إلى متى تستمر صراعات القيادة الفلسطينية ...؟

في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القيادات الفلسطينية المقاتلة في الأراضي المحتلة، وتهدم البيوت وتقيم المستعمرات وتقتل الأطفال والشيوخ وتتمادى في بناء الجدار العنصري الذي يفرض على الشعب الفلسطيني العيش في بلاده في تجمعات «كنتونية» ويفرِّق الشعب الفلسطيني ويقسمه إلى جماعات محصورة في مربعات تفرق بينها المستعمرات وتقسمها الطرق وحوائط الجدران العنصري.
في هذا الوقت الذي تتكالب فيه كل القوى الشريرة والمعادية للشعب الفلسطيني خاصة والأمتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في إقامة وطنهم ليعيشوا فيه وينعموا بحياة حرة كريمة كباقي الشعوب..
في مثل هذا الوقت تتابع الجماهير الفلسطينية ومعها أبناء الأمتين العربية والإسلامية بكثير من الأسى والأسف، تتابع الصراع على السلطة بين أعضاء القيادة الفلسطينية وبخاصة بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس «أبومازن» مما يبدد كثيراً من الطاقات في أمور جانبية ويهدد الوحدة الوطنية الفلسطينية ويدمر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات الوليدة للسلطة الوطنية، ويهدد باندلاع اقتتال بين أبناء التنظيم الواحد، كالذي كاد يحدث في مكاتب ديوان الموظفين.
إن الجماهير العربية وهي تتابع ما يجري على الساحة الفلسطينية من ظلم فادح يوقع يومياً بأبناء الشعب الفلسطيني من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وكل المؤسسات الإسرائيلية السياسية والأمنية والقضائية، تناشد القيادات الفلسطينية ألا تخرب تاريخها الوطني بالانسياق وراء ما يُرتب لهذه القيادات من مكيدة تنسف كل ما بُني وما بقي من إنجازات تاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي تمت بجهود ونضالات وكفاح القيادات التي تنهمك الآن في صراع على السلطة لابد أن يؤدي استمراره إذا لم تتم السيطرة عليه إلى تقويض ما تبقى من هذه السلطة ويسيء بالتالي إلى تاريخ كل المتورطين في هذا الصراع.