بقدر الفادحة التي ولدتها جريمة التفجير في النجف والذي أسفر عن فقدان رجل عالي الهامة مثل الشيخ محمد باقر الحكيم العالم والزعيم السياسي البارز، تحاول الجهات المعادية للمسلمين ووحدتهم، والعراق وأمنه وتماسك شعبه أن تستغل العملية الإجرامية لتحقيق الأهداف الخبيثة التي كانت وراء هذه الجريمة النكراء المتمثلة في إحداث فتنة بين أبناء الشعب العراقي من المسلمين من أبناء السنة والشيعة، فمنذ حادث الاعتداء بعد ظهر يوم الجمعة وإلى يومنا هذا والإشارات تتوالى على سعي القوى المعادية للمسلمين والعراقيين على حد سواء لدفع العراقيين إلى آتون الفتنة والاقتتال على خلفية طائفية، ونسجل بضعاً من هذه الإشارات ومنها:
1- مسارعة الانفعاليين من مثيري الفتنة، دعاة الطائفية إلى توجيه التهم الظالمة لأبناء الطائفتين السنية والشيعية في العراق، دون أي دلائل وقرائن، تدفعهم إلى ذلك مواقفهم المتطرفة الممقوتة.
2- انشغال «منتديات الإنترنت» بهذه الحادثة وتوجيه الإساءات للسنة والشيعة على حدٍ سواء، وبدلاً من أن يواسوا أهل الضحايا انساقوا وراء الشتائم والإهانات البعيدة عن الخلق الإسلامي.
3- إذاعة الأخبار الكاذبة والمتسرعة عن القبض على مواطنين سعوديين، وهو ما ثبت بعده عن الحقيقة بعد النفي الرسمي لمحافظ النجف الذي نسبت إليه بعض المحطات التلفزيونية العربية والعالمية.
4- توجيه الإهانات والسباب إلى العلماء والحركات الإصلاحية من خلال بعض المحسوبين على طلبة العلم ومن يدعون القدرة على التحليل السياسي والذين يخلطون بين كون حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب حركة إصلاحية، وزعمهم بأنها مذهب متفرع عن المذهب الحنبلي.
5- تفجير النعرات المذهبية وتعمد الإساءة إلى المذاهب الإسلامية بذكر معلومات مغلوطة سواء عن المذهب الشيعي أو المذاهب الإسلامية الأربعة.
6- الخلط المتعمد ما بين الفكر السلفي والاتجاه المتطرف الذي تنتهجه أقلية محددة ومشخصة معروفة أهدافها.
7- التعمية وإبعاد التهم والشبهات عن الفاعلين الحقيقيين المستفيدين من الجريمة النكراء.
كل هذه الإشارات تدل وتشير بوضوح أن هدف كل المتورطين في هذه «اللعبة» الخطيرة هو إشعال فتنة كبرى تتعدى نتائجها وآثارها السلبية العراق لتنتقل إلى الأقطار الإسلامية التي يكفيها ما تعاني لتأتي هذه الجريمة وتضيف خطراً جديداً يجب تطويقه قبل أن يستفحل.
|