نشطت الجهود التعليمية والثقافية السعودية وتمخض عن ذلك تبادل البروتوكولات الثقافية، والتي كان من أهم مظاهرها تقديم الفرص الدراسية للطلاب الروس، وكذا توثيق الصلات العلمية والثقافية مع بعض المؤسسات الاكاديمية وغيرها التي ترعى شؤون المسلمين، ويمثل برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها (تشرف عليه المدارس السعودية في موسكو) الذي يحظى بدعم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني آلية مهمة للتواصل السعودي مع الشعب الروسي، فقد أوجد قاعدة للحوار الثقافي والتعاون مع العديد من الجامعات والمعاهد الاكاديمية الروسية ومدارس الاستعراب في روسيا، حيث التحق فيه أكثر من خمسة آلاف طالب، يمثلون مختلف شرائح المجمع الروسي، يتوافر التدريس فيها مجانياً من خلال معلم خاص لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من قبل وزارة التربية والتعليم في المملكة.
وقد تم توزيع الدارسين في هذا البرنامج على العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية الروسية، مثل: أكاديمية موسكو للعلوم الانسانية والاجتماعية، والجامعة العصرية للعلوم الانسانية، ومعهد (يوشكن)، ومكتبة أكاديمية العلوم الروسية في مدينة سان بطرسبورج، وغيرها من المدارس الروسية المتوافرة في بعض أحياء موسكو، ويلقى برنامج تعليم اللغة العربية في موسكو من أبناء القوميات الروسية اقبالا كبيرا، وتقديرا رفيعا من المسؤولين والمهتمين بأمور الثقافة والتعليم في روسيا.
وقد استطاع برنامج تعليم اللغة العربية في موسكو ان يغدو بنشاطاته المتلاحقة المتنوعة ثقافيا وتعليميا للجاليات العربية والاجانب على حد سواء منبراً يشار إليه بالبنان، نتيجة أنشطته وبرامجه التعليمية المتميزة التي أعطت نتائج مبهرة لا على الصعيد التعليمي وحسب بل وعلى صعيد توطيد العلاقات الثقافية والتراثية والدينية بين العرب والمسلمين وبين الشعب الروسي وشعوب الدول المجاورة فضلا عن الفعاليات العديدة الاخرى من الندوات المشتركة والمعارض والنشاطات مع الجامعات والمؤسسات الثقافية والتعليمية الروسية.
وجاء برنامج تعليم اللغة العربية في موسكو ليطرح العديد من البرامج والفعاليات وتقديم خدمة مميزة للجاليات العربية والإسلامية وهي حفظ أبنائهم في تعليم رفيع يحوي مواد الثقافة وتحفظ الهوية الإسلامية وتقديم مواد دراسية تساعدهم على شق طريقهم في الحياة.
يذكر أن الاكاديمية السعودية في موسكو تقيم من وقت إلى آخر العديد من الفعاليات الثقافية التي تقيمها بالتعاون مع الجهات العلمية الروسية من خلال توزيع الكتب والأيام الثقافية السعودية والندوات والمحاضرات، والمعارض الفنية التشكيلية ومطالعة الصحف السعودية وكذلك القنوات التلفازية المختلفة، شارك فيها جميع العاملين في الأكاديمية بروح وثابة تخدم الثقافة السعودية الأصيلة الى جميع الجماهير المتعطشة لمعرفة الثقافة السعودية.
| 
