كان موضوع الأسبوع الماضي عن السياحة الداخلية وأهمية التعامل معها على أنها صناعة ونشاط اقتصادي تحكمه اعتبارات اقتصادية من أجل ان يوجد لدينا قطاع منتج يستطيع ان يستوعب أعداداً من الأشخاص الراغبين في العمل ويوفر سوقاً للمنتجات المحلية إلى غير ذلك من المكاسب التي يمكن ان يتيحها أي قطاع يعمل بكفاءة وفعالية.
وكان مما ورد في المقالة قضية تسويق السياحة الداخلية والتي لا تقل أهمية عن تواجد المقومات السياحية المؤسسة لقيام صناعة السياحة.
وعملية التسويق هذه يفترض ان تقوم على حقائق لا على تمنيات ومبالغات لا وجود لها على الأرض، فالبرامج والإعلانات الدعائية غير الدقيقة أثرها السلبي أكبر من أثرها الإيجابي إذ إنها لا تولد ولاءً لدى السياح والمواطنين من أجل العودة مرة أخرى أو القيام بدور الدعاية لدى أقربائهم وأصدقائهم، فهي ربما تخدع السائح مرة واحدة لكنها لا تستطيع إقناعه بالعودة مرة أخرى.
وتسويق السياحة له أسسه العلمية التي يفترض ان تؤخذ في الاعتبار ويقوم به محترفون. فإذا اعتبرنا السياحة نشاطا وطنيا فلا ينبغي ان يترك الأمر لهواة أو لأشخاص لا يجيدون غير إجراء الحوارات والتي تدور حول السؤال عن الانطباعات الشخصية والمعروفة سلفاً الإجابة عنها.
ومن مرتكزات تسويق السياحة الداخلية وجود النشرات والكتيبات والخرائط التي توضح الأماكن السياحية على أن تكون متاحة بالمجان في الأماكن السياحية والفنادق والمكاتب السياحية، وتكاد هذه تكون معدومة تقريباً، ومن المؤسف ان يكون هذا هو الواقع في حين تزخر البلاد بكم هائل من الإرث والتراث الإنساني والعربي والإسلامي، الذي لو لقي الاهتمام المناسب والدعاية الجيدة لكان أحد المقومات الأساسية لقيام صناعة سياحية ناجحة بدلا من اصطناع عوامل جذب سياحية.
ما ينبغي التنبه له هو ان الإنفاق على تسويق السياحة هو إنفاق استثماري له مردوده على المجتمع والأفراد والمستثمرين.
وبالتالي فإن الجميع يشتركون في تحمل هذا الإنفاق، ولا ينبغي ان تقوم الحكومة بالدور وحدها ويكون القطاع الخاص راكباً بالمجان.
|