* موسكو - سعيد طانيوس:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء استقباله امس في قاعة الضيوف الخضراء في قصر الكرملين الكبير صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ان موسكو تعير أهمية كبيرة لزيارة ولي العهد السعودي لروسيا لانها تعتبر السعودية احدى الدول الرئيسية في العالم الاسلامي.
وقال بوتين ان مباحثاته مع سمو الامير عبد الله تناولت الكثير من القضايا التي تهم روسيا والسعودية على حد سواء وكذلك المسائل المحورية للسياسة الدولية.
واضاف قائلا انه من المهم بالنسبة لنا ان نضبط عقارب الساعة حول هذه القضايا ونعرف رأي المملكة العربية السعودية منها.
وقد بلغ الامير عبد الله الرئيس الروسي تحية خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي له.
وقال سمو الامير عبد الله مخاطبا بوتين: ان روسيا تحتل مكانة خاصة في قلوبنا لان دولتكم كانت اول من اعترف بالدولة السعودية الفتية. ونحن نعتبر هذا عاملا يجبرنا على احترام الشعب الروسي وروسيا.
وعبر سموه عن الاهتمام بمناقشة قضايا العلاقات الثنائية والمشاكل الدولية واعرب عن الامل في ان يعود لقاء اليوم بنتائج ايجابية.
وتعقيبا على زيارة سموه التاريخية الاولى الى موسكو اعتبر البروفيسور يفيم ريزوان نائب مدير متحف الانتروبولوجيا والانثوغرافيا التابع لاكاديمية العلوم الروسية في بطرسبورغ ان زيارة ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لروسيا تتسم بأهمية فائقة.
وكان هذا العالم الروسي المتخصص في الاسلاميات قد كوفىء بالميدالية التذكارية الذهبية لمناسبة مرور مائة سنة على حكم آل سعود.
وقال انني اعتقد بأن هذه الزيارة هي تعبير عن ميول قيادتي البلدين الى اضفاء طابع استراتيجي على العلاقات التي قامت بين الدولتين وشعبيهما. واضاف، ان احلال الثقة المتبادلة والتفاهم بين دولتينا كفيل بالمساعدة على حل عدد من القضايا التي تواجه روسيا والسعودية على حد سواء.
واشار الى ان روسيا والسعودية تعتبران عملاقين في مجال انتاج وتوريد النفط، المادة الخام التي لا تعوض في العالم، ومن مصلحة بلدينا تنسيق اعمالهما هنا.
واعرب عن اعتقاده بأن هذه الزيارة ملحة ايضا على ضوء النظام العالمي المعاصر والتحديات التي تواجه البشرية. ومنها مخاطر الارهاب الدولي والتطرف اللذين يتستران براية الاسلام. ورأى ان لدى البلدين المسوغات للعمل معا من اجل التغلب على هذه المخاطر.
واعلن ان زيارة ولي العهد بالنسبة لي تتسم بأهمية خاصة حيث تربطني بالزملاء من السعودية صلات قديمة طوال نشاطي العلمي كله منذ ان شرعت قبل ربع قرن في ابحاثي العلمية في مجال الاسلام وتاريخ حضارته وثقافته. وقد كرست كل هذه الفترة لدراسة تراثه المتنوع بما في ذلك التراث الموجود على اراضي روسيا.
وتغلغلت في اجواء تلك العصور السحيقة واحسست بروح مهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لدى عملي المستمر بالمخطوطات والنصوص القرآنية القديمة المحفوظة في المتحف الروسي. واعتقد بأن من واجبي الاسهام بنصب الجسور في المجالين الروحي والثقافي لشعبينا.
وأمل هذا العالم الشهير في ان تكشف زيارة ولي العهد السعودي لروسيا آفاقا جديدة لتطوير العلاقات الروسية السعودية في مختلف الميادين. وسيعطي ذلك زخما جديدا ايضا للتعاون بين الدوائر التي تمارس النشاط الذهني ومنظمات التثقيف والتنوير في بلدينا، فبفضل المعارض والمهرجانات والفعاليات الاخرى تستطيع الاوساط الاجتماعية وشعبا بلدينا تنمية الرأسمال الروحي الذي لا يقدر بثمن والمتمثل بالمعرفة وتصورات احدنا عن الآخر من المصدر الأول دون اللجوء الى الوسطاء.
| 
