Wednesday 3rd september,2003 11297العدد الاربعاء 6 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنا أنت.. أم أنت أنا...؟!! أنا أنت.. أم أنت أنا...؟!!
صالح بن عبدالله الضالع /ثانوية الأمير عبدالإله - بريدة

أنت صديقي.. نعم.. أسر بلقائك كثيراً.. اشتاق لرؤيتك.. حتى لو زرتك غبا.. لم احتج لذاكرة هاتفي النقال لأودعها رقمك.. بل لا أبالغ إذا قلت إنه لم يمح من الشاشة أصلاً..
كثيرة هي المنافع التي تجلت لي جراء المجالسة غير العادية بالطبع.. حتى أنت لم يعد هناك تفكير بطريقة الحديث، ونوعه.. فكل حديثي لك ممتع.. أنت منصت.. رأي سديد، خطأي مؤول بكل الإمكانيات.. أنا مرشح لكل مناسبة.. أصلح لكل مهمة.. بل لأصعب المهمات.. غيري قدراته محدودة.. يتصف بالصلف.. بسوء الحديث.. يحتاج لدورة في فن التعامل مع الآخرين..عفواً الآخرين هم أنا!! نسيتك صديقي عفواً منك.. أنت موفق في اتخاذ القرار.. لا يهمك الكثيرون.. الباقي من الكثيرين هم أنا.. أغضب عليك وتزداد ابتسامتك.. لكن متى أغضب؟ إذا كظمت غيظك.. أيحق لأحد أن يغضبك.. ومتى؟ بحضرتي.. هذا أمر عجيب.. غيبتك استحالت - في خضم جهالتي - بناء النقد.. نميمتك الحقة.. بيان عواري.. فأنت أس الشفافية أصلاً ولا ينفع الصديق ما لم يكن بهذه الشفافية!! المنطق الذي أنكره قبل لحظات.. في غير مجلسك صار أريحية منك.. أما قلت لك يا لك من صديق عز في هذه الأيام! الكذب الصراح.. ضاع بين الدهاء وحسن التصرف.. أما أخبرتك قبل قليل أني عند صديقي إنسان ناجح بكل المقاييس.. أما العمل فهو أوجب الواجبات حتى لو أخرت الصلوات!. لم أقل لك - عزيزي القارئ - إن بقي لك معزة فهي فضلة صديقي - لم أقل لك إن التفكير اختصرناه إلى النصف فلم أعد بحاجة إلى التفكير، بل لم يعد هو بحاجة لذلك.. هو أم أنا؟ لا أدري أعذرني أخي الكريم فأحدنا الذي يفكر قليلاً للآخر!! الغريب أن الهوايات والأذواق اقتربت - سبحان الله - لا تقل من فضلك قُربت.. والأغرب من هذا أن عيوب أصدقائنا وزلاتهم تظهر فجأة.. والأعجب من تلك أننا نبصرها جميعاً في وقت قياسي.. ولكن لم العجب أنسيت أننا عباقرة من الأصل!!؟تلك أخى وعزيزي وصديقي.. مشاعر أملتها الذاكرة في حال هدوء وتذكر لمواقف كثيرة.. كثيرة.. مرت.. حينما تعصف قوى العواطف بنا وتبعدها عن سواحل النقد الصادق لتريها الحقائق على وجهها.. وتنسي الخليل الجوانب المضيئة في حال الصحبة.. وأبعاد الصداقة ومثاليتها.. فمتى ندرك حجم هذه الكلمة ونقطف ثمارها.. لا يكون هذا إلا في الصراحة والشفافية التي يجب أن أقولها أنا ويحمدها الصديق - ولا يكفي الرضا بها - مضيقا المجاملة غير ملغيها البتة.. عندها يكون المؤمن مرآة أخيه.. ثم يكون في حاجته.. في يسره وعسره.. منشطه، ومكرهه.. عندها يظهر الجمال الحقيقي للكلمة بمعانيها ومضامينها.. وشرعيتها.. اللهم اجعلنا من المتحابين فيك..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved