(1)
**«.... وإذا راح الوطن.. ما في وطن غيرُه.....!»
** جملةٌ تزرع «الألم».. وتقتل «الأمل».. تصفعُ «المشاعر».. وتثير «البكاء».. وتُغِمُّ أجواء «الفرح»..!
** نجح «منصور الرحباني».. و«غسان صليبا».. و«كارول سماحة» ..في تقديم مسرحية (ملوك الطوائف) لنواجه بها أنفسنا «المهزومة».. وأوطاننا «المستلبة».. ولنضحك «معهم» و«على» ألف «معتمد»، وألف «ابن تاشفين»، وألف «ألفونسو»، وألف «رُمَيْكيّة».. وآلاف «الخيبات» و«الإحباطات».. ولكنه «ضحك كالبكاء».. كما قرر «أبو الطيب» ..!
(2)
** «ساعات» من المتعة اختصرت «مساحات» من «المآسي/الملاهي».. عاشتها أو تعايشت معها أجيال الأمة منذ «سقوط» الخلافة «الأولى»، ومع «مرض» وسقوط الخلافة «الأخيرة»..!
** في «كازينو لبنان» مقامرون من أجل «المادة».. و«مقامرون» لقراءة «المعنى»، وجماهير تطربُهم «اللحظة»، ويشجيهم «الغد».. وتعوزهم «الإرادة».. ويتعطل في حياتهم «العقل» ..!
**«مسرحية».. في «كازينو».. لتقديم درس لأمةٍ خرجت من «التاريخ».. واعتقلتها «الجغرافيا».. وسلبها «المستعمرون» و«ذيولهم» «حاضرها» و«آتيها».. وشدت «الجوقة» بصوت «الشجن» على لسان «البطل»:
** أنا آخر نصر.. وآخر شاعر ..!
(3)
** دخلت مفردة «النصر» النفق «المعجمي» الذي يئد الكلمات.. ويحرمها النور والهواء.. ويسلب الأمة «بشيوخها وشبابها ونسائها وأطفالها دلالات «النصر» لتنحصر - مذ ذاك - بمفاهيم ركلات «الأقدام» وتمايل «الأجسام» وإلهاب «الأكف» خلف «لاعب» أو «فريق» أو «منتخب» أو «مطربة».. فأي «نصرٍ» عشناه أو «آباؤنا» أو «أبناؤنا» منذ أن أعلن «المستقبل» طلاقه «البائن» من أمةٍ نامتْ في حضن «الماضي» فناب عنها -في إدارة شؤونها- «القُصّر» من أبنائها.. و«المتآمرون» من أعدائها..!
(4)
** «توصيف» الواقع عمليةُ قتلِ معنوية نطلق فيها «النار» على رؤوسنا المسكونة «باليأس».. ونضيف بضع رصاصاتٍ على جدثٍ ميت.. وإذن فهل يكونُ المخرجُ، بالبحث عن «متفائلين» يعدون بالتغيير.. أو «مزايدين» يمارسون «التخدير».. أو أباطيل (توماس فردمان وأشباهه) يتسابق عليها بعضُنا ليبرزها في «مطبوعاته»، ولتحرمنا من آخرِ أمل في إحياءِ «الروح»، ودمل «الجروح»..!
** ومثلهم نفرٌ من «مثقفينا» تحولوا إلى «أدواتٍ» تشارك «الكابوي الأمريكي» (ربما دون أن تدري) سعيه للإجهاز على «نطاقاتِ» «الحراك» العربيّ الذي لم يكدْ يشعرُ بانطلاقه من عهود الاستعمار «القديم» حتى دخل في دوائر الاستعمار الجديد ..!
** ليت كتّابنا ومتحدثينا هؤلاء يتابعون وسائط الإعلام الأمريكية ليروا أنها تُدافع عنّا أكثر منهم، وتنتقد أداء إدارتهم أشدّ منا، وتُؤمن أن لا «تحرير» ولا «ديموقراطية» ولا «عدالة» ولا «منطق» بلغة «القتل» و«السّحل» و«الإهانة» و«الاحتلال» ..!
** سهلٌ جداً أن تجنّد «شِعْرك» و«شعورك» مع «المنتصر»، فالهزيمة «هامشٌ» في حركة «التاريخ».. كما يحكي «الواقع».. أما «الحقيقة» فقد ترى النصر هزيمة.. والهزيمة نصراً.. و«الغد» خارج حسابات «شارون» و«قارون» ..كما لم يخضع «الأمس» لطموحات «كسرى» و«قيصر» ..!
(5)
** لم يستطع «استرخاءُ» الصيف أن يحقق «تراخي» «الحرف».. لكنها «الحريّة» يُكبِّلُها «المستعمرون» و«ذيولُهم».. وتئِن في «القدس» كما «كابل».. وفي «بغداد» مثلما «غروزني».. وفي «غوانتنامو» ومعتقلات «يهود» ..!
** قبل أكثر من عشرين عاماً (شباط 1982م)، نشر (نزار قباني -رحمه الله-) قصيدته (بلقيس):
* شكراً لكم.. شكراً لكم
فحبيبتي قتلت، وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة..
وقصيدتي اغتيلت.. وهل من أمة في الأرض إلا نحن تغتال القصيدة.
حتى العيون الخضر يأكلها العرب
حتى الضفائر والخواتم والأساور والمرايا واللعب
حتى النجوم تخاف من وطني ولا أدري السبب
حتى الطيور تفر من وطني ولا أدري السبب
حتى الكواكب والمرايا والسحب
حتى الدفاتر والكتب
وجميع أشياء الجمال.. جميعُها ضد العرب ..
** أكملوها معه فهي في مجموعتِه.. واصدعوا إن رأيتم «خلافاً» معه أو «اختلافاً» عنه.. واذرفوا دمعةَ الأسى إن أشجاكم أن لا يزال فينا من يرى في «سياسة» «أميركا» صدقاً أو صداقة، ومن يرى مع «يهود» إمكانات جيرةٍ أو صلحٍ أو سلامٍ ..!
** خرجنا من مدار الفعل منذ أن تصدرتْ سياساتِنا حكاياتُ «فن الممكن»، و«خذ وطالب»، و«سلام الشجعان».. ولم نكن بحاجتها لو كانت الأمة على قلب رجل واحد.. لكننا شئنا «الفرقة» فتمزقنا.. و«الهدنة» فسُحقنا.. و«الحياة» فمتنا ..!.. ورددنا ثانية «لنزار» - مع بعض التعديل المتساوق-:
إن تمت بغداد متُّم معها
كلُّ من يقتلُها كان القتيلا ..!
(6)
** لم يكن صيفاً «هادئاً» كهدوءِ «الشخروب» في «بَسْكنتا» حيث يرقد (مخائيل نعيمة).. أو «ناعماً» كما «وادي البْردَونيِ» في «زحلة» التي أنشد لها «شوقي» «يا جارة الوادي».. فشدت «فيروز» وردد «صنِّين»..!
** تمنى أن يسكنه «الحلم» مثلما سكن تلك المسرحية «البيروتيّة» الجميلة.. لكنه تمثّل «أبطالَها» الحقيقيين.. وتأمل في تداعياتها «التاريخية».. فسار «القلم» بغير إرادته.. ووجد الكلمات دون أن يطلبها.. وتكونت «الفكرةُ» وقد حاول الهرب منها.. وهل يفرُّ الإنسانُ من «سمائه» ..؟ وهل تلمسون «معنى» في «المعنى»..؟.. وهل يبقى بعد الوطن وطن ..؟!
** الإجابة «نفي» ونحن «منفى»..!
|