بالزيارة التي بدأها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى روسيا، تكون الدبلوماسية السعودية قد أكملت حضورها الفعَّال في جميع عواصم صنع القرار الدولي.
فالرياض تمزج بين الدبلوماسية التقليدية التي تعتمد النمط المعتاد المتمثل في تبادل البعثات الدبلوماسية والاتصالات المعتادة وفق قنوات يجيدها السفراء والمبعوثون، ودبلوماسية الاتصال المباشر بين قيادات الدول.
لقد نهجت القيادة السعودية هذا الأسلوب لتعزيز العمل الدبلوماسي منذ العقد السادس من القرن الماضي، وشكلت الجولات التي قام بها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز والتي شملت العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية ما يمكن اعتباره بداية لهذه الدبلوماسية النشطة والتي كرست الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي، حيث أعقب جولة الملك فيصل قيام منظمة المؤتمر الإسلامي التي تعد أهم مؤسسة إسلامية تنسق العمل بين الدول الأعضاء التي تجاوز عددها الخمسين دولة. وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز تعزز الوجود الدولي السعودي من خلال تكثيف الزيارات واللقاءات الشخصية للقيادة السعودية بمختلف القيادات للدول الهامة، لتتكثف اللقاءات المباشرة بين قيادات المملكة وكافة قادة العالم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اتسعت في عهده دائرة الاتصالات لتشمل ما يسمى بالكتلة الشرقية والصين الشعبية بعد أن عصفت المتغيِّرات الدولية بالأنظمة الشمولية، ومثلما كان للمملكة العربية السعودية وقياداتها حضور فعَّال ورأي مؤثر لدى أهم الدول في الشطر الغربي تعزز الوجود السعودي الدبلوماسي في الشرق ليصبح الصوت السعودي مثلما هو مسموع في واشنطن ولندن وباريس وبروكسل وبرلين، ومدريد، أصبح مسموعاً في بكين وعواصم دول آسيا الوسطى التي حرمت من الاتصال والتواصل مع باقي دول العالم إبان انغلاق دول الاتحاد السوفيتي وانزوائها خلف ما كان يسمى بالجدار الحديدي.
واليوم بوجود الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في موسكو تكتمل حلقات الحضور والوجود السعودي ليعزز تنامي العلاقات السعودية الروسية التي نمت في السنوات الأخيرة بصورة مطردة لتعوِّض سنوات السبات الماضية، رغم أن المملكة وروسيا ترتبطان بعلاقات قديمة عمرها قرابة القرن، إذ على العكس مما يعتقده الكثيرون فإن كلا البلدين يعترف بالآخر منذ قيام المملكة العربية السعودية ومن أيام الاتحاد السوفيتي.
|