* كتب: خالد المالك
في أسبوع الاخاء الرياضي بين البلدين الشقيقين تونس والمملكة الذي تقرر ان يبدأ غدا وهو الموعد المحدد لوصول الطائرة الخاصة التي تقل البعثة الرياضية التونسية سوف نشهد لأول مرة امتحانا جدياً لكفاءة اللاعب السعودي في ألعاب القوى وتنس الطاولة إلى جانب كرة السلة والطائرة والقدم وذلك وفق تنظيم رائع وعلى مستوى جيد من استعداد الجانبين.
ولا شك ان التجربة الرائدة التي نخوضها اليوم إنما هي التقييم الصحيح للمكان الذي نقف فيه ليس بالنسبة لكرة القدم التي لا نفتقر إلى معرفة لمستوانا فيها ولكن بالنسبة لألعاب القوى وكذا السلة والطائرة والتنس، ذلك لأننا لا نخوض مباريات بمثل هذه الألعاب عن طريق الخبرة الطويلة ولكننا ندخل في مسابقة فيها بدافع من العزيمة القوية والاستعداد المحدود الذي سبق اقامة الاسبوع الرياضي بيننا وبين الاخوة التونسيين، وهذا ما يجعلنا جاهلين تماما بما يمكن ان تسفر عنه اللقاءات جميعها وهو أيضاً ما يعطينا الأمل في ان نكون ولو في بعض الألعاب في مستوى المنافسة ان لم يكن لنا نصيب من الفوز.
وقد يسأل أحدكم أعزائي القراء كيف سنواجه الناس فيما لو جاءت النتائج كلها لا سمح الله لصالح الضيوف.. ولكي لا يخلو هذا الكلام الكثير عن إجابة لمثل هذا السؤال.. أريد ان أكون صريحاً مع نفسي أولاً ومعكم ثانياً فأقول إجابة لذلك اننا قد لا نوفق في كسب النتائج لكن ذلك لا يعتبر عيبا يصرفنا كلية عن المناقشة لفارق المستوى بيننا وبين التونسيين.. إذ ان فوز التونسيين يجب ان يتحقق.. إذا أردنا ان نقيس المستوى من واقع الخبرة الطويلة والاستعداد الأطول.. ثم توفر الكفاءات الفنية من الوطن نفسه لتدريب الشباب الرياضي هناك.. ولكن لكيلا نتهم بالتشاؤم وقصر النظر نجد انه من الضروري الإشارة إلى أمور أخرى قد تخدمنا وتعطينا نتائج مرضية.. وهي أمور لولاها لما احتملنا نتائج غير متوقعة لصالحنا مثلاً.. فمن بين الأسباب التي قد توفق في صنع النصر لنا اننا بالنسبة لكرة القدم سبق ان حققنا نصرا على التونسيين وفي هذا رفع كبير لمعنويات أفرادنا لكي يلعبوا بعزيمة قوية.. وما نقوله بالنسبة لكرة القدم يمكن قوله بالنسبة لألعاب القوى ولكن من زاوية ثانية ومبرر آخر.. فأكثر لاعبينا في هذه الألعاب حطموا ارقاما لا بأس بها يمكن ان نكسب الضيوف متى ما جاءت ارقامهم ضعيفة بالنسبة لآخر تصفيات لهم.. وهكذا مع بقية الألعاب.
وإذا كانت كرة القدم تتطلب جماعية في اللعب ولا يفيد تفوق أحد لاعبي الفريق إذا ما تخاذلت البقية في تحقيق النصر.. فإن ألعاب القوى تختلف كثيرا عن اللعبة الشعبية كرة القدم إذ هي تقوم غالباً على المجهود الفردي للاعب.. وذلك ما لا يحدث حتى في كرة السلة والكرة الطائرة أيضاً.. وهو ما يجعلنا نثق على اننا قد نحقق مكاسب كبيرة في مثل هذه الألعاب.. خاصة حين نتذكر بلال سعيد وحميد جمعان وفاروق التركي وما أبدوه في كل المسابقات التي اشتركوا فيها من كفاءة وثبوت مستوى وانتظام دائم في كل المنتخبات التي لعبوا فيها على مستوى المنطقة.. ولعل الحديث عن هؤلاء وغيرهم كقدرات صلبة ونشطة انسب ان نتركه إلى حين نتحدث عن أرقام الاخوة التونسيين وأرقام هؤلاء وبقية لاعبي ألعاب القوى.. لنصل في النهاية إلى نتيجة اخيرة هي اجابة على سؤال قصير وهام جدا.. مضمونه.. فيم سنفوز..؟!
ولشعوري بأني شطحت كثيرا عن كرة القدم واعطيت من الكلام الشيء الكثير لألعاب القوى وما تزال هناك بقية كبيرة فإني سوف اتجاوز المقارنة بين لاعبي ألعاب القوى في البلدين إلى حديث عن كرة القدم والسلة والطائرة والتنس على ان أعود ثانية إلى ألعاب القوى بحديث يكون خاتمة هذا الموضوع.
كرة القدم حظيت وما تزال تحظى بالكثير من الاهتمام.. وأشعر بالأسى ان انا حاولت ان اتحدث عن مستوانا على ضوء ما ننفقه من أجل تطويرها.. ذلك لأن لاعب كرة القدم كقدرة قابلة للتوجيه والصقل نسلم بها، ولكن سلامة التوجيه بالأندية وجدوى الصقل هو ما نشك فيه مع الأسف.. ولي مع هذا حديث آخر لعل من المناسب ولو في هذا الأسبوع اغفاله.. فأنا يهمني الآن ان اتحدث عن فريقين هما الأهلي والنصر من جهة وفريق العاصمة التونسية من جهة أخرى.. بعد قرار رعاية الشباب على ان تكون مباريات فريق العاصمة التونسية أمام الفريقين.. وحسب ما علمت عن الفريق التونسي انه يمثل لاعبي الدرجة الأولى الاكفاء في العاصمة فقط ومن أندية مختلفة.. هذا باختصار عن المنتخب التونسي أما النصر فإنه كخامات فريق صلب وعنيد ولاسيما بعد التحاق كريم ولطفي والبريك بالقائمة الأساسية للفريق.. ولكن نتائج ومستوى الفريق أخيراً تخيف إلى حد الخشية عليه من خسارة تؤثر في سمعته وسمعة المملكة.. ولعل حسن سلطان بما عرف عنه من ذكاء ومقدرة يستطيع التخطيط للمباراة على ضوء الاخطاء السابقة التي وقع فيها افراد النصر مستفيداً من وجود كريم ولطفي والبريك في تعزيز النصر وسد العجز الذي واجهه في المباريات الأخيرة السابقة، ومع الخوف من ان تأتي النتائج غير مرضية في مباراة النصر.. فإننا نشعر بالارتياح نسبيا للنادي الأهلي كمجموعة وكأفراد، ونكاد نطمئن إلى انه قد يحقق لنا نتائج مرضية.. ذلك لأنه يعيش في معنوية مرتفعة بعد ان حقق الكأس الثانية لبطولة المملكة، ولأنه الفريق الذي مازال محافظا على مستواه خلال الخمس سنوات الماضية.. نتيجة لوجود أكثر اللاعبين الذين يعتمد عليهم منتخب المملكة في صفوفه.. لكن لا أذيع سراً إذا ما قلت ان خوفي على الأهلي يأتي من شعوري بأن الأفراد قد يلعبون المباراة ببرود فيما لو كانت النتيجة مرضية للنصر في المباراة الأولى.. ثقة منهم بأن مستوى الفريق الضيف جد ضعيف.
وعلى أي حال فإننا ان شعرنا بوجود الندية في مجال كرة القدم.. وخاصة من جانب الأهلي فإننا نسلم بتفوق الضيوف في كرتي السلة والطائرة وتساوي مستواهم مع مستوانا في تنس الطاولة حسب التحريات التي قمنا بها خلال الفترة القصيرة التي سبقت مجيء الضيوف.. ولكن ليس يعني ذلك اننا مقتنعون بالهزيمة في هذه الألعاب لثقتنا التامة بأن لدينا لاعبين في مستوى جيد يستطيعون بشيء من التنسيق في ألعابهم تحقيق مكاسب كبيرة لبلادهم.. رغم ضعف مهاراتهم ومحدودية تجربتهم بالقياس إلى التونسيين..
وأعود الآن ثانية إلى الحديث عن ألعاب القوى.. وليكن حديثي مقارنة بين لاعبينا ولاعبي تونس الشقيقة والحديث بالأرقام على النحو التالي:
* في 100م:
تونس الفرى 8 ،10 ث، القدرى 11 ث.
السعودية حميد 4 ،10 ث العايش أو سعد خليل وكلاهما 2 ،11 ث.
* في 200م:
تونس البرقاوي 9 ،21 ث القدرى 22 ث أو الفرى 1 ،22 ث.
السعودية حميد 22 ث، المنديل 8 ،23 ث أو العايش ورقمه غير معروف.
* في 400م:
تونس البرقاوي 1 و48 ث القدرى 5 ،48 ث.
السعودية بلال سعيد 9 ،51 ث، البريكي حوالي 52 ث.
* في 800م:
تونس قطايه 2 ،49 ث و1 د، الأسود 4 ،50 ث و1 د السعودية فيصل بكر 5 ،7 ث و2 د، إبراهيم السعيد 6 ،16 ث و2 د، أو عبدالرزاق معاذ ورقمه غير معروف.
* في 1500م:
تونس قطايه 6 ،43 ث و3د، القمودي 9 ،41 ث و3د السعودية البركى 35 ث و4د تقريبا، عبدالرزاق معاذ 2 ،93 ث و4د.
* في 5000م:
تونس القمودى 30ث و13 د، الزدام 52 ث و13د.
السعودية القميزى 4 ،52 ث و17 د، سعود رباح 4 ،26ث و17 د.
* في 100\ 4م «تتابع»:
تونس العزى، القدرى، والاخوان بالقروي حوالي 5 ،42 ث.
السعودية حميد، العايش، سعد خليل، منديل حوالي 44 ث.
* في الوثب العالي:
تونس الشواش 97 ،1م والمتسابق الثاني غير معروف.
السعودية الجيزاني 85 ،1م، غازي مرزوق 75 ،1م.
* في الطويل:
تونس الخميري 89 ،6م، بن حسين 64 ،6م.
السعودية بلال سعيد 29 ،6م، الجعيد 99 ،5م أو فرج الطلال 72 ،5م.
* في الثلاثية:
تونس الساسي 46 ،14م والمتسابق الثاني غير معروف.
السعودية غازي 85 ،12م فرج الطلال 12 ،12م أو الجعيد ورقمه غير معروف.
* في القرص:
تونس بديرة 66 ،39م والمتسابق الثاني غير معروف.
السعودية فاروق التركي 22 ،39م، سيف 76 ،31م.
* في الرمح:
تونس قويد 61م، الممى 60م.
السعودية سيف 28 ،52م والمتسابق الثاني غير معروف.
* في الجلة:
تونس بديرة أو قويد 12م تقريباً.
السعودية فاروق التركي 69 ،11م.
ومن هذه المقارنة السريعة لا أجد ما أضيفه على مستوانا وأين يقف من مستوى الاخوة التونسيين ذلك لأنه واضح جداً بأننا نزاحم في 100م و200م وقذف الجلة والقرص وربما كان لنا نصيب في كسبها أو بعضها وأضعف الإيمان المنافسة الجدية فيها، ويجب ألا يغيب عن بالنا ان المنطقة الشرقية لم نستفد منها تقريباً في ألعاب القوى والسبب انها لم تدخل البطولة الخاصة، وفي هذا خسارة بلا شك، إذ لو ساعدت الظروف واشتركت المنطقة الشرقية لأمكن الاستفادة بأكثر من بطل منها ولعل المناسبات القادمة وبما سنخرج به من نتائج مشجعة في هذا الاسبوع الرياضي تشهد ابطالنا من جميع المناطق بعد ان ينالوا الكفاية من التدريب والتوجيه.
وأخيراً مرحبا بالضيوف أبناء تونس الخضراء في بلدهم وبين اخوة يكنون لهم كل محبة وتقدير ويشعرون باخلاصهم وتعاونهم للرفع من مستوى الحركة الرياضية في هذه البلاد.
|