغلال وتحقق لها حياة كريمة آمنة ومعززة مكرمة كما تفعل حكومة المملكة العربية السعودية للمرأة السعودية.
وللتذكرة ولأهمية الأمر أعود وأطرح أهم جزء من تلك الوثيقة والذي نشر سابقاً بشكل كامل في مقالي المعنون (المرأة السعودية.. والتحديات).
وهو مطالبتي من جميع النساء المثقفات في المملكة العربية السعودية (برفع وثيقة) إلى الإدارة الأمريكية تحمل أكبر عدد ممكن من توقيعاتهن يطالبن فيها بعدم التدخل في شؤونهن وخصوصياتهن وعدم التعدي على شرعنا وديننا الحنيف وعدم استغلالهن ورقة ضغط لتحقيق مآرب ما.... تخدم في النهاية المخططات الصهيونية.
وأنهن لن يسمحن بهذا الابتزاز الرخيص ويتمنين أن تحظى المرأة في أمريكا وفي الغرب بدعم واحترام حكومتها كما تحظى المرأة السعودية من حكومتنا ونتمنى أن تستطيع الحكومة الأمريكية أن توفر للمرأة في أمريكا الحماية والأمان وتجنبها الاستغلال وتعيش مصانة الحقوق ومعززة ومكرمة كما تفعل حكومة المملكة العربية السعودية للمرأة السعودية.. بفضل التزامها وتطبيقها للشريعة الإسلامية التي هي دستور البلاد.
وإننا لم نوكلهم ليتحدثوا باسم المرأة السعودية أو يطالبوا بأمور باسمها، فهل ديمقراطيتهم تسمح لهم بالتحدث نيابة عن المرأة السعودية وبالتعدي عليها وعلى رغباتها وخصوصياتها وبالتعدي على شريعتها الإسلامية وتعاليم دينها الحنيف؟ المرأة السعودية ابنة لمجتمع له خصوصياته ولها مرجعيتها الدينية، لا تكترث لقوانين وأنظمة وضعية تأتي من الخارج أو تملى من الخارج أياً كان مصدرها.. لأن مجتمعها وحكومتها التي تلتزم بدستور إسلامي في تشريعاتها هو من حافظ عليها وجعلها معززة مكرمة وجعلها بمنأى عن الذل والاستغلال وجعلها مصانة الحقوق.
إن أوضاع المرأة السعودية تدعو للحسد.. لا تدعو لأن تستغل كورقة ضغط في أي موضوع يطرح حتى بات الأمر ابتزازاً واضحاً ورخيصاً..
فلقد حان الوقت لاتخاذ خطوات ايجابية وعملية للتصدي لذلك، ولا يكفي أن نجيد الكلام على ما يثار من حملات مغرضة في حق المملكة من وقت لآخر تتزعمها الصهيونية في الإعلام الغربي، فلقد آن الأوان لتضع المرأة السعودية المسلمة المثقفة حداً لتلك الافتراءات وتتصدى بموقف حازم رسمي وقانوني من خلال رفع وثيقة في وجه الإدارة الأمريكية مدعمة بالحقائق والوقائع التي ذكرتها في مقالي السابق لتكون رداً شافياً ومخرساً لجميع من تساوره نفسه الدخول من باب المرأة لضرب الإسلام أو للتطاول على حكومة المملكة لإثارة البلبلة في مجتمعنا وروح الفرقة أو لزعزعة استقرارنا وأمننا أو لطعن الإسلام في عقر داره عن طريق المرأة، فالمرأة السعودية المسلمة لن تكون لقمة سائغة ولن تكون كبش الفداء ولن تكون أداة أو ورقة في يد أمريكا أو الحملات الصهيونية للنيل من الإسلام والنيل من المملكة، إن تلك المسلمة المؤمنة الفطنة أم الرجال بل أم خير الرجال لخير أمة أخرجت للناس ستكون دائماً إن شاء الله حصناً شامخاً ومنيعاً ضد من يريدون استغلالها والمزايدة عليها للنيل من الإسلام ومن أمن واستقرار هذا البلد لتحقيق مآربهم.
وستلقن تلك المسلمة الشامخة أعداء دينها وبلادها درساً لن ينسوه.. من خلال ما سيقدم في تلك الوثيقة للإدارة الأمريكية، ليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه في المستقبل المساس بديننا أو بلادنا عن طريق المرأة.. كما يشرفني أن أقدم توقيعي ليكون الأول على تلك الوثيقة..
وقفة
- أقدم خالص الشكر والامتنان لكل من تفاعل مع تلك الوثيقة ونشر دعمه عبر الإنترنت والمنتديات وخاصة ما طرحه الأخ الفاضل (فايز المحمادي) من تفاعل مميز عبر منتدى (الساحة العربية عبر الساحة المفتوحة) ليوم 25 أغسطس، والذي ينم عن صدق إيمانه ومشاعره الوطنية الرائعة، لإعلانه عن استعداده تقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لتفعيل تلك الوثيقة ورفعها إلى الإدارة الأمريكية.
- وحتى لا تتشتت الجهود المتفاعلة مع الوثيقة عبر المنتديات المختلفة على الإنترنت أرجو توحيد منبرنا لتكون جريدة الجزيرة منبراً لنا لتفعيل الوثيقة وجمع أكبر عدد من الأصوات.
- لقد تم نشر بريدي الإكتروني خطأ (سهواً) تحت مقال (المرأة السعودية.. والتحديات) وجميع المنتديات التي نشرت المقال لديها للمداخلات، نشرته أيضاً بنفس البريد الإلكتروني الخطأ، نقلاً عما كان في جريدة الجزيرة..
أرجو منهم جميعاً تصحيح البريد الإكتروني لديهم وأشكرهم على هذا الاهتمام الذي تحظى به مقالاتي دائماً لديهم.
(*) عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|