* الرياض - الجزيرة:
أهاب معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع بأفراد المجتمع السعودي ضرورة تضافر الجهود، وتعاون جميع المؤسسات الحكومية والاهلية في مختلف المجالات لمواجهة مشكلة تعاطي المواد المخدرة وادمانها، وما تشكله من تهديد كبير للفرد والمجتمع، للقضاء على هذا الخطر الداهم الذي تمتد آثاره السيئة المدمرة لتتجاوز الشخص المدمن الى بقية فئات المجتمع، وتتجاوز ايضا الجانب الصحي الى جوانب اقتصادية واجتماعية عديدة.
جاء ذلك في كلمة لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع قدم بها كتاب «وباء المخدرات وخطره على صحة المجتمع» الذي صدر حديثا من تأليف الاستاذ سلمان بن محمد العمري.
وقال: ان وزارة الصحة اخذت على عاتقها الإسهام بكل ما لديها من جهود وطاقات لمواجهة مشكلة ادمان المخدرات، والقيام بأداء رسالتها النبيلة في نشر التوعية الصحية بالأخطار التي تهدد صحة ضحايا هذا الوباء، والتعريف بحجم الضرر الذي يسببه تعاطي وإدمان جميع أنواع المواد المخدرة لكل أجهزة جسم الانسان، مستفيدة في ذلك بما يتوافر لديها من كفاءات طبية في مختلف التخصصات بما في ذلك الطب النفسي، وعلاج الادمان.
وأضاف معاليه أن الأضرار العديدة الناجمة عن ادمان المخدرات قد تخفى على الكثير ممن يسقطون في هذه الهوة السحيقة، وهنا تكمن أهمية التوعية الصحية بهذه الأضرار، لذا من الضروري التركيز على التثقيف الصحي، لكونه وسيلة من اهم وسائل توخي الحيطة والحذر، لتجنب سقوط كثير من الشباب في براثن الادمان، ممن يجهلون خطورة هذه الأضرار، أو ينساقون وراء أكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة، او بدافع التجريب والمغامرة.
وأوضح معالي الدكتور المانع ان وزارة الصحة دأبت على الاخذ بزمام المبادرة في مجال التوعية بالأضرار التي تصيب الانسان من جراء ادمان المخدرات، والمشاركة في أي عمل من شأنه التخفيف من أخطار هذه الظاهرة التي تفترس الكثير من الشباب الذين هم ذخيرة الأمة، وأمل المستقبل، من منطلق الوعي بحجم المشكلة وخطورتها، وبخاصة فيما يتعلق بالأضرار الصحية التي تتأكد مصداقيتها يوما بعد يوم من خلال ما تكتشفه العلوم الطبية، وما يلمسه الأطباء على اختلاف تخصصاتهم في أثناء ادائهم عملهم، والممارسة الميدانية لمهنة الطب على وجه العموم.
وشدد معالي وزير الصحة على أن مكافحة الادمان بجميع اشكاله وصوره مسؤولية اجتماعية يجب ان يشارك فيها الجميع كل في مجال تخصصه، ووفقا لمجال عمله وتأثيره، وذلك مثلما تتحمل الهيئات والمؤسسات الحكومية الرسمية مسؤولية التحذير من كثير من الأوبئة، والامراض المعدية، بهدف حماية المجتمع من مخاطر هذه الأمراض، فعلماء الشريعة مهمتهم بيان أحكام التعاطي، وتقصي أسباب تحريمها شرعا، ورجال الأمن مهمتهم العمل على مكافحة دخول هذه السموم للبلاد، حيث ان المخدرات من أخطر ما يعطل القدرات الإبداعية لدى الانسان، ويهدد كيان الأسرة بالتفكك والدمار، وتبين بالدليل القاطع تأثير المخدرات المدمر على اعضاء الجسم وأجهزته، من خلال معلومات طبية دقيقة يقينية لا مجال للتشكيك في صحتها.
ونوه معاليه في تقديمه للكتاب بما بذله الأستاذ سلمان العمري معد هذا الكتاب، من جهود مشكورة للتعريف بأهمية المشاركة في مواجهة ظاهرة ادمان المخدرات.. سائلا المولى العلي القدير ان يحمي بلادنا الغالية وشبابها من كل سوء ومكروه.
ومن جهته، فقد أبان معد الكتاب الاستاذ العمري - في مقدمة لكتابه - ان مشكلة تعاطي المواد المخدرة وادمانها من اكبر مشكلات هذا العصر خطورة، نظرا لامتداد آثارها المدمرة على جميع المجتمعات، بداية من اغتيال صحة شبابها ورجالها، وقتل طموحهم، مرورا باستنزاف الثروات والامكانات المادية، الى تهديد الأمن والاستقرار الاجتماعي، والأسري.
واكد ان الشريعة الاسلامية كانت سباقة الى تحريم كل أنواع المواد المخدرة، بالأدلة الصريحة، والقواعد الكلية، منها: انها تغييب للعقل، واضعاف لقدرة المسلم على القيام بالتكاليف الشرعية، واهدار لنعمة المال فيما يضر ولا يفيد، واهلاك لصحة الانسان، والقاء بالنفس الى التهلكة، الى غير ذلك من المفاسد التي يسلم بها اصحاب الفطرة السوية والعقول السليمة، هذا بالاضافة الى النصوص الصريحة الواضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مشيرا الى انه من هذا المنطلق الشرعي، فإن المجتمعات الاسلامية - على وجه الخصوص بكل فئاتها - مطالبة بالتصدي لظاهرة إدمان المخدرات، انفاذا لشرع الله، ووقاية للمجتمع المسلم من شرور هذا الوباء، الذي يسعى أعداء الاسلام جاهدين لتسريبه الى الدول الاسلامية، بغية تدمير قوتها، واستنزاف ثرواتها، وتهديد امنها واستقرارها.
وقال العمري: ان حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تدخر جهدا في مواجهة هذا الخطر على جميع المستويات الامنية والقضائية والاجتماعية، وتقديم الخدمات العلاجية لمتعاطيها، لكن لابد لانجاح هذه الجهود من تكاتف كل شرائح المجتمع في تحمل مسؤولية التصدي لظاهرة ادمان المخدرات، بجميع الوسائل المتاحة والممكنة، مبينا ان الوقاية من الوقوع في براثن المخدرات، هي أفضل من علاج المريض بعد وقوع الكارثة، فالوقاية هي الاساس، ولا تتحقق هذه الوقاية، دون التعريف بمضار المخدرات بحقائق علمية واضحة، يقدمها مختصون كل في مجال اختصاصه.
وقد قام معد الكتاب - الذي جاء في «55» صفحة من الحجم المتوسط - بتسجيل الرأي الطبي من خلال الالتقاء بمجموعة من الاطباء الاستشاريين في مستشفى الحمادي بالرياض في مختلف التخصصات الطبية، لايضاح مدى اضرار المخدرات على صحة الانسان، كما رصدوا هذه الأضرار، ومدى خطورتها، وما ينجم عنها من أمراض تصيب كل من يقدم على تعاطي المخدرات، سواء كان رجلا بالغا، او شابا يافعا، او صبيا في مقتبل العمر، او امرأة زوجة او أما، او فتاة في مستهل شبابها، وحتى الأجنة في بطون امهاتهم ليسوا بمنأى عن هذه الأضرار التي ما زال العلم يكشف لنا المزيد عنها.
|