Monday 1st september,2003 11295العدد الأثنين 4 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
أعلام من العصر.!
عبدالفتاح أبو مدين

* الأستاذ وديع فلسطين - يتحدث عن أعلام عصره.. هذا هو عنوان مجلدين، يقعان في نحو «717»، صفحة - أما عدد الذين تحدث عنهم الكاتب، فهو نحو «87»،
وقد صدر هذان المجلدان عن دار العلم بدمشق في هذا العام 1424ه، الموافق 2003م.. ولا بد من الإشارة إلى أن الكاتب، مصري الجنسية، وقد ولد في سوهاج بصعيد مصر عام - 1923م-.. ولعل القارئ يتساءل عن علاقة اسم الكاتب المصري الصعيدي ب - فلسطين -؟.. أقول إن كلمة - فلسطين -، اسم راهب ذكر في التاريخ، وقيل إنه ذكر في التوراة.!
* وإن أول الشخصيات التي حفل بها مجلدا الكاتب، هو الأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازني رحمه الله.. وقبل أن نبدأ في قراءة ما كتبه الأستاذ وديع عن المازني، فينبغي أن أتحدث عن أسلوب الكاتب، وقد بدا لي من قراءة السطور الأولى، أن المؤلف، لا ينبغي أن ندرجه في قائمة الأدباء على إطلاق التسمية، لأني رأيت أن كثيراً من ألفاظه في حديثه عن أعلام عصره، ليست حفيلة بالديباجة الأدبية المختارة، ذات الطلاوة والجمال، وإنما رأيت كاتباً يتحدث على سجيته، فإنه يقول مثلاً وهو يتحدث عن المازني: وقد - ارتأيت - أن أسجل انطباعاتي عنه من واقع المشافهة والتعارف، وكذلك المتابعة الحديثة لدوره الأدبي»، ويمكن رد هذا التعبير إلى الأساليب الصحفية، فهي أقرب منها من التعبيرات الأدبية الطلية، وسنرى المزيد من ذلك فيما نقف عليه من أحاديثه عمَّن اختار من أولئك الأعلام.!
* ومن هذه التعبيرات الدارجة التي ساقها المؤلف والكاتب، قوله في ص - 10 -، وهو يتحدث عن صديقه المازني: وإذا كنت مشتغلاً بهذه الترجمات دون أي تفكير في احتمالات نشرها، - استوقف نظري - أن جريدة الأهرام إلخ. وقال في موضع آخر من خلال حديثه عن المازني: فعوّلت على أن - أستكشف بنفسي كنه هذه اللجنة. وقال: ثم أهداني نسخاً من الكتب التي نشرتها اللجنة - وقمت من ناحيتي - بالكتابة عنها جميعاً. وقال في موضع آخر: وواظبت - منذ تلك الزيارة وقال: «فعرفت نجيب محفوظ، وباكثير، وعادل كامل، - بأشخاصهم -. .وقال: مع أن دور النشر الأخرى تكاد تكون رهن إشارته»، وقال: كانت هذه هي المرة الأولى، التي أرى فيها المازني - بشحمه و لحمه وعن قرب شديد».. ووصف المازني بأنه كان - يظلع - في مشتبه من آثار حادث قديم».
* هذه نماذج من أساليب الكاتب، وأمامي غيرها فيما كتب عن المازني نحو ثماني صفحات ونصف، وإذا وددت أن أقوّم هذا النمط من الكتابة، وأنا لا أستطيع إخراجه من دائرة الأدب، فلعلي أسميه بأدب الصحافة، الذي لا يبذل فيه كاتبه جهداً ليرقى في مستواه التعبيري إلى جمال الأدب الحي الحق، وخلال متابعتي لكتابات الأستاذ وديع منذ نحو خمسة عقود، فقد كان ذا صلة بأخي محمد سعيد باعشن رحمه الله، وأظن أن الكاتب، كتب مرة أو أكثر لصحيفة الأضواء»، التي أصدرناها في أواخر عام 1376هـ، وكان أسلوبه في مستوى ما أقرؤه اليوم، أسلوب كاتب صحافي سريع، دون الجنوح إلى تجميل وتنميق هذا النمط من التعبير المتعجل السريع.! ولعلي أشير إلى تعبير الأستاذ وديع، وهو يصف شعر - بفتح الشن والعين -، فقال: وخط الشيب شعره - الناحل -.. والشعر لا يوصف بالنحول، إذ النحول للجسم، وقد قال الشاعر: «إن في برديَّ جسماً ناحلا».. ولعل الكاتب أراد أن يقول: شعراً خفيفا، أي ليس كثيفا، وهو يريد شعر رأس المازني.!
* من خلال متابعتي لحديث الأستاذ وديع فلسطين في كتابه عن أعلام عصره، رأيت أن كتاباته فيها شمول ودقة وإحاطة، والذي بدا لي من هذه المتابعة، أن توجهه إلى الكتابة الصحافية، وانشغاله بلغة أخرى غير العربية، باعد بينه وبين اللغة الأدبية.. وأكبر الظن أنه لم يجد في نفسه ميلاً إلى لغة الأدب ليجيدها، ولو حاول الاستطلاع، ولعل الانشغال المتصل بالصحافة والترجمة لها حالا بينه وبين العمق في اللغة الشاعرة، عربيتنا الجميلة الرائعة، وهي متعة وجمال وعمق حضاري لأنها كانت من أسس الحضارة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved