|
|
لا يمكن أن يكون الشخص الذي أشرف على الفريق الهلالي فنياً امام الاتفاق هو نفسه المدرب الذي انتشل الفريق نهاية الموسم الماضي، وحقق معه نتائج رائعة.. فالفريق الذي مثل الهلال امام الاتفاق لا يمكن أن يشكله مدرب يفهم كرة القدم، ويفهم انه يدرب فريقاً كبيراً يبحث عن البطولات والانجازات.. فقدم آدديموس في اولى مبارياته وبعد برنامج إعداد يعتبر هو الانجح ربما خلال السنوات العشر الماضية تشكيلاً يضم تسعة مدافعين «بما فيهم حارس المرمى» ومهاجمون فقط في تشكيل يعكس عدم ثقة السيد الهولندي في نفسه اولاً وفي عناصر فريقه ثانياً وهو يواجه احد فرق الوسط وليس منتخب البرازيل.. فظهر الفريق الازرق ممتازاً بدنياً لكنه ضعيف فنياً وغير قادر على صناعة هجمة واحدة صحيحة طوال ال 90 دقيقة.. وهذا امر طبيعي طالما يتولى صناعة اللعب فهد المفرج والدوخي ومعهم الغامدي «محور» والصالح صاحب الامكانات الجيدة في التحرك وسط الميدان.. وقع الكرات والصعود والنزول مع الكرة وليس خلف المهاجمين.. ولعل الامر الغريب حقاً ان يكون لدى ادديموس افضل لاعبين ربما في الدوري السعودي في الجهة اليسرى «الشلهوب والخثران» ثم يضعهما خارج التشكيل.. بل ان الخثران الذي استبعد من المباراة تماماً انهى الموسم الماضي كأحد افضل اللاعبين وتوج ذلك بعودته لقائمة المنتخب.. ليكافئه مدربه باستبعاده والالحاح على الادارة بطلب لاعب وسط ايسر ويقوم بإشراك المفرج ليثبت للادارة عدم وجود هذا اللاعب وبالتالي اجبارها «ربما» على التعاقد مع التشيلي اروس الذي حضر عن طريقه.. والواقع ان ادديموس فعلاً خذل الجميع في المباراة الاولى وساهم بشكل مباشر في إضعاف الهلال وبالذات بإصراره على تطبيق طريقة اللعب تلك وعدم قدرته على وضع طريقة اللعب حسب العناصر الموجودة لديه.. فليس شرطاً ان يواصل نفس الطريقة 4/2/3/1 وهو الذي يفضل نفس الطريقة وحاول تطبيقها بالقوة من خلال اشراك تراوري بجوار الجمعان والايعاز له باللعب في الطرف الايسر مع الاستغناء عن الشلهوب وذلك لكيلا يلعب برأسي حربة وبالتالي يتأثر الوسط.. ونظراً لعدم وجود لاعب يجيد اللعب في الجناح الايمن، فقد زج بالدوخي رغم انه مدافع وكان لديه أحمد الحربي الذي يستطيع اللعب في هذا المركز او خلف المهاجمين.. كما يمكن اشراك الشلهوب كلاعب وسط متقدم خلف المهاجمين والخثران على الطرف الايسر في حين يلعب بالغامدي وعزيز كلاعب محور او فيصل الصالح او الغامدي والخيارات كثيرة جداً لأي شخص يفهم كرة القدم ولدي الحلول لكل ما يواجهه.. اما اديموس فلا يعرف سوى طريقة واحدة وأراد تطبيقها رغم عدم امكانية ذلك.. ولو ان المباراة كانت امام احد الفرق القوية لوجدنا له العذر في ذلك امام الفرق الاقل منه مستوى فإنه قابله لاكثر من تجرية ومغامرة لان الفريق.. بامكانه الفوز لو لعب بطريقة تقليدية، كما لعب الرديف في ابها.. عموماً المدرب الهلالي اتضح انه كان يتخبط في التشكيل حتى في المباريات الودية التي حضرتها له.. فهو يغير رأيه كثيراً ولا يثق في فريقه جيداً وهذا يعني اهمية وجود اشخاص قادرين على مناقشة المدرب واقناعه وليس الاستماع لما يريد وما اكثر ما يريده!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |