* فيليساو - سويسرا - مايكل شيلدز - رويترز:
على أنغام الموسيقى وفي مياه ضحلة يقفون وظهورهم محنية يرتدون أحذية طويلة الرقبة.. المياه تصل إلى ركبهم وهم يمعنون النظر في كومة مبتلة من الرمال.. انهم يبحثون عن الذهب.
انتشرت هواية البحث عن الذهب على مجال واسع في مختلف انحاء العالم.. في شمال وشرق اوروبا وفي استراليا وامريكا الشمالية وجنوب افريقيا. البعض يعتبرونها رياضة ممتعة بينما لا يخفي آخرون عشقهم للذهب.
هذا العام اقيمت بطولات العالم في فصل الذهب في سويسرا للمرة الاولى، ويقوم فيها المتسابقون بمحاولة استخراج قطع صغيرة من الذهب من بين كومة ضخمة من الرمال.
قال الاسترالي فريد اولسون «كثير من الناس يذهبون في عطلة. يحدقون في اربعة جدران او يخرجون لتناول الطعام او يذهبون للشاطىء. اما نحن فنفعل شيئا اكثر فائدة».
وأضاف اوسلون مسؤول التنقيب باحدى شركات التعدين والذي قضى 47 عاما وهو يحمل آنية فصل الذهب ويشارك في كل بطولة عالمية منذ عام 1995 «في اوقات الضغط تحتاج إلى مخرج ما. اواظب على الحضور ليس من اجل البطولة نفسها فحسب، بل لرؤية اصدقائي. الامر مثل ان تجد عائلتك فجأة تزداد الف قريب».
وتقام البطولات في متنزه مكتظ بالخيام ويتنافس فيها اكثر من 600 متسابق يتسلمون دلاء مملوءة برمال تحتوي على عدد غير محدد من القطع الذهبية الصغيرة. وفيما يقفون في احواض واسعة يقومون بغربلة الرمال في أوانٍ خاصة مغمورة بالمياه، والهدف هو ان تسقط قطع الذهب الاكثر كثافة إلى اسفل.
والسرعة هي كلمة السر في ذلك السباق، لكن استخراج اكبر قدر من القطع ضروري ايضا فكل قطعة ذهب لا تستخرج تساوي عقوبة قدرها خمس دقائق. وتشرح الكندية لوريان ميلر التي قالت انها تشارك في المسابقة لانه لا يوجد الكثير من مواطنيهاقائلة «المغربل الجيد هو الذي يحتفظ بذهبه ويفعل ذلك بسرعة».
وقال زوجها ديفيد ميلر الذي يعمل في مجال التعدين «الفنلنديون بارعون في هذاالمجال». وكان مصيبا فقد حصل الفنلندي جوكو كورهونين على المركز الاول في مسابقة فردي الرجال فيما فازت مواطنته بيركو ماينبا بلقب فردي النساء، كذلك حصل الفريق الفنلندي على جائزة مسابقتي الفرق الوطنية والفرق المفتوحة.
ويقول السويدي كين كارلسون الحائز على لقب البطولة في العامين الماضيين انه علم نحو 30 الفا كيفية غربلة رمال الينابيع والغدران من اجل الذهب وساعد على نشر متعة الاكتشاف التي يستشعرها عشاق الذهب المولعون بالبحث عن الكنوزفي تلك الرياضة.
وقال «عليك فقط ان تقول كلمة «ذهب» لترى البريق في اعين الناس. انها كلمة سحرية».
لكن المشاركين في تلك البطولة لا يريدون ان يجنوا ثروة. وكل ما يفوزون به هو بعض القطع الذهبية التي يستخرجونها من بين الرمال كتذكار متواضع القيمة بالاضافة إلى شهادة وميدالية وربما حقيبة مملوءة بالحلوى المحلية او زجاجة نبيذ.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتلك الرياضة الخلوية الا ان بعض عشاقها يتخوفون ان تحجم عنها الاجيال الجديدة، ويقول كارلسون بتنهيدة اسى «في خلال عشرة إلى 15 عاما لن يبق أمامنا سوى مسابقة اللاعبين القدامى».
|