القتلى الذين سقطوا نتيجة اصابتهم بمرض نقص المناعة «الإيدز» في اي بلد اوروبي.. او آسيوي.. بل وحتى افريقي، لا يمكن أن يصل عددهم الى نصف ضحايا الاستهتار والرعونة والاهمال التي تتسم بها قيادة السيارات في البلدان العربية، ومنها المملكة العربية السعودية.
يوم السبت الماضي لقي اربعة وعشرون شخصاً حتفهم في حوادث مرورية مروعة اضافة الى اصابة العديد اصابات بليغة ستخلف معوقين ومصابين بعاهات مستديمة، اضافة الى الخسائر المادية التي اصبح مجموعها نهاية كل عام تفوق خسائر البلدان في الحروب.
قائمة الضحايا لليومين الماضيين الجمعة والسبت، شملت سبعة قتلى في منطقة الجوف في حادث مروع على طريق الجوف - تبوك على طريق المدينة المنورة توفي على أثره سبعة من عائلة واحدة على الفور في مكان الحادث. وعلى الطريق السريع الرياض - الطائف - وبالقرب من مركز الحوميات قتل ايضا سبعة اشخاص ومن عائلة واحدة اضافة الى اصابة ثلاثة آخرين احدهم اصابته خطيرة.
وفي القنفذة قضى اب وابنه واحد العمال، وفي جازان ثلاثة اشخاص اخرين، وفي عين الجواء قتل سائق سيارة بعد انحراف سيارته واصطدامه بعمود كهرباء، وعلى طريق مكة المكرمة - الهدا لقي شابان مصرعهما حرقاً بسبب اشتعال النار في سيارتهما.
كل هذه الحوادث التي اسهبت في ذكر مواقعها، تعود الى:
1- السرعة الزائدة.
2- الرعونة في القيادة.
3- الاهمال والاستهتار بقوانين السير.
4- التجاوز الخاطئ.
5- عدم التحكم بقيادة السيارة بسبب الإرهاق والنوم.
وكل هذه الاسباب من صنع الانسان وكان يمكن بقليل من الحكمة والتعقل والحرص على حياة الآخرين وحياة السائقين انفسهم، تجنب سقوط هذه الاعداد الكثيرة التي تشكل استنزافاً للطاقة البشرية خاصة اذا علمنا ان معظم الضحايا هم في مقتبل العمر اذ لا تتجاوز اعمارهم الثلاثين عاماً، وهذا يشكل خسارة مضاعفة، دون التقليل من فداحة موت اي انسان وهو في كامل صحته دون النظر لعمره طفلاً او شاباً او شيخاً، رجلاً او امرأة.
وهذه الخسائر التي تنال من اهم ثروات البلدان.. الانسان الذي لا يعوض إذا ما جُمعت اعداد الضحايا فان الحصيلة تتجاوز الآلاف التي كما اشرنا في بداية الموضوع لا يمكن ان تصل حصيلتها إلى مجموع ما تفقده البلدان التي تضربها الاوبئة والامراض المعدية.
| 
