بعد عودتي من الخارج.. أهداني الصديق أحمد فتحي عامر نسخة من كتابه «سياحة في فكر الأمير» ونسخة من الورقة التي قدمها في مسامرة نظمها نادي أبها الأدبي مساء الثلاثاء الماضي حول الكتاب، وفيها يقول: إن تسجيل التجربة الإنسانية - عموما- أمر بالغ الأهمية للتاريخ ولمصلحة الإنسانية ذاتها، لتكون قادرة على استرجاع تجاربها المتعاقبة واختيار جوانبها الإيجابية، والسير بها نحو مستقبل أفضل.
وإنه لمن الغبن أن تبدأ الأجيال دورها في بناء الأمة انطلاقاً من الفراغ بموروث لم يسجل، لأن السلف كان مشغولاً بالبناء- فحسب- دون الالتفات إلى تسجيل التجارب ليستفيد منها الخلف، وان رائداً بقامة سمو الأمير خالد الفيصل...وإنجازاته وأولوياته المتعددة في عسير.. والمملكة.. وعلى المستوى العربي وبأطروحاته المميزة على أكثر من ساحة فكرية وإبداعية.. جدير بألا تبقى درره طريحة الشتات في أوراق الصحف والدوريات، التي غالباً ما تذبل أوراقها وتبهت أحبارها بفعل الزمن، وفي القنوات البصرية والسمعية الإعلامية التي عادة ما تخبو أصداؤها على المدى القصير، من هنا كانت فكرة هذا الكتاب جمعاً وتوثيقاً لما وقعت عليه يدي من أوراق الأمير، وهكذا قدم لنا «عامر» الدافع لإنجازه تلك المهمة التي أعتقد أن كثيرين - ولعلني واحد منهم- قد فكروا إلى حد الحلم بإنجازها للغرض ذاته، وأعني بذلك جمع وتحقيق وتوثيق أطروحات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الفكرية وإبداعاته الشعرية والفنية تسجيلاً لتجربة وطنية وإنسانية ثرة وعريضة.. ويبقى السؤال .. هل نجح الرجل في مهمته؟!
يحدثني كثير من الاخوة الذين اطلعوا على الكتاب أنهم ارتاحوا كثيراً لهذا العمل الذي يسد حاجة ملحة لا على مستوى الجمهور العام - فحسب- الذي يتعشق الأمير وفكره وإبداعاته، ولكن على مستوى دوائر البحث العلمي والأكاديمي ودوائر التعليم والإعلام.
شخصياً .. وبعد أن قرأت الكتاب، شايعت المرحبين به، وأدركت مدى التوفيق الذي حالف صاحبه، ساعده على ذلك أنه أشرف على طباعة كتابي «الديوان الثاني» و «مسافة التنمية وشاهد عيان» لسمو الأمير، كما أنه عضو في الهيئة الاستشارية لمؤسسة الفكر العربي التي أسسها ويرأسها سمو الأمير خالد الفيصل، فتوافرت له بتلك الاقترابات مواد ومشاهدات أعانته كثيراً على إنجاز مهمته التي نغبطه عليها.
وانطلاقاً من الغرض النبيل ذاته الذي كان وراء هذا العمل التسجيلي الهام أرجو أن يتسع صدر القارئ لمناقشة فصوله الستة في الحلقة القادمة إن شاء الله.
|