* الشيخ «ابو تراب الظاهري» عفا الله عنه العنوان «اسفار التراث»:
لنهنأ بك.. ولتهنأ بك لغة «الضاد».. حيث وقفت نفسك درعا لها أن تمس بسوء.. شيء واحد - يا شيخنا - نريد أن نلفت نظرك اليه.. ضنى بك وبلغتنا الفصحى عن «الهمز واللمز» وشحا بنتاجك عن «التحذلق».. لقد سمعنا أنك على نية اصدار ديوان شعري لك.. ولقد أثلج صدورنا هذا النبأ.. ولا غبار عليه.. ولكن الشيء الذي تراكمت عليه الاتربة انما هو تسميتك لهذا الديوان حيث وصمته ب «كث البث في الغث والرث».. صدقني أيها الشيخ أنه اصابتني حيرة البحتري امام ايوان كسرى.. حينما سمعت بهذه التسمية لديوانك فاني ارى فيه سجعا متكلفا وجناسا مقسورا لم يخطر ببال.. «اشارة» ان صدور ديوانك بهذا الاسم الغث الرث انما يبهج قلوب أعداء لغة الضاد مما يحفزهم على عزف وترديد اغنيتهم المهترئة ان «اللغة العربية لغة التكلف والتحذلق والجمود!» ثم اتعتقد أن في هذه التسمية براعة في البلاغة والبلاغة - كما تعلم قبل أن اعلم - هي ما جاء عفو الخاطر دونما تكلف او تحذلق؟! ام انك تريد أن تذكرنا بهذا الديوان بعصور الدول المتتابعة حيث تقطعت اسباب اللغة وفشا اللحن وكثر السجع والتكلف.. وساءت الذكرى!
ان تسميتك - ايها الشيخ - لديوانك بهذا الاسم تذكرني بقصة ذلك اللغوي المتحذلق الذي اراد أن يأتي بما لم تستطعه الاوائل حيث بدأ يضع ألفاظا في اللغة من عنده ويخلق لها معاني - ايضا - من عنده.. ومن تلك الالفاظ التي وضعها زورا ومينا لفظ «الخنفشار» ولما سئل ما الخنفشار ؟ قال «نبت في اليمن يعقد به اللبن» ثم أنشد ناسبا ذلك الى احد الشعراء السرابيين:
لقد عقدت محبتكم بقلبي
كما عقد الحليب الخنفشار
وبعد ان هذا «العنوان» يدعو للهزء باللغة العربية أكثر مما يدعو للحفاظ عليها قف نناشدك أن تغير عنوان ديوانك قبل أن يصدر وفوق كل ذي علم عليم.
* الاستاذ سلطان البادي «الرياض» حديث الناس.. يا صديقي انت رائع عندما ترتاد خمائل الشعر.. وبيادر النقد.. ولكن جريرتك انك قليل العطاء في مثل هذه الميادين.. فعسى الا تكون «مسابقات المربعات» قد كلت وقتك.. وعسى الا يكون «حديث الناس» قد شغلك عن غيره.
يا عزيزي لا أقول لك دع هذه ولكني أرفع عقيرتي قائلا «القصد.. القصد» وفرق بين عطاء يبقى ويخلد.. وعطاء يذوب ويتلاشى - اشارة -.
| 
