Tuesday 2nd september,2003 11296العدد الثلاثاء 5 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من المحرر من المحرر
وتقاعد المدير!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

في نهاية دوام آخر يوم من شهر جمادى الآخرة وقف يتأمل قرار إحالته إلى التقاعد، كان يشرف على مجموعة كبيرة من الموظفين وكان كل منهم اعتاد أن يكيل له عبارات الثناء والاحترام أثناء مدة عمله!!
فكر في نفسه ولنفسه.. هل صحيح أنني أعيش في هذا المحيط الاجتماعي المتعاون؟ هل صحيح أن كل موظف من هؤلاء يكن لي الاحترام والتقدير لشخصي لا لوظيفتي؟ أو لأنني مسؤول عنه وأنه استفاد من تجاربي وخبراتي الطويلة ومع تعاملي الإنساني معه؟!
وكان يجيب في قرارة نفسه: نعم وألف نعم كل هؤلاء وكثيرون أيضاً من أصدقاء ومعارف الوظيفة في كل مكان سيسألون عني سأحس اعتبارا من يوم الغد بأنني قدمت الكثير مما لدي وتركت الإدارة لدماء إدارية جديدة وشابة أعلم بأنهم جميعاً سيسألون عني ماذا أقدم وأفعل هل أضحي براحتي وجلوسي مع أبنائي أم أضحي بمن سيأتون لزيارتي عموما سأحاول ان أعتذر قدر الإمكان من بعض الزيارات.. أصدقاء العمل حتى لايؤثر ذلك في اهتمامي بأسرتي وسأحاول أن أؤجل بعض تلك الزيارات بدلاً من أن ألغيها.
ذهب في نهاية دوام آخر يوم له إلى منزله وجلس مع نفسه باسترخاء تام.. الله ما أجمل الراحة بعد هذا العناء والجهد الطويل.
مر أول يوم في تقاعده وكان يوماً جميلاً لم يزره أي صديق عمل أو موظف عاش معه سنوات أكثر مما عاش مع أبنائه!!
قال في قرارة نفسه: إنهم يقدرون حاجتي للراحة لا بأس غداً سيأتون حضر نفسه لهذه المناسبة واستعد لها بكل ما لذ وطاب.. مر ثاني يوم وثالث ورابع وكان كل يوم يقنع نفسه بأنهم سيأتون والأيام تمضي والمعاناة تزيد وكل من حوله يلاحظون ذلك ويعللون له كل أسباب التأخير!!
مضت ستة أشهر ولم يدق جرس بابه صديق وظيفة أو زميل قديم إلا من صادفهم وصادفوه ولو أنهم قليل عندها قال لنفسه: صديق الوظيفة دائماً يذهب مع الوظيفة والصديق الوفي دائماً يبقى ويبقى للأبد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved