جعل الله لكل داء دواء. ولكن في بعض الأحيان عندما يساء استخدام الدواء فقد يكون سبباً للداء.
لقد أصبحت سوق تجارة الأدوية من أكثر الأسواق رواجاً وازدهاراً في الآونة الأخيرة، فاحتلت المرتبة الثانية في قائمة أكثر المنتجات مبيعاً على مستوى العالم بعد سوق السلاح.. وتوافرت في الصيدليات آلاف الأصناف من الأدوية والعلاجات لمختلف الأمراض وما زالت شركات إنتاج الأدوية تتنافس كل يوم لاستنباط المزيد من المنتجات لتقدمها الى الأطباء لتساعدهم في علاج مرضاهم..
والدواء هو سلاح ذو حدين، يحتاج الى مهارة وحكمة بالغة من الطبيب الذي يصفه.. فيجب أن يكون الطبيب على دراية تامة بجميع التفاصيل الدقيقة عن كل دواء هو واصفه لعلاج المريض.. وعلى ذلك لا يجب أن يستخدم الدواء إلا تحت الإشراف الطبي ومن خلال متابعة الطبيب.
بعض العادات الخاطئة الخاصة بوصف الدواء واستخدامه:
1- قد يقوم المريض باستشارة الصيدلي وتلقي العلاج منه مباشرة دون الرجوع الى الطبيب المختص.
2- قد يقوم الشخص بتكرار الوصفة الطبية المصروفة له من قبل الطبيب عند تكرار الأعراض دون الرجوع الى الطبيب.
3- قد تقوم الأم بتكرار العلاج لأبنائها عند ظهور نفس الأعراض دون الرجوع للطبيب أو قد تقوم باستخدام بقايا الدواء الذي استخدم سابقاً لنفس الطفل أو لطفل آخر.
4- قد يصف شخص عادي الدواء لصديق له أو لأحد أفراد أسرته في حالة وجود نفس الشكوى التي كان يعاني منها واستخدم لها دواء معين أدى الى تحسن تلك الأعراض.
5- جرت العادة على أن هناك بعض الأشخاص يقومون بدور الطبيب وما هم بأطباء ويتفاخرون بأنهم يصفون العلاجات لذويهم وأصدقائهم من خلال بعض الخبرات السابقة واجتهادات شخصية ومنهم من قد يعطي وصفات طبية علاجية.. ومن الغريب أن بعض الناس قد يلجئون إليهم ويستشيرونهم ويثقون بهم.
6- قد يقوم الصيدلي بإعطاء بدائل للعلاج الموصوف من قبل الطبيب دون الرجوع إليه واستشارته.
7- يقوم بعض الأفراد بالتشكيك في العلاج الموصوف من خلال الطبيب لأحد أفراد الأسرة أو لصديق لهم كأن يعلمه بأن هذا الدواء له آثار جانبية خطيرة أو أنه يسبب حساسية مما قد يقلل من الثقة بالطبيب ويؤدي الى عدم استخدام الدواء أو الالتزام به.
حقائق مهمة ونصائح عامة عند استخدام الدواء:
- الدواء يوصف لعلاج حالة مرضية محددة لشخص محدد في توقيت محدد ولمدة معينة ولا ينبغي للمريض ان يستخدم هذا العلاج في غير ذلك.
- الطبيب يصف العلاج واضعاً في اعتباره الحالة الصحية للمريض وان كان هناك علاجات أخرى يستخدمها المريض والعوامل الشخصية مثل الحساسية.. فقد تتعارض بعض الأدوية مع بعضها وكذلك فإن هناك علاجات لا ينبغي ان تستخدم في نفس الوقت وتلك المعلومات لا تتوافر لدى الشخص العادي.
- بعض الأدوية قد تفسد بعد فترة معينة وقد ينتهي تاريخ صلاحيتها كما ان أدوية الأطفال معظمها لا يمكن استخدامها بعد خمسة عشرة يوماً من تاريخ فتح العبوة وعلى ذلك إعادة استخدام بعض الأدوية لنفس الحالة بعد فترة من الزمن قد يكون ضاراً بصحة الطفل.
-لا يجب أن يقوم أي شخص عادي «غير الطبيب» بوصف الدواء لنفسه أو لغيره دون الرجوع الى الطبيب فقد يكون هناك موانع للاستخدام في هذا الشخص.
- يقوم الصيدلي بدور مهم لتوضيح طريقة استخدام الدواء للمريض ولكن لا يحق للصيدلي ان يصف الدواء للمريض دون وصفة طبية من طبيب متخصص، حيث ان الصيدلي لا تتاح له الفرصة الكاملة لمعرفة التاريخ المرضي للشخص كاملاً وبالتالي وصفه للدواء قد يكون غير آمن.
- عدم استشارة الطبيب من خلال الهاتف أو من خلال اللقاءات العامة وطلب وصف علاج دوائي. فعملية وصف العلاج تتطلب ان يقوم الطبيب بأخذ بعض المعلومات عن التاريخ المرضي للشخص وكذلك القيام بالفحص السريري وإجراء بعض التحاليل الطبية إذا تتطلب الأمر وتلك الخطوات لا غنى عنها وبذلك لا يمكن وصف العلاج من مجرد بعض المعلومات من خلال الهاتف أو من خلال لقاء في مكان عام.
وأخيراً يجب مراعاة حفظ الدواء بعيداً عن متناول أطفالنا حتى لا تصل إليه الأيدي الصغيرة العابثة مما قد يتسبب فيما لا تحمد عقباه.
د. إيهاب عبدالله خطابي *
* طبيب الأسرة
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|