* جاكرتا - «رويترز»:
في تنظيمات تشبه شركات لها فروع أو مجموعات «عائلية» مثل تلك التي تشكلها عصابات الاجرام اظهرت خلايا متشددة في آسيا صمودا مدهشا أمام جهود عالمية للقضاء على الارهاب.
وبعد عامين من عمليات استخبارية ومئات الاعتقالات لا تزال قوات الامن الاسيوية في حالة تأهب عالية ضد متشددين يعتزمون القيام بهجمات مميتة. ولكن محللين وعملاء مخابرات يقولون ان الشيء المؤكد هو ان شخصا ما في مكان ما يدبر هجمات وسينجح حتما.
قال روس باباج من مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية في العاصمة الاسترالية كانبيرا «اعتقد انه يجري تدبير عمليات جديدة وان بعضها قد يكون شديدا فعلا.»
وكشف متشددون معتقلون اثناء استجوابهم عن شبكات اكبر بكثير عما كان معتقدا وان كانت اقل تجانسا وأكثرها لا تربطها صلات قوية وبعضها اهدافها أكثر خطورة.
قال باباج ضابط المخابرات السابق «احرزنا تقدما ولكن هناك حاجة الى المزيد قبل ان نهدأ».
تحقق تقدم كبير باعتقالات شملت المئات وهناك تعاون وثيق بين وكالات الأمن الآسيوية ولكن المطاردة ربما تغذي العنف، قال عدي بهاسكار الضابط بالاسطول الهندي سابقا وحاليا عضو معهد الدراسات والتحليلات العسكرية ومقره دلهي ان بعض خلايا الارهاب الخاملة نشطت وبدأت تعمل منذ الهجمات المميتة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول 2001. وقال «يؤسفني ان اقول ان هذا النمط لن يتزايد فقط ولكن ايضا سيصبح أكثر كثافة في الاشهر القليلة القادمة».
ورغم اعتقال رجل في الشهر الماضي يشتبه ان يكون من زعماء الجماعة المتشددة بجنوب شرق اسيا فان محللين يقولون ان المنظمة لا تزال قوية وخطرة.
قال سيدني جونز من مركز دراسة الازمات الدولية «المعلومات الواردة من التحقيق مع المشتبه في انتمائهم للجماعة المتشددة اسفرت عن ان المنظمة أكبر بكثير مما كان يعتقد وان قياداتها عميقة».
ويعتقد كثيرون ان الجماعة المتشددة هي ذراع اقليمي لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة والتي حفزت واشنطن على قيادة الحرب ضد أفغانستان.
وفي العام الماضي تم اعتقال أكثر من 200 في اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين يشتبه في انتمائهم الى الجماعة المتشددة . ولكن تفجير الفندق الاندونيسي اظهر ان الجماعة لا تزال قوية رغم اعتقال او سجن عدد كبير من اعضائها بعد حادث بالي في العام الماضي الذي سقط فيه 202 قتيل.
ورغم ان السلطات الاسيوية تقول ان الجماعة تلقت أموالا وتدريبات من القاعدة فانها تختلف في القرارت والاهداف، قال بهاسكار «تتجه كل الجماعات الى الارتباط بعلاقات وثيقة ولكن الدوافع قد تكون مختلفة تماما».
على سبيل المثال اتهمت حركة الطلبة المتشددة في الهند بتدبر تفجيرات بومباي في تضامن مع مجموعة كشميرية انفصالية مقرها باكستان بينما هدف الهجمات الاندونيسية اسقاط الحكومة العلمانية واقامة دولة اقليمية.
وأشار تقرير مركز الدراسات الى ان الجماعة لا تربطها الافكار والتدريبات فقط ولكن أيضا زيجات وروابط عائلية اخرى وان قادتها يرسلون اولادهم الى مدارس اسلامية داخلية خاصة.
قال باباج «لا نستطيع اعلان النصر قبل ان يعلن رجال الدين وغيرهم من الاعضاء البارزين في تنظيمات متشددة وبدون تحفظ ان كل من يشترك في هذه الاعمال مجرم».
|