Monday 1st september,2003 11295العدد الأثنين 4 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
اللا مبالاة حتى الموت..!!
عبدالرحمن سعد السماري

** حوادث كثيرة تحصل لبعض الناس.. تمر بهدوء.. مع انه بحسبة بسيطة يمكن تلافيها.. لو أن هناك مجرد احساس بالمسؤولية فقط.. واستشعار للواجب واستحضار الضمير والخوف من الله..
** المسألة.. هي حسبة بسيطة لا تحتاج إلى عقد وتعقيدات..
** كم السيارات التي صُدمت بجمل ومات العشرات أو المئات من البشر.. مع أنه بوسع أصحاب الجمال إبعادها عن الطرق السريعة ليلاً..
** سيارات تتوسط في داخل حُفر عميقة.. والسبب عدم وجود لوحات إرشادية أو غياب الاضاءة.
** كم من الناس قضوا داخل حُفر أو حفريات أو تهشمت ضلوعهم.. أو تحولوا إلى أناس معاقين؟
** بوكلين يسقط من فوق جسر على إحدى السيارات ويحولها إلى عجينة بمن فيها.
** سيارة يختل توازنها في طريق سريع بسبب وجود مخلفات من سيارة أمامها ثم تنقلب عشرين قلبة ويموت من فيها..
** طفل يسقط من «مرجيحة» وتنكسر يده أو رجله أو يموت..
** «حاشي» أو «خَلْفِه» يطمر من الونيت في وسط الدائري ويبرُك وسط الطريق ويسبب أكثر من حادث.
** سائق شاحنة يسير على الطريق السريع بسرعة جنونية.. من يحاسب هؤلاء؟
** هل بوسع الشاحنة ان تتوقف وهي بتلك السرعة؟
** هل يمكن لسائقها ايقافها؟
** هل يقدر على تلافي الحادث؟!
** تريلات تطير في الطرق السريعة ولو اختل توازنها لدمرت كل ما حولها.
** تسير في طريق سريع.. وتجد نخلة كاملة بجذعها الذي يجاوز عشرة أمتار.. وتطمر فوقها السيارات وتنقلب.. وليس هناك من يسأل أو يتساءل.. كيف سقطت.. ومن أين سقطت.. وأين السيارة التي أسقطتها؟
** بل المسألة بسيطة.. والحمد لله على السلامة.. والحمد لله على سلامة «اللي في الموتر.. وعساها دايِمْ في الحلال ولا في الحال؟!!»
** والحمد لله دوماً ولكن.. أين المتسبب؟ ولماذا لا يعاقب؟
** وهكذا المواسير ونوافذ الالمنيوم والمراكي الضخمة و«الدِّواشق» وغير وغيرها.. تسبب حوادث مميتة.. وتدمير سيارات.. فأين المتسبب؟ ولماذا لا يعاقب؟
** اقرأوا يا عالم.. اقرأوا يا ناس.. اقرأوا «أيها المسؤولون».. في إحدى الدول الأوروبية.. كانت إحدى الفنانات تأتي متأخرة في الليل.. وتلبس حذاءً كعب عالي وعندما تمشي على البلاط.. يحدث كعبها صوتاً أزعج جيرانها فاشتكوها.. فأوقفت وحُقِّق معها وغُرَّمت خمسين دولاراً بسبب هذا الازعاج!!
** وهنا.. يعني «عندنا.. في ديرتنا.. في بلادنا.. بل في عاصمتنا» تجد شريطي عقار يُفجِّر في مخطط جديد ب«دنميت» ومتفجرات عنيفة تهز أحياء كاملة من أجل أن يبيع جبلاً من الجبال.. والدركتورات و«الكمبريشنات» تهز الحي ولا يقول له أحد «قف.. الناس نايمة؟!».
** وهنا.. يعني «الحْالْنا من بِدَّت العالم» تسقط «عيدانه» بجذعها وعسبانها في الطريق ويموت من يموت.. أو يسقط «بوكلين» من على جسر.. أو «تْبِرْك» ناقة «بِحْوارْها» وسط الطريق.. وتموت أسرة كاملة.. لا يُسأل.. لماذا؟
** والسؤال يقول.. هذه الأنفس التي ذهبت.. والأموال التي أُهدرت.. والأضرار التي ارتكبت.. من المسؤول عنها؟
** نعم.. من المسؤول؟
** لماذا نكتفي بالتواعد في مسجد الراجحي أو مسجد عتيقة.. ومقبرة النسيم أو مقبرة منفوحة لتوديع ميت.. ويقال.. جزاهم الله خيراً.. الورثة سامحوا «راعي البعير» أو «شوفِهْ الله يرحمه مهوب بالِحْيل.. لَفْ عن دُوشقٍ طايحٍ في الطريق.. وانقلب ومات؟!!».. أو.. صدم «بعيراً» في الطريق.. وسامحوا «راعيه» الله لا يحرمهم الأجر؟!!».
** و«هذا أيضاً طيب» ونحن لا نكره الخير.. ولكن.. هذا الاجراء.. سيجعل الآخرين من المستهترين يتمادون..
** كم من أسرة ماتت كلها.. وغاب كل أفرادها بسبب هذه الأمور التي يمكن تحاشيها.. لو كان هناك عقوبات رادعة.
** لماذا تغيب المسؤولية؟.
لماذا نحن طيبون أكثر من اللازم؟ لماذا لا يحاسب المخطئ حتى لا يتكرر الخطأ؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved