كَثِيْبُ شَجِيْنَا هَلْ شَجِيْتَ كَما كُنَّا
وهَلْ أَسَفٌ في حُمْرةِ الرَّمْلِ قَدْرنَّ..
إذا أنْجَدَتْ فِيكَ القَوافي حَسِبْتَها
تِهَامِيةً تَبكي النَّقَا فِيْكَ والظَّنَّا..
تأَرَّجَ فيها «المَصْمَكُ» المُزْدَهي ضُحَىً
معَّلقَةَ التَّارِيخِ شَادٍ ألاَ إِنَّ..
ألاَ إنَّ هذا المَرْمَرَ الأشْهَبَ اللَّمَى
تَوَقَّدَ لا يَخْبُو.. بِفِتْنَتِهِ ضَنَّ..
صَبَاحٌ تَحُفُّ الطَّيْرُ فيه شُمُوسَهُ
ولَيْلٌ ذَوَى.. ما ذَاوِيَ اللَّيْلِ إنْ جَنَّ..
وإنَّا لفي مَرْجَيْنِ.. شَطَّانِ أُرِّجَا
بِنَفْحَة شَامٍ ثُمَّ في المرِجْ يا مَنَّا..
فَما غُصُنٌ مادَتْ بأقْمارها شَجَىً
عَصَرْنا ضُحَاها.. ثُمَّ كَوْكَبُهَا أنَّ..
«رِياضُ» هَلِ الْفَتْحُ الذي قدْ عَرَفتِه
سِوى أرَجٍ ضَافٍ لتُرْبَتِهِ حَنَّ..
وهَلْ طَرِبَ اللَّيْلُ المتَّيمُ بالبُكَا
لِلَحْنِ حُدَاءِ الْبِيْدِ أسْهَرَهَا فَنَّا..
أَيَا وَرْدُ ما المُورِي صَباباتِنا مَساً
بِنَجْلٍ يُشَاجِي السَّعْفُ واديْهِ إذْ غَنَّى..
سَهِرْنا لخَطْوٍ باحَتِ البِيْدُ ضَوْعَهُ
مُرَقَّشَةٌ أنْحاؤُها.. عِطْرُها جُنَّ..
فَذَا كَوْكَبٌ في بُرْدِهِ تَزْدَهِي بِهِ
مُؤَرَّقَةٌ أفْلاكُهُ.. جَفْنُهَا إنَّا..
تَشِيخُ لَيالٍ دَامياتٌ كُلُومُهَا
إذا أَرِقَتْ نَجْدٌ تُهَدْهِدُهَا عَنَّا..
فَيا رَبِّ لا تُبْكِ الْمُؤَرَّقَ جَفْنُهُ
عَلَيْهَا ونَجْلاوَيْنِ بَرْقُهُما عَنَّ..
وإنِّي لَفِي شَجْوٍ تَعَتَّقَ لَيْلُهُ
فَمَا قَمَرٌ شَاجَى الخَمائِلَ والجَنَّ..
فَيَا لَيْتَ إنِّي حِينَ آبَتْ قَرِيحَتِي
أُنَصِّدُها مِنْ مَرْمَرِيٍّ إِذَا اكْتَنَّ..
وَلَكِنَّ طَيْفَاً مِنّ أمَاسٍ حَسِبْتُهُ
تَعَشَّقْنِي أبْلَى رُضَابِيَ والْمَنَّا..
حَبِيبِي.. حَبَاكَ الزَّهْرُ حُورِيَّة الحَفَى
فَهَبْنِي حَفَىً حَافَ الضَّفَائِرَ وامْتَنَّ..
أتَنْضُوعَنِ الأَكْمَامِ فِتْنَةَ عِطْرِهَا
فَيَنْبَجِسُ العِطْرُ اليمانِيُّ.. مُفْتَنَّا..
عَلاَمَ وجَفْنُ الَوَرْدِ يَنْعُسُ في الثَّرَى
عَلاَمَ وبَاكٍ عَنْ صَبابَتِه كَنَّى..
ثَرَىً أمْ سُرَىً هَذِي الثُّرَيا بِعِقْدهَا
تُسَاهِرُ طَلَّ الجِيْدِ والرِّئْمَ مُكْتَنَّا..
أشَطَّانِ غَامَا ثُمَّ صَحْواً تَسَهَّداً
كَجِفنَيْنِ لمَّا غُوْزِلاَ بالشَّجَا ضَنَّا..
فَيَا مُنْجِداً أَتْهِمْ عَلَى مَرْجِ رَوْضَةٍ
مُفَوَّفَةِ الألْعَاسِ بَارَحَتِ الكَنَّا..
وَيَا مُتْهِماً ضَاءَتْ لَهُ نَجْدُ جَفْنَهُ
سِرَاجَيْنِ.. عَلِّلْني بُكَا الحَرْفِ إنْ غُنَّ..
تَفَتَّقَ هذا اللَّيْلُ عن كُمِّ وَرْدَةٍ
مُنَعَّمةِ البُرْدَيْن.. عَاشِقُها انْجَنَّ..
شَفِيفَانِ هَذَا الثَّغْرُ والجَفْنُ آنسَا
قَوافٍ فإفْرَاداً وزَامِرُهَا ثَنَّى..
أَلاَ يَا ثَنِيَّاتِ الْوَدَاعِ بَكَتْ بِنَا
ثَنِيَّاتُ نَجْد.. سَيِّدِي بِكَ آمَنَّا..
فأنْتَ سِرَاجٌ هَاشِمِيٌّ مُؤَرَّجٌ
بضَوْعٍ سَمَاويٍّ.. رَبا الإنْسَ والجِنَّا..
وَبِي مِنْ أسَىً مَا يَعْلَمُ اللَّهُ سِرَّهُ
وَبِي كُلُّ بَاكٍ مُفْردٍ وَجِلٍ أضْنَى..
غُرُوبُ إِذَا غَامَتْ بِشَمْسِكَ فِتْنَةٌ
مِنَ الوَهَجِ المَدْمِيِّ صَوَّحَتِ الْغَنَّا..
شَامِيَّةٌ ألْوانُهَا وَالضُّحَى بِهَا
مِزِيْجَ شِفَاهٍ.. مَرْمَرٌ غَامَ وَاجْتَنَّ..
فَيَا شَفَةَ الْيَاقُوتِ آنَاً تَوَرُّدَاً
وَيَا شَفَةَ الْعُنَّابِ يَا آسُ خَوِّلْنَا..
أَبَرْقٌ يَمَانٍ قَالَ أفْوَافُ وَرْدَةٍ
وَجَفْنٌ تِهَامٍ فِي غَمَامَتِهِ انْكَنَّ..
تَأَوَّدْ..تَتِهْ «تَارُوْتُ» «تَدْمُرُ» تَنْثَنِي
بأطْيَافِ لَوْنٍ.. هَا ضُحَى اللَّوْنِ سَاهَرْنا..
بَرَبِّكِ يَا نَجْدُ انْطَفَتْ بِي صَبَابَنِي
فَهَاتِ لِيَ الْمَرْجَيْنِ فِي أَلَقٍ رَنَّا..
فَأَنْتِ ائْتِلاَقُ الجَفْنِ فِي مَرْمَرِ الضُّحَى
وأنْتِ الْجَوَى.. جَنَّ الغَمَامَ ومَا جَنَّ..
إِذاَ فَتَّقَ الجُورِيُّ أَشْتَاتَ لَوْنِهِ
ذُؤَابَاتُ نَخْلٍ غَامَ ثَغْرُكِ ذَا الأسْنَى..
قَنَادِيلُ هَذِيَ الْمُوْرِقَاتُ طُيُوفُهَا
شِفَاهُ خَيَالاتٍ وَسِحْرَانِ هَا عَنَّا..
أَلاَ لَمْ يَكُ الْغَادِي يُعَسْجِدُ طِرْقَهُ
ضُحَىً بِالْمُجَافِي فِتْنَةَ النَّايِ وَاللَّحْنَا..
بآهَةِ صَبٍّ خَالَ فِي أَمْسِهِ غَدِي
وَلَوْعَةِ شَادٍ بِنْتَ يَا شِعْرُ مَا بِنَّا..
نَجِيَّانِ نَجْدٌ فِي غِلاَلَةِ عِطْرِهَا
وَقَافِيَتِي الظَّمْأَى اليَمَانِيَةُ الوَسْنى..
وَشَتَّانَ بَيْنَ اللَّيْلِ أَوْقَدَ لَوْعَةً
مِنَ الدَّمْعِ وَالْوَسْنَانِ سَهَّدَهُ فَتْنَا..
كأَنَّ غَمَامَاً مِنْ أرِيْجٍ هٍفَتْ لَهُ
ذِيَ الْغُرَرُ النَّشْوَى عَلَى أَرَجٍ تُجْنَى..
فَكَمْ مِنْ مُجَافٍ سَاهَرَ الشَّوْقُ شَوْقَهُ
فَلاَتَ لَمَىً يَحْنُوْ وَلاَ شَوْقَهُ يَفْنَى..