* موسكو سعيد طانيوس:
بدأ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أمس زيارة إلى روسيا في أول زيارة لمسؤول سعودي على هذا المستوى الرفيع منذ إقامة العلاقات بين البلدين عام 1926م.
وأدت ثلة من الحرس الرئاسي في الكرملين التحية لسموه لدى وصوله مطار موسكو فور خروجه من الطائرة، فيما كان نائب رئيس الوزراء، فلاديمير ياكوفليف، الذي يعتبر من أقرب المقربين للرئيس فلاديمير بوتين مع عدد كبير من المسؤولين الروس في استقبال سموه عند درج الطائرة.
وبعد تبادل التحية قام سمو الأمير عبدالله برفقة ياكلوفيف باستعراض وحدة من حرس الكرملين فيما كانت فرقة موسيقية عسكرية تعزف النشيدين الوطنيين السعودي والروسي.
بعد ذلك توجه سمو الأمير عبدالله والوفد المرافق في موكب مهيب إلى الكرملين حيث استقبله الرئيس فلاديمير بوتين على الفور وعقد معه جولة مطولة من المباحثات.
وأبلغ نائب رئيس الإدارة الرئاسية في الكرملين، سرغي بريخودكو «الجزيرة» ان المحادثات التي يجريها الرئيس فلاديمير بوتين مع سمو الأمير عبدالله تتناول طائفة واسعة من القضايا والمسائل الدولية الراهنة على رأسها قضية الصراع العربي الاسرائيلي والوضع في العراق والتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية بما في ذلك المبادرة المتعلقة بانضمام روسيا الى منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب ودعم المملكة لها في هذا المجال.
وأشار الى أن زيارة ولي العهد الرسمية الى روسيا ستعطي دفعة قوية لتطوير علاقات روسيا مع المنظمات الإسلامية الدولية وفي مقدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن عن نيّة روسيا الانضمام الى منظمة المؤتمر الإسلامي أثناء لقائه مع نائب رئيس الوزراء الماليزي عبدالله بدوي في آب أغسطس الماضي في العاصمة الماليزية. ومن المعروف ان ماليزيا ستتولى رئاسة هذه المنظمة اعتباراً من شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل.
وقال الرئيس بوتين حينذاك انه يعيش في روسيا حوالي 20 مليون مسلم، لذلك يجب ان تكون روسيا ممثلة في منظمة المؤتمر الإسلامي على الأقل كمراقب في المرحلة الأولى.
ولفت المسؤول الروسي الى أهمية الجوانب الإنسانية للعلاقة بين موسكو والرياض موضحاً ان القيادة السعودية تساعد المسلمين الروس في السفر الى المملكة لتأدية فريضة الحج.
وقال ان الجانبين الروسي والسعودي تبادلا الآراء حول إعادة إعمار العراق بالاستعانة بآليات الأمم المتحدة بما في ذلك ما ينص عليه قرار مجلس الأمن 1500، مع الأخذ في الاعتبار حرص موسكو والرياض على تحقيق الاستقرار في هذا البلد في أسرع وقت وإتمام تشكيل هيئات سلطة انتقالية تمهيداً لتشكيل حكومة عراقية شرعية تحظى باعتراف المجتمع الدولي.
وأكد ان الوضع في الأراضي الفلسطينية حظي باهتمام كبير في محادثات سمو الأمير عبدالله مع الرئيس بوتين والمسؤولين الروس، وأشار الى أن الجانبين يأخذان بعين الاعتبار ضرورة تنفيذ خطة «خريطة الطريق» ومواصلة جهود الوسطاء الأربعة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرهم من الأطراف المعنية لتحريك العملية التفاوضية على المسار الفلسطيني والمسار السوري والمسار اللبناني.
وتناولت المحادثات الروسية السعودية أيضا قضية الإرهاب الدولي التي تواجه دولا كثيرة بما فيها روسيا والمملكة العربية السعودية، وتنظيم التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف في كل أشكالهما وتجلياتهما..
واعتبر هذا المسؤول في الديوان الرئاسي الروسي ان الزيارة التي بدأها لموسكو ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من شأها تعزيز التعاون الشامل مع المملكة العربية السعودية وان هذا يستجيب للمصالح المشتركة لروسيا والمملكة في المجالات الجيوسياسية والتجارية الاقتصادية طويلة الأمد.
وفضلا عن المحادثات التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فان برنامج الزيارة يشتمل على لقاءات لسموه مع رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف وعمدة موسكو يوري لوجكوف ورئيس مجلس مفتي روسيا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا الشيخ راوي عين الدين والنائب الأول لرئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية لبطريركية موسكو أسقف كالوغا وبروف كليمنت.
وقال المستشار الرئاسي ان التعاون بين روسيا والسعودية يقوم على احترام كل من الطرفين لمصالح الآخر وتطابق أو تقارب المواقف من طائفة واسعة من المشاكل الدولية والإقليمية.
وذكّر بان السعودية كانت من أولى الدول الشرق أوسطية التي أقامت معها روسيا علاقات دبلوماسية في العام 1926، أي قبل أكثر من سبعين سنة.
وأكد ان التعاون الشامل مع المملكة التي تعتبر أحد رواد العالم الإسلامي المعترف بهم وعضواً متنفذاً في جامعة الدول العربية يستجيب لمصالح روسيا الجيوسياسية والتجارية الاقتصادية طويلة الأمد.
|