* باريس - طرابلس - الوكالات:
قالت فرنسا أمس الاثنين انها تتوقع ان توقع ليبيا قريبا اتفاق تعويض مع أسر 170 فرداً قتلوا في تفجير طائرة فرنسية عام 1989 فوق افريقيا مما يمهد الطريق أمام إنهاء العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على طرابلس.
وقال دومينيك دو فيلبان وزير الخارجية الفرنسي للاذاعة الفرنسية: «اتفق على أسس الاتفاق لكن لم توضع اللمسات النهائية بعد وهذا ما سيحدث خلال الساعات القليلة المقبلة».
وسئل عما إذا كانت فرنسا التي تتمتع بحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ستسمح آنذاك بتمرير مشروع قرار قدمته بريطانيا بخصوص رفع العقوبات المفروضة على ليبيا فقال: «قلنا دوما اننا نساند مبدأ رفع العقوبات وبالطبع سيكون لهذا نتائج سريعة للغاية».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الأول ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحدث هاتفيا إلى الزعيم الليبي وهي المحادثة الثانية بينهما خلال ثمانية أيام.
وأعربت فرنسا عن أملها في إبرام صفقة لتجنب مواجهة بمجلس الأمن الدولي حيث هددت بمعارضة مشروع بريطاني يطالب بانهاء عقوبات الأمم المتحدة على ليبيا بعد ان أعلنت ليبيا قبولها المسؤولية عن تفجير لوكربي.
وأعدت بريطانيا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإنهاء العقوبات على ليبيا بعد ان وافقت طرابلس على ان تدفع 2 ،7 مليار دولار لأسر الضحايا.
ورغم ان ليبيا لم تعترف بالمسؤولية عن تفجير طائرة «يو.تي.ايه» الفرنسية الا انها دفعت بالفعل تعويضات قدرها 34 مليون دولار بعد ان أدانت محكمة فرنسية ستة ليبيين غيابيا بالمسؤولية عن التفجير.
وقالت مصادر دبلوماسية انه تحدد بشكل مبدئي يوم الأربعاء كموعد لتصويت مجلس الأمن على انهاء العقوبات المفروضة على ليبيا بعد ان ارجأت بريطانيا التي طرحت المشروع التصويت مرتين لاتاحة فسحة من الوقت للمفاوضات الليبية الفرنسية.
وقالت فرنسا التي تتمتع بحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن انها لا يمكن ان تسمح برفع العقوبات إلى ان تزيد ليبيا التعويضات التي دفعتها لأسر 170 قتلوا في تفجير طائرة تابعة لشركة «يو.تي.ايه» في عام 1989 فوق النيجر والتي بلغت 34 مليون دولار.
وقال مصدر على اطلاع بالموقف الليبي يوم السبت ان طرابلس عرضت دفع نحو 300 ألف دولار لكل أسرة إضافة إلى التعويض الأصلي.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في حديث لاذاعة فرنسا الدولية انه تم التوصل إلى «أسس» اتفاق مع ليبيا لدفع تعويضات لاسر ضحايا الاعتداء على طائرة اوتا الفرنسية.
وقال الوزير الفرنسي انه «بقي وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق وهذا ما يفترض ان يتم في الساعات المقبلة».
وأوضح انه اتفاق يستند إلى مبدأ الانصاف «مع التعويضات التي ستدفع لأسر ضحايا الاعتداء على لوكربي».
وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد أعلن مساء الأحد التوصل إلى اتفاق بين ليبيا وأسر ضحايا الاعتداء الذي استهدف الطائرة التابعة لشركة اوتا الفرنسية في 1989، يزيل العقبة الأخيرة لرفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على بلاده.
وأكدت مؤسسة الاعمال الخيرية التي يرأسها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي واجرت المفاوضات بشأن هذا الاتفاق مع ممثلي أسر الضحايا، انها «صيغة مرضية للتفاهم».
وأضافت ان فرنسا ستسعى بموجب هذا الاتفاق لتسوية قضية ستة ليبيين أصدرت محاكم فرنسية أحكاماً غيابية بحقهم في قضية طائرة ال «دي سي 10» التي انفجرت فوق صحراء النيجر في 1989 والذين عانت أسرهم كثيرا من الضغوط النفسية لتلك الأحكام.
وأكد القذافي ان قضيتي اوتا ولوكربي «وضعناهما وراء ظهرنا ودخلنا مرحلة جديدة مع الولايات المتحدة وفرنسا»، مؤكداً: «لنا شرفنا والفلوس لا تهمنا وهكذا دخلنا مرحلة جديدة مع الغرب».
وأوضح ان عدداً كبيراً من الشخصيات تدخلوا لديه في الأيام الأخيرة لاقناعه بضرورة التوصل إلى اتفاق مع فرنسا. وقال ان «الرئيس (التونسي) زين العابدين بن علي اتصل بي ثم اللواء (مصطفى) طلاس (وزير الدفاع السوري) وأمس الأول (رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري) وصل إلى المطار قادما من فرنسا».
من جهتها، أكدت مؤسسة القذافي في بيان «التوصل إلى صيغة تفاهم مرضية لجميع الأطراف بعد لقاءات عديدة مع اسر ضحايا الطائرة الفرنسية «دي سي 10» ومفاوضات بدأت منذ سنة».
وأوضحت المؤسسة ان «لا علاقة لها في إدارتها واتصالاتها بالدولة الليبية»، مؤكدة ان «ما تم التوصل إليه مع أسر ضحايا الطائرة هو اتفاق بينهم وبين المؤسسة دون غيرها».
وتابعت ان «توقيته (الاتفاق) لا علاقة له بما يجري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن إلغاء العقوبات عن ليبيا».
وأضافت ان الاتفاق سيساهم في «إيجاد حل للمواطنين الليبيين المحكومين غيابيا من المحاكم الفرنسية والذين عانت أسرهم كثيراً من الضغوط النفسية لتلك الأحكام».
وتحدث القذافي مطولا في خطابه الذي بثه التلفزيون عن موقف ليبيا وأكد مرات عدة ان ليبيا لا علاقة لها باعتداءي لوكربي واوتا.
وقال ان «فرنسا تعرف انه لا يحق لها العودة إلى هذه القضية والملف مغلق، لكن الرئيس شيراك اتصل بي وذكرني بأنه منع عندما كان رئيسا للوزراء في 1986 الطائرات الامريكية التي قصفت ليبيا من التحليق في المجال الجوي الفرنسي وطلب مني التوصل إلى حل».
وأضاف: قلت له انه إذا أردنا فتح ملف التعويضات فإن فرنسا قتلت مليوناً ونصف مليون جزائري ويجب ان تدفع تعويضات وايطاليا قتلت 700 ألف ليبي يجب ان تدفع تعويضات عنهم ايضا».
لكنه اكد انه يتفهم «ارتباك» الرئيس الفرنسي ويريد التوصل إلى حل.
وتم التوصل إلى الاتفاق في ختام زيارة إلى طرابلس لممثلي أسر الضحايا الذين عادوا إلى باريس مساء الأحد.
|