Monday 1st september,2003 11295العدد الأثنين 4 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعض المستوصفات تحولت إلى مراكز جباية بعض المستوصفات تحولت إلى مراكز جباية

قدر لأحد الزملاء، مراجعة مستوصف أهلي، حيث أحس بألم في الصدر، فدلف إلى الطبيب، وهو اخصائي باطنة، وبعد عمل الفحوصات الأولية، طلب منه عمل اشعة وتحاليل، وبعد عمل التحاليل اللازمة، ومراجعته الطبيب، فوجئ به يطلب منه أشعة مقطعية، وهي ليست متوفرة في المستوصف مما زاد من معاناة زميلي، وهو في وضع نفسي لا يحسد عليه، إذ إنه كرر السؤال على الطبيب عن السبب، فلم يجد اجابة شافية، ولم ينم في تلك الليلة والشكوك تساوره من كل جانب، وفي الغد طلب الإذن من عمله وذهب إلى المستشفى لعمل هذا النوع من الأشعة.
وابدى المسؤول في المستشفى استغرابه لعمل هذا النوع من الاشعة، وهو اي المريض امامه، وبعد عمل الاشعة افاده المسؤول بأن كل شيء سليم، ولم يكن من المفترض عمل هذه الاشعة، ولك ان تتخيل حالته النفسية السيئة، وكيف أكل الهم جزءاً من لحمه، وبعد مراجعته للطبيب حاملاً معه الأشعة، افاده وبكل برود بأن الممرضة أخطأت واحضرت ملفاً لمريض آخر، فهل بلغ الاستخفاف بعقول الناس وصحتهم إلى هذا الحد، وحدث لزميل آخر مغص شديد في البطن، وبعد مراجعته نفس المستوصف ثلاثة ايام من المراجعة وهو يكابد الألم، بينما يكتفي الطبيب بإعطائه المهدئات. وتبعاً لانتفاء التشخيص الدقيق، انفجرت الزائدة الدودية، علماً بأنه كان في المستوصف في الساعة الرابعة فجراً وحتى الساعة الحادية عشرة صباحاً، وهو يئن من الألم بينما الطبيب يكتفي بالمراقبة وكأنه طالب امتياز يتدرب على احدى الحالات، فما كان من ابن عمه الا ان نقله إلى احد المستشفيات وذلك في الساعة الحادية عشرة والنصف، بعد ان اوشك ان يقضي نحبه لولا لطف الله عز وجل، وقد ابدى مسؤولو المستشفى استياءهم وامتعاضهم عن التأخير في احضارالمريض مما حدا بهم إلى اجراء العملية وشق بطن المريض بالعرض، خوفاً من التسمم والتأثير على بقية أعضاء الجسم الأخرى، وذلك في الساعة الرابعة عصراً ولست حقيقة من هواة التشهير وليست هذه سبيلي، اضف إلى ذلك ان اسلوب التشهير لا يساهم في الاصلاح بقدر ما يتسبب في اثارة البغضاء والكراهية، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، فإن الانسان لا يؤخذ بجريرة غيره، بمعنى انه اذا اخطأ طبيب فأن المستشفى او المستوصف يعمل به عدة اطباء وصيادلة وفنيو مختبر.. الخ، فليس من العدل والانصاف ان ينسحب قصور هذا الطبيب او ذاك على البقية، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الامر بل قد تجد منهم من هو بارع مخلص في عمله، وما حدث مع زميلي يقودنا إلى تساؤل أكثر الحاحاً عن مدى كفاءة الاطباء في هذه المستوصفات، التي تحول بعضها وبكل اسف إلى مراكز جباية ولم يعد لشرف المهنة اي اعتبار، وأنا على يقين بأن ما حدث في هذا المستوصف، لن يرضى عنه معالي الوزير اعانه الله ووفقه.

حمد عبدالرحمن المانع/ الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved