* واشنطن - الوكالات:
شن برلمانيون ديموقراطيون أمريكيون بينهم مرشحان للرئاسة الأمريكية هجوما منظما على ادارة الرئيس جورج بوش في مواجهة الخسائر في العراق ونفقات الحرب.
لكن بعض مسؤولي المعارضة وخصوصا المرشح للرئاسة جوزف ليبرمان يتفقون مع الجمهوريين على ضرورة دفع الرئيس بوش الى نشر مزيد من الجنود في العراق لتثبيت الوضع في بلد تسوده الفوضى منذ سقوط نظام صدام حسين. وصدرت هذه المواقف بعد يومين من اعتداء النجف الذي قتل فيه رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق محمد باقر الحكيم الذي كان يتبنى مواقف معتدلة.
وشن السناتور جون كيري المرشح للرئاسة الأمريكية، اشد هجوم متهما الإدارة الأمريكية «بالتقهقر» في العراق، وقال ان «الادارة تدير الأمور بشكل سيئ جداً وتتقهقر وتبين انها عاجزة عن اشراك دول أخرى».
وأضاف ان «هذه الحرب جرت في الوقت الذي يلائمنا ولا يمكن ان نعذر الرئيس على عدم اعداد خطة لكسب معركة السلام».
وخلافا لليبرمان، اكد كيري من جديد معارضته الشديدة لارسال قوات اضافية الى العراق حيث قتل حوالى 150 من الجنود الأمريكيين منذ الأول من ايار/مايو الماضي بينما تقدر كلفة العمليات العسكرية بأربعة مليارات دولار شهرياً.
من جهته، اتهم السناتور ليبرمان الإدارة الأمريكية «بالمبالغة» في بعض التصريحات لتبرير الحرب، وقال ان «هذه المبالغة والنقص في الاعداد أثراً سلباً على حرب ما زلت أؤمن بأنها مبررة».
واضاف ليبرمان «كنت واثقا من اننا سنهزم صدام لكنني مصدوم بنقص التحضير من جانب ادارة بوش لكل ما تلا ذلك»، متهما ادارة بوش بأنها «أوجدت فراغاً دخله الارهابيون الموالون لصدام واعداؤنا».
وتابع ان «ادارة بوش تواجه الآن خطر ان تخسر الحرب وهذا ما سيشكل نكسة رهيبة في الحرب ضد الارهاب ويعرض للخطر حياة المزيد من جنودنا هناك». وأكد عضو ديموقراطي آخر في مجلس الشيوخ ديك دوربن (ايلينوي/شمال) ان الولايات المتحدة «لم تكن مستعدة لما تلا الحرب».
وأضاف دوربن في حديث لشبكة التلفزيون الأمريكية «اي بي سي» انه «علينا الآن الانفتاح لطروحات تسمح بإحلال الاستقرار في العراق في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً ان «الأمر يشبه ما حدث في حرب فيتنام. اننا ندفع لهذه الحرب من عجز سيكون علينا تغطيته يوما ما».
من جهته، دعا السناتور الجمهوري عن ولاية اريزونا جون ماكين الرئيس بوش الى نشر المزيد من الجنود الأمريكيين في العراق.
وقال ماكين المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الذي كان قاتل في حرب فيتنام، لصحيفة «واشنطن بوست» الأحد ان «عدد جنودنا على الأرض غير كاف بالتأكيد. علينا ان ننشر فرقة اضافية على الأقل».
ودعا الى ارسال قوات اجنبية الى العراق وخصوصاً من دول اسلامية مثل تركيا وباكستان.
من جهة أخرى أفاد تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أذيع على موقعها على الانترنت أمس الاثنين بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يتعرض لضغوط شديدة ومتزايدة من داخل حزبه الجمهوري للكشف عن التكاليف اللازمة لتغطية نفقات احتلال وإعادة إعمار العراق.
بدأت هذه الضغوط تمارس على بوش بعد أن أقر رئيس الإدارة المدنية الامريكية في العراق بول بريمر الأسبوع الماضي بأن العراق يحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات لاعادة بناء بنيته التحتية.
ونقل التقرير عن العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ جون ماكين دعوته في مقال لصحيفة واشنطن بوست إلى عدم السماح بفشل مهمة الولايات المتحدة في العراق نظراً لاهميتها الشديدة على حد وصفه.لكن ماكين قال إنه ينبغي على الرئيس بوش أن يصارح الشعب الأمريكي بحقيقة الثمن الذي ستتحمله الولايات المتحدة لانجاح تلك المهمة. وأعرب عضو مجلس الشيوخ ريتشارد لوجر في مقابلة تلفزيونية عن اعتقاده بأن العراق يحتاج لما لا يقل عن ثلاثين مليار دولار لكنه قال إنه لا يجب أن يتحمل الأمريكيون تلك التكاليف. وقال لوجر «من المهم أن نوضح أن النفط العراقي لن يكفي سوى لتغطية نصف تلك الاحتياجات ولتدبير النصف الثاني يجب أن نطالب المجتمع الدولي بتقديم مساهمة كبيرة».
|