بعد تسليمها جثماني اثنين من أعضاء حزب الله لديها
إسرائيل تخشى حرباً نفسية يشنها حزب الله باسم التبادل

* القاهرة مكتب الجزيرة عمر شوقي:
تضاربت الأنباء حول المفاوضات بشأن مبادلة الأسرى بين اسرائيل وحزب الله بعد قيام اسرائيل بتسليم جثتين لاعضاء الحزب المحتجزين لديها.
وفيما أشارت مصادر رسمية إسرائيلية إلى أن الطريق طويلة إلى إبرام الصفقة كشفت صحيفة هتسوفيه لسان حال حزب المفدال الشريك في حكومة شارون أن هناك صفقة لتبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل ستبرم خلال أسبوع. واضافت انه قد تم الاتفاق على العديد من الامور المتعلقة بالصفقه ولكنها تحتاج فقط إلى إجراءات لوجستية.
غير ان صحيفة ها آرتس أشارت إلى ان المعطيات المتوافرة لديها تشهد على أن نقاط الاتفاق لم تشكل حتى الآن الأرضية الصلبة لإنجاز الصفقة في وقت قريب. فالخلافات ما زالت على أشدها خاصة بشأن عدد المعتقلين الفلسطينيين وطريقة اختيارهم.
وقد تضاربت الأنباء بشأن مدى تقدم المفاوضات وموعد إنجازها. وحاولت مصادر عسكرية إسرائيلية الإيحاء بأن كل ما ينشر يقع في باب «الحرب النفسية« التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل. وقد جاءت المزاعم الإسرائيلية حول الحرب النفسية في أعقاب ما نشره عدد من الصحف الاجنبية حول أن الصفقة تستند إلى تفاهم يقضي بأن الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني هما جزء أساسي من عملية التبادل، والإقرار بأن ليس لدى حزب الله معلومات حول الملاح الجوي المفقود رون أراد.
وبرغم هذا الادعاء أقرت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قضية رون أراد لم تعد مرتبطة بالمفاوضات الجارية. ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه لم تبرم بعد أية صفقة لتبادل الأسرى ولكن »إذا تم التوصل إلى صفقة فإنها لن تشمل الحصول على أية معلومات جديدة بشأن الطيار رون أراد والذي تزعم أسرائيل أنه معتقل لدي حزب الله منذ قرابه 17 عاما.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، قد تحدث عن قضية تبادل الاسرى. وقال إنه لا يستطيع الحديث عن جزء من الأمور الجارية في المفاوضات. ولكنه أضاف «أشعر بالحاجة للقول إن دولة إسرائيل هي دولة ذات جيش قوي وهي مخلصة لجنودها، ومن واجبها الاهتمام بكل أسير ومفقود أو قتيل بشكل مطلق».
وقد تزايد تناقض المعلومات المتداولة في إسرائيل. وبموازاة اتهام إسرائيل لحزب الله بشن حرب نفسية أشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن رئيس بعثة الصليب الأحمر في إسرائيل أبلغ عائلات الجنود الأسرى أن المفاوضات وصلت نقطة اللاعودة. وأوضح المراسلان السياسي والعسكري للقناة الأولى أن إسرائيل تأمل أن تنجز صفقة التبادل في الأيام القريبة ونقل التلفزيون عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إنه تتواصل في ألمانيا المفاوضات بين ممثلي إسرائيل وحزب الله بوساطة ألمانية. وقال التلفزيون إن منظمة الصليب الأحمر تستعد لتنفيذ الصفقة. وكانت مصادر أمنية قد ذكرت أيضاً لصحيفة «معاريف» ان المفاوضات يمكن أن تنتهي »حتى خلال أيام.
وكانت إسرائيل قد افرجت اخيرا عن جثماني الشهيدين عمار حمود وغسان زعتر وأبلغ الوسيط الألماني إسرائيل أنه زار الأسير الإسرائيلي لدى حزب الله، العقيد الحنان تننباوم، وانه بصحة جيدة. واعتبر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن تسليم إسرائيل لجثماني الشهيدين يأتي في سياق تفعيل المفاوضات الجارية عبر الوسيط الألماني.
وكانت المفاوضات قد تسارعت في الأسابيع الأخيرة بعد تلميحات من الأمين العام لحزب الله بأن مصير العقيد الإسرائيلي قد يغدو مجهولاً كمصير الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الآخرين. ومعروف أن إسرائيل كانت قد أعلنت هؤلاء الثلاثة قتلى في محاولة للضغط على حزب الله لتقديم معلومات عنهم وأشارت الأنباء إلى أن المبعوث الألماني قام بجولات مكوكية بين لبنان واسرائيل في الأسابيع الأخيرة وتحدثت أنباء إسرائيلية عن تواجد رئيس طاقم الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، الجنرال إيلان بيران، حتى الآن في ألمانيا.
وقد جرت الاتصالات بين بيران والممثل الشخصي للأمين العام لحزب الله عبر الوسيط الألماني، الأمر الذي أوصل الأمور إلى نقطة اعتبار الخطوات الأخيرة مقوماً من مقومات المفاوضات المتقدمة وليس مجرد مبادرات حسن نية، وسبق للسيد نصر الله أن أفصح عن هذا التقدم في مناسبتين في الأسابيع الأخيرة عندما تحدث عن أمله في أن تتكلل الاتصالات بالنجاح في وقت قريب. وشدد مسؤولون إسرائيليون، بحذر، على أن هذا الأمل يستند إلى أساس وقد بدا ذلك في تصريحات أطلقها كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون ووزيري دفاعه وخارجيته شاؤول موفاز وسيلفان شالوم.
وعلم عدد من الصحف الاسرائيلية أن الوسيط الألماني عمل على حصر نقاط الاتفاق والخلاف بين الطرفين وهو يعمل على ايجاد حلول وسط للنقاط المختلف بشأنها. ومن بين النقاط التي جرى حلها الفصل بين قضيتي الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني وقضية الملاح الجوي الإسرائيلي المفقود رون أراد. وكانت هذه النقطة على الدوام حجر عثرة أمام اي تقدم في المفاوضات. كما أنجز الوسيط الألماني اتفاق الطرفين على أن أي عملية تبادل بينهما سوف تشمل جميع الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وجثث خمسة عشر شهيداً وحتى الآن لا يزال النقاش عالقاً حول المفقودين اللبنانيين والإيرانيين الذين قامت ميليشيات لبنانية بتسليمهم لإسرائيل أثناء فترة احتلالها للأراضي اللبنانية. كذلك لم يتمكن الطرفان حتى الآن من اتمام المفاوضات حول عدد المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية وكيفية اختيارهم.