* لندن - (اف ب):
ذكرت صحيفة «الاوبزرفر» البريطانية أمس الأحد ان خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي قال في مقال كتبه قبل الحرب على العراق ان وحده تغيير النظام العراقي كفيل بمنع خطر قيام نظام بغداد بتطوير أسلحة دمار شامل على المدى البعيد على الرغم من ان التهديد الذي يشكله العراق «متواضع».
وعشية ادلاء أرملة كيلي بشهادتها امام لجنة التحقيق القضائية في وفاة زوجها نشرت الصحيفة الاسبوعية مقالا بقلم كيلي يتحدث فيه عن العراق كتبه قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على هذا البلد.
وقالت جولي فلينت التي أعدت تقريرا واسعا عن العراق في الاسابيع التي سبقت الحرب يشكل مقال كيلي جزءا منه ان أحد الاسباب التي حالت دون نشره هو ان كيلي لم يكن يرغب في الكشف عن انه المصدر.
وكتب كيلي ان العراق أمضى السنوات الثلاثين الماضية في بناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف على الرغم من ان التهديد الحالي الذي يمثله العراق من الناحية العسكرية متواضع فيما يتعلق بالأسلحة التقليدية وغير التقليدية إلا ان العراق لم يتخل عن نيته بتطوير وتخزين مثل هذه الأسلحة لاستخدامها في أهداف عسكرية وارهابية.
وأضاف قد تكون الحرب حتمية الان وستعتمد شدة النزاع على ما إذا كان الهدف الحقيقي هو تغيير النظام أو نزع أسلحة.
وتابع يجب على الولايات المتحدة أو أي جهة مستعدة لمساعدتها التأكد من ان القوة والاستراتيجية المستخدمة تناسب التهديد المتواضع الذي يمثله العراق الان.
وأشار الى ان التهديد الذي تشكله أسلحة العراق الكيميائية والبيولوجية لن يؤثر كثيرا على الارجح على قدرة عمليات القوات الامريكية والبريطانية ولم يوقع على الارجح أعدادا كبيرة من الضحايا في الدول المجاورة.
وأضاف كيلي في مقاله "قد يكون الخطر الحقيقي من العراق يأتي اليوم من الاستخدام السري لمثل هذه الأسلحة ضد القوات أو استخدامها من قبل الارهابيين ضد اهداف مدنية في كافة انحاء العالم (...) إلا أن التهديد على المدى البعيد يبقى تطوير العراق لأسلحة الدمار الشامل الى درجة النضوج العسكري، ورأى ان ذلك لا يمنع حدوثه سوى تغيير النظام.
وقالت الصحيفة انه سيتم تقديم مقال كيلي كدليل في التحقيق الجاري لكشف الظروف التي سبقت وفاته قبل حوالى أربعة أسابيع.
وكان كيلي مصدر التقرير الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) التي أكدت ان مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ضخم المعلومات الواردة في الملف الذي أصدره في ايلول/ سبتمبر الماضي حول قدرات العراق على اطلاق أسلحة دمار شامل بهدف حشد التأييد للحرب على العراق.
وعثر على جثة كيلي وقد قطعت شرايين معصمه في غابة قريبة من منزله في لندن في 18 تموز/ يوليو بعد أسبوع من إعلان وزارة الدفاع انه كان مصدر التقرير الذي بثته البي.بي.سي.
|